"عقلية الحرب الباردة".. بكين تندد بمحاولات الناتو لـ"تشويه سمعتها"

الرئيس الأميركي جو بايدن والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج في بداية قمة الحلف بمدريد - 30 يونيو 2022 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج في بداية قمة الحلف بمدريد - 30 يونيو 2022 - AFP
بكين/ دبي- الشرقوكالات

طالبت الصين حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بالتخلي عما وصفته بـ"عقلية الحرب الباردة"، و"الكف عن محاولات تشويه سمعتها"، وذلك بعد إعلان الحلف أن "بكين تشكل تحديات منهجية لأمن بلاده".

وكان الحلف أدرج الصين في وثيقة المفهوم الاستراتيجي الجديد التي اعتمدها خلال قمته في مدريد، والتي شهدت دعوة 4 من قادة منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

واعتبر الناتو في بنود الوثيقة أن بكين تشكل "تحدياً لمصالح دول الحلف وأمنها"، وهو خطاب لطالما نادت به إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن منذ تسلمها السلطة.

من جهته، قال جاو ليجيان، الناطق باسم الخارجية الصينية: "يمعن (الحلف) خطأً في تقديم الصين على أنها تحدٍ للنظام وفي تشويه صورة سياستها الخارجية" مشدداً على "معارضة (بكين) القوية" لذلك.

ورأى الدبلوماسي الصيني أن "تضخيم تهديد الصين المزعوم عقيم كلياً"، مشدداً على أن الحلف "يشكل التحدي الفعلي للسلام والاستقرار العالميين".

الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجيان خلال مؤتمر صحافي يومي في الصين- 29 يونيو 2022 - fmprc.gov.cn
الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجيان خلال مؤتمر صحافي يومي في الصين- 29 يونيو 2022 - fmprc.gov.cn

وتابع في مؤتمر صحافي الأربعاء: "صرح الناتو علناً في مناسبات عدة أنه سيظل تحالفاً إقليمياً، وأنه لا يسعى إلى اختراق جيوسياسي أو التوسع في مناطق أخرى، ومع ذلك، قام في السنوات الأخيرة بإرسال طائرات وسفن حربية وأجرى تدريبات عسكرية في المياه القريبة من الصين وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ".

وأضاف: "يجب على الحلف (الناتو) التوقف عن رسم الخطوط الأيديولوجية أو تأجيج المواجهة السياسية، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة".

وأكد جاو على أن الصين "تعارض باستمرار العقوبات الأحادية الجانب، إذ أظهر الواقع أن تشديد العقوبات ليس وسيلة فعالة لحل الصراع، ولا يمكن أن يؤدي الإمداد المستمر بالأسلحة إلى إحلال السلام".

وأشار في هذا الصدد إلى أن الصراع الروسي الأوكراني "أسفر عن خسائر فادحة في أوروبا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بينما تستفيد الولايات المتحدة منه، بصفتها "أججت الأزمة الأوكرانية"، قائلاً: "تحتاج الولايات المتحدة إلى التفكير في دورها السيئ السمعة الذي لعبته في أزمة أوكرانيا والتوقف عن تشويه سمعة الصين".

"مفهوم استراتيجي"

وأعلن حلف الناتو وثيقة "المفهوم الاستراتيجي" التي تحدد المبادئ التوجيهية لسياسة الحلف، وتم تبنيها في قمة مدريد، وكان آخلر تحديثاتها في عام 2010.

وقال الحلف في الوثيقة إن "طموحات الصين المُعلنة وسياساتها القسرية تتحديان مصالحنا وأمننا وقيمنا"، مضيفاً أن بكين "تستخدم مروحة واسعة من الأدوات السياسية والاقتصادية والعسكرية لزيادة نفوذها الدولي.. فيما تبقى غامضة بشأن استراتيجيتها ونياتها وتعزيزها العسكري".

وأشار الحلف كذلك إلى الهجمات السيبيرانية الصينية "سيئة النية"، ونشر "المعلومات المضللة" و"أدبيات المواجهة".

ولفت إلى أن الحلف ودوله تواجه "التهديدات السيبرانية والفضائية، وغيرها من التهديدات غير المتكافئة"، فضلاً عن "الاستخدام الضار للتكنولوجيات الناشئة والمدمرة".

وتابع: "نواجه منافسة منهجية من أولئك، بمن فيهم الصين، الذين يتحدون مصالحنا وأمننا وقيمنا، ويسعون إلى تقويض النظام الدولي القائم على القواعد".

وأضاف: "تستهدف العمليات الهجينة والسيبرانية الخبيثة التي تقوم بها جمهورية الصين الشعبية، وخطابها التصادمي، وتضليلها المعلوماتي، الحلفاء، وتضر بأمن الحلف. وتسعى للتحكم في القطاعات التكنولوجية والصناعية الرئيسية، والبنية التحتية الحيوية، والمواد الاستراتيجية، وسلاسل التوريد".

وبيّن أن الصين "تستخدم نفوذها الاقتصادي لخلق تبعية استراتيجية، ولتعزيز نفوذها. وتسعى جاهدة لتقويض النظام العالمي القائم على قواعد، بما في ذلك في المجالات الفضائية، والسيبرانية، والبحرية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات