قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الأربعاء، إن المحادثات غير المباشرة بين بلاده والولايات المتحدة، بوساطة أوروبية، في العاصمة القطرية الدوحة، لا تزال مستمرة، نافياً ما نقلته وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، شبه الرسمية.
وأضاف كنعاني "المحادثات.. لم تنته بعد، وسينعقد اجتماع آخر ظهر الأربعاء بين كبير المفاوضين النوويين الإيراني علي باقري كني ومبعوث الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا".
وأفادت وكالة تسنيم، في وقت سابق الأربعاء، بانتهاء اجتماع كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، ونائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، ضمن مفاوضات الدوحة بشأن الاتفاق النووي، "دون التوصل لنتائج".
ونقلت الوكالة الإيرانية عن مصدر مطلع على المفاوضات، قوله: "خلال هذه الجولة من المحادثات التي جرت بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن ولمدة يومين، وتولي الاتحاد الأوروبي دور الوسيط ونقل الرسائل، أعادت إيران مجدداً التأكيد على ضرورة الحصول على اتفاق مستدام".
ولفتت الوكالة إلى أن "ما منع حصول نتيجة هو إصرار الجانب الأميركي على نص مقترحه في فيينا، والذي لا يتضمن ضماناً لاستفادة إيران الاقتصادية"، مشيرةً إلى أن "واشنطن تسعى لإحياء الاتفاق النووي من أجل تقييد إيران دون تحقيق مكاسب اقتصادية".
وفي وقت سابق الأربعاء، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية ناصر كنعاني: "نأمل في التوصل لاتفاق إيجابي ومقبول في الملف النووي من خلال تخطي الولايات المتحدة طريقة ترمب"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي السابق.
وكان ترمب أعلن في 2018، انسحاب الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق النووي الموقع في 2015، وأعاد فرض العقوبات على طهران.
وانطلقت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، الثلاثاء، في العاصمة القطرية الدوحة، وسط إصرار إيراني على أنها "لن تتجاوز خطوطها الحمراء".
وكان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، قال إن المحادثات غير المباشرة التي تأتي برعاية أوروبية "ستركّز على حل المسائل التي تمنع التوصل لاتفاق في فيينا".
وأضاف: "تمكنا من مواصلة العملية (التفاوض) وسنمضي قدماً، وكخطوة أولى في هذه المرحلة، نجري محادثات التقارب هذه. وهذا يعني إجراء محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإيجاد طريقة للمضي قدماً".
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردّت إيران بعد عام ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم.
وسعت إدارة الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق، معتبرة أن هذا المسار هو الأفضل على الرغم من إعرابها عن تشاؤم متنام في الأسابيع الأخيرة.
في فيينا، حققت المفاوضات تقدماً جعل المعنيين قريبين من إنجاز اتفاق، إلا أنها وصلت الى طريق مسدود منذ مارس الماضي مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصاً ما يتعلق بمطلب طهران برفع اسم "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".
وخلال محادثات فيينا، كررت إيران أيضاً مطالبتها بضمانات أميركية لعدم انسحاب واشنطن من الاتفاق كما فعل ترمب.
وتقول إدارة بايدن إن إزالة "الحرس الثوري" من القائمة السوداء، وهي خطوة من المؤكد أنها ستغضب الكثير من أعضاء الكونجرس، تقع خارج نطاق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي.
وفي هذا السياق، شدّد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي على أنّ المحادثات في الدوحة ليست بديلاً عن مفاوضات فيينا، بل تهدف إلى حل المسائل العالقة بين الولايات المتحدة وإيران للسماح بالتقدم في المحادثات الأخرى مع الدول الكبرى، داعياً إلى الاسراع في التوصل إلى النتائج المرجوة.