روسيا: توسع الناتو مزعزع للاستقرار.. ولا نخشى التعزيزات الأميركية بأوروبا

نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف خلال مؤتمر صحافي في جنيف - 10 يناير 2022 - AFP
نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف خلال مؤتمر صحافي في جنيف - 10 يناير 2022 - AFP
موسكو -رويترزأ ف ب

قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الأربعاء، إن روسيا تنظر إلى خطط انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) على أنها خطوة "مزعزعة للاستقرار"، ولكنه شدد في الوقت نفسه على أن بلاده "ليست خائفة من التعزيزات العسكرية الأميركية في أوروبا".

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن ريابكوف قوله: "نعتبر أن توسيع حلف شمال الأطلسي عامل يزعزع الاستقرار فيما يتعلق بالشؤون الدولية. ولا يضيف أمناً لمن يوسعونه ولا لمن ينضمون إليه ولا لدول أخرى تعتبر الحلف تهديداً"، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز".

وأعلنت فنلندا والسويد سعيهما للانضمام لحلف الناتو، على خلفية قلق الدولتين من غزو روسيا لأوكرانيا مما دفعهما لاتخاذ قرار يخالف سياسة خارجية معتمدة على الحياد اتبعتها الدولتان لعقود.

وبرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزوه أوكرانيا، بالقول إن توسع حلف شمال الأطلسي كان ليصل لحدود روسيا، وأن هذا هو بالتحديد ما يريد منعه من خلال ما يصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة" بدأت في 24 فبراير.

لكن روسيا بعثت برسائل متناقضة بشأن ما يشكله انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي بالنسبة لأمنها. 

وقال بوتين في مايو: "بالنسبة للتوسع، روسيا ليست لديها مشكلة مع الدولتين. وعلى هذا الأساس ليس هناك تهديد مباشر لروسيا من توسيع الحلف ليشمل الدولتين". 

ورفضت تركيا العضو في الحلف في البداية الخطوة وهددت بمنعها وعللت ذلك بما تصفه بدعم الدولتين لمسلحين أكراد وحظرهما تصدير بعض أنواع الأسلحة لها. 

لكن تركيا تخلت عن هذه الاعتراضات الثلاثاء لدى بدء الحلف قمة تستمر ثلاثة أيام في مدريد.

"لسنا خائفين"

وشدد ريابكوف على أن بلاده "ليست خائفة" من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن تعزيز الوجود العسكري الأميركي في أوروبا، على خلفية توترات شديدة مع موسكو، حسبما ذكرت "فرانس برس".

وقال ريابكوف لوكالات الأنباء الروسية: "أعتقد أن أولئك الذين يتخذون مثل هذه القرارات لديهم وهم أن روسيا قد تكون خائفة"، مؤكداً "أنهم لن يتمكنوا من ذلك".

وأعلن الرئيس الأميركي الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستعزز قواتها في أوروبا وتغير من تموضعها بناءً على التهديدات الروسية عقب غزو أوكرانيا، معلناً تأسيس قيادة للجيش الأميركي الخامس في بولندا، ونشر وحدة إضافية في رومانيا والمزيد من القوات الأميركية في دول البلطيق.

وقال بايدن خلال لقاء الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج على هامش قمة الحلف بمدريد، إن الولايات المتحدة سترسل مقاتلتين إضافيتين من طراز "F-35" إلى بريطانيا، وستزيد من عدد المدمرات الأميركية في إسبانيا من 4 إلى 6 مدمرات.

وشدد على أن بلاده ستضمن أن حلف الناتو مستعد لمواجهة التهديدات من كل الاتجاهات وكل الميادين في البر والبحر والجو.

ترحيب بولندي

وفي المقابل، أشادت بولندا بتعهد الرئيس الأميركي بإنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها باعتباره تحقيقاً لحلم طال انتظاره وخطوة من شأنها أن تبعث رسالة ردع واضحة إلى روسيا.

ومنذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، تعتبر بولندا زيادة القوات على الجانب الغربي للحلف أمراً بالغ الأهمية لضمان أمن وسط أوروبا في مواجهة نزوع روسيا المتزايد نحو الهيمنةوبسط النفوذ، وتسعى منذ فترة طويلة لاستضافة قاعدة عسكرية أميركية دائمة على أراضيها.

وقال جاكوب كوموتش مستشار السياسة الخارجية للرئيس البولندي لرويترز: "إنه تتويج لمفاوضات طويلة وحثيثة حول هذا الأمر، وفي الوقت نفسه، إشارة واضحة جداً على أن الأميركيين يعتزمون زيادة وجودهم في بولندا وليس تقليصه".

وكتب نائب وزير الخارجية مارشين زيداتش على تويتر: "شيء بدا مستحيلاً بالنسبة لكثيرين أصبح حقيقة اليوم".

وأضاف: "(أن يكون) لدينا وجود دائم للولايات المتحدة في بولندا...إنها أيضاً إشارة واضحة لموسكو".

وزار بايدن بولندا في مارس، وقال أمام القوات الأميركية الموجودة هناك إنها "في خضم معركة بين الأنظمة الديمقراطية وأنظمة حكم القلة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات