أعلنت أوكرانيا أنها بدأت تصدير الكهرباء إلى الاتحاد الأوروبي عبر رومانيا، في ما أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن هذه الخطوة تستهدف المساعدة على تقليص اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.
يأتي ذلك فيما خاطبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين البرلمان الأوكراني، الجمعة، مؤكدة أن لدى كييف الآن "منظوراً أوروبياً واضحاً جداً"، ومستدركة أن الطريق إلى عضوية الاتحاد سيستغرق وقتاً ويتطلّب عملاً شاقاً.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تسجيل مصوّر بُثّ مساء الخميس، إن بدء نقل الكهرباء يشكّل "خطوة أخرى مهمة في تقاربنا مع الاتحاد الأوروبي". وأضاف: "بفضل الكهرباء الأوكرانية، يمكن تعويض جزء كبير من الغاز الروسي الذي يستخدمه المستهلكون الأوروبيون. وبالتالي، فإن هذه ليست مجرد مسألة عائدات تصدير بالنسبة إلينا، ولكن مسألة أمن لأوروبا بأكملها".
وتابع: "اسمحوا لي أن أذكّركم بأن ربط بلدنا بنظام الطاقة المشترك في الاتحاد الأوروبي حدث بالفعل بعد بدء الحرب. أوكرانيا تنفذ الآن أموراً بدت مستحيلة يوماً"، كما أفادت وكالة "رويترز".
"نظام الطاقة بلا تأشيرة"
تصريحات زيلينسكي جاءت بعد إعلان رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، أن الصادرات إلى أوروبا بدأت الخميس، بحجم 100 ميجاوات، بعد 4 أشهر على بدء الغزو الروسي لبلاده.
وذكّر بإطلاق "نظام الطاقة بلا تأشيرة مع الاتحاد الأوروبي"، في مارس الماضي، معتبراً أنه "يعطي نتيجة شاملة وعملية". ولفت إلى أن إمكانات تصدير الكهرباء الأوكرانية إلى أوروبا تبلغ 2.5 جيجاوات. وتابع: "بعد نصر أوكرانيا في الحرب، سيسمح لنا ذلك بزيادة الاستثمارات بشكل كبير في قطاع الطاقة، وتجديده وفقاً لأفضل معايير الاتحاد الأوروبي. قطاع الطاقة سيصبح أحد المحرّكات في تعافي اقتصادنا، إذ بات بالفعل محرّكاً لاندماجنا في الاتحاد الأوروبي".
في 16 مارس 2022، انضمّت أوكرانيا رسمياً إلى "الشبكة الأوروبية لمشغّلي أنظمة النقل" (ENTSO-E)، بوصفها مراقباً، بعد ربط شبكتها بتلك الأوروبية، علماً أنها كانت موصولة بالشبكة الروسية، حتى بدء الغزو في 24 فبراير الماضي، وعملت بعد ذلك بشكل مستقل.
وأعلنت "الشبكة الأوروبية لمشغلي أنظمة النقل" هذا الأسبوع، استكمال الاستعدادات لتصدير الكهرباء للمرة الأولى من أوكرانيا، إضافة إلى مولدوفا، بدءاً من 30 يونيو الماضي، من خلال استخدام نظام ربط مع رومانيا.
وأضافت أن نقل الكهرباء على أنظمة ربط أخرى سيحصل قريباً، بين أوكرانيا وسلوفاكيا وأوكرانيا والمجر، وكذلك بين مولدوفا ورومانيا. وتابعت أن إجمالي الطاقة التجارية سيُحدّد بمئة ميجاوات في المرحلة الأولى، بحسب "رويترز".
وكتبت أورسولا فون دير لاين على "تويتر": "يسعدني جداً أن أُعلن أنه بدءاً من اليوم، يمكن لأوكرانيا تصدير الكهرباء إلى سوق الاتحاد الأوروبي. سيؤمّن ذلك مصدراً إضافياً للكهرباء بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، وعائدات مهمة جداً لأوكرانيا. والطرفان يكسبان".
"احتفال بإنجاز تاريخي"
وقّع زيلينسكي وشميهال ورئيس البرلمان الأوكراني رسلان ستيفانتشوك، بياناً مشتركاً بشأن تحقيق العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي.
وأشار زيلينسكي إلى أن لتوقيع البيان المشترك، المعنى ذاته للتوقيع على طلب الانضمام إلى الاتحاد. وقال: "اقتربنا من وضع المرشح لمدة 115 يوماً، ويجب ألا يستغرق طريقنا إلى العضوية عقوداً. يجب أن نصل إلى هناك في أسرع وقت. هذا يعتمد علينا. علينا أداء دورنا على أكمل وجه، لتمكين أصدقائنا في الاتحاد الأوروبي من فعل الأمر ذاته بسرعة وبطريقة توطيدية، من أجل اعتماد قرار تاريخي آخر لنا".
جاء ذلك بعدما وافق قادة دول الاتحاد الأوروبي، في 23 يونيو، على قرار بمنح أوكرانيا وضع مرشح لعضوية التكتل.
توقيع البيان المشترك تمّ خلال جلسة للبرلمان الأوكراني، تخلّلتها كلمة افتراضية لفون دير لاين، ورد فيها: "لدى أوكرانيا الآن منظور أوروبي واضح جداً. وأوكرانيا هي دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهذا أمر بدا غير قابل للتصوّر قبل خمسة أشهر فقط".
وأضافت: "أمامكم طريق طويل، لكن أوروبا ستكون إلى جانبكم في كل خطوة على الطريق، طالما تطلّب الأمر ذلك، من أيام الحرب المظلمة هذه حتى لحظة عبوركم الباب المؤدي إلى اتحادنا الأوروبي". ولفتت إلى الحاجة لتنفيذ إصلاحات حاسمة كثيرة في أقرب وقت ممكن، وتابعت: "الخطوات التالية في متناول يدكم، لكنها ستتطلّب عملاً شاقاً".
وتحدثت عن "لحظة للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي، ونصر للإرادة والعزم، ونصر للحركة التي بدأت قبل ثماني سنوات في الميدان" وسط كييف. وزادت: "اخترتم بحزم أن يكون (بلدكم) ديمقراطياً وأن تعيشوا في ظلّ حكم القانون. هذا الخيار، الذي اتخذته أوكرانيا بالفعل لنفسها، (هو) من أجل مصلحتها الخاصة".
وقالت فون دير لاين: "قبل أيام قليلة، في يوم الدستور، أيها الرئيس زيلينسكي، قلت إن نصركم (ليس بعيد المنال). بالطبع، ما زال جيش (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يقتل إخوانك وأخواتك. (الروس) يواصلون احتلال أرضكم، وسرقة حبوبكم، وقصف مدنكم. أنت تقاوم بشجاعة، وستقف أوروبا مع أوكرانيا ما دامت هناك حاجة لذلك. لن نرتاح حتى تسود أوكرانيا في مواجهتها الغزو الروسي".
اقرأ أيضاً: