روسيا والغرب يتبادلان الـ"فيتو" بشأن إدخال المساعدات إلى سوريا

شاحنات عند معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية في محافظة إدلب- 30 يونيو 2021 - REUTERS
شاحنات عند معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية في محافظة إدلب- 30 يونيو 2021 - REUTERS
نيويورك-أ ف برويترز

استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) الجمعة، ضد محاولة لتمديد موافقة مجلس الأمن الدولي لمدة 12 شهراً على تسليم مساعدات الأمم المتحدة لحوالي أربعة ملايين شخص في شمال غربي سوريا، الذي تسيطر عليه المعارضة المدعومة من تركيا.

وحظي القرار الذي أعدته أيرلندا والنرويج، بتأييد 13 صوتاً، بينما امتنعت الصين عن التصويت. ويحتاج أي قرار إلى موافقة 9 أصوات وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق النقض.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة للمجلس ليندا توماس جرينفيلد: "هذه مسألة حياة أو موت. ومن المأساوي أن الناس سيموتون بسبب هذا التصويت والبلد الذي استخدم حق النقض دون خجل".

فيتو غربي

وصوت المجلس المكون من 15 عضواً بعد ذلك على اقتراح من روسيا، حليفة سوريا، بالموافقة على عملية الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر، وكذلك الضغط من أجل جهود دولية واسعة النطاق لإعادة الإعمار في سوريا. لكن الاقتراح فشل، إذ صوتت روسيا والصين فقط لصالحه، بينما صوتت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضده وامتنع أعضاء المجلس العشرة المتبقون عن التصويت.

وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي أمام المجلس بعد التصويت الثاني "تم طي هذه الصفحة من التاريخ أخيراً ولا يمكن أن تعود"، مضيفاً أن موسكو ستواصل تقديم المساعدة
لسوريا "مع احترام سيادتها وسلامة أراضيها".

وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إن 6 أشهر ليست طويلة بما يكفي لمنظمات الإغاثة للتخطيط والعمل بفاعلية.

كما تعارض القوى الغربية تمويل جهود إعادة الإعمار الواسعة حتى يتم إحراز تقدم نحو حل سياسي في سوريا.

وينتهي يوم الأحد تفويض الأمم المتحدة لعملية المساعدة لسوريا. ومن المتوقع الآن أن يواصل المجلس المفاوضات لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق.

وقالت سفيرة أيرلندا لدى الأمم المتحدة جيرالدين بيرن ناسون، متحدثة نيابة عن أيرلندا والنرويج "لن يثبط هذا الفيتو عزيمتنا. هذه ليست نهاية الطريق".

كما دعا سفير الصين لدى الأمم المتحدة تشانج جون جميع أعضاء المجلس إلى "عدم الاستسلام" ومواصلة المفاوضات. واقترحت سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة التمديد المحتمل لتسعة أشهر "لضمان تلبية احتياجات ملايين السوريين خلال الشتاء".

وتصويت مجلس الأمن على عملية الإغاثة قضية خلافية منذ عدة سنوات.

وفي عام 2014، أجاز المجلس توصيل المساعدات الإنسانية إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا من العراق والأردن ونقطتين في تركيا. لكن روسيا والصين، اللتين تتمتعان بحق النقض، قلصتا ذلك إلى نقطة حدودية تركية واحدة فقط.
              
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش المجلس الشهر الماضي تمديد موافقته على توصيل المساعدات من تركيا إلى شمال غرب سوريا، قائلاً: "لا يمكننا التخلي عن شعب سوريا".

ونصّ مشروع القرار الذي صاغته النرويج وإيرلندا، وهما عضوان غير دائمين في مجلس الأمن، على تمديد استخدام معبر باب الهوى عند الحدود السورية التركية، الذي تمرّ عبره مئات الشاحنات شهرياً، حتى 10 يوليو 2023، كما أفادت "فرانس برس".

وعبرت أكثر من 4600 شاحنة مساعدات، حملت غالبيتها مواد غذائية، الحدود هذا العام وفق بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

ويطالب مشروع القرار "جميع الأطراف بضمان وصول كامل وآمن ومن دون عوائق وبكل الآليات، بما في ذلك خطوط الجبهة، لنقل المساعدة الإنسانية إلى كل مناطق سوريا".

تهديد روسي

وقبل التصويت، هددت موسكو، وهي أبرز داعم لدمشق، بعرقلة تجديد التفويض من خلال استخدام حق النقض (فيتو)، وهو ما سبق أن قامت به، وأدّى الى إغلاق معابر أخرى استخدمتها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى مناطق خارج سيطرة الحكومة السورية.

وتصرّ روسيا على إمكانية الاستمرار في تقديم المساعدات للسكان المحتاجين، عبر مناطق سيطرة الحكومة السورية.

وكانت روسيا أعلنت في 20 مايو على لسان نائب سفيرها لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي، أنها لا ترى "سبباً لمواصلة هذه الآلية عبر الحدود" التي "تنتهك سيادة سوريا ووحدة أراضيها" بحسب ما ذكرت "فرانس برس".

وتعتبر الأمم المتحدة هذه الآلية غير كافية لتلبية حاجات ملايين السوريين في منطقة إدلب. وأشارت المنظمة الدولية إلى إيصال 5 شحنات مساعدات فقط عبر خطوط الجبهة، وطالبت بتمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود لفترة طويلة.

وعمدت موسكو في الأعوام الأخيرة إلى استخدام حق النقض مراراً في ما يتعلق بالأزمة السورية. وفيتو الجمعة هو السابع عشر الذي تلجأ اليه منذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011.

ومارست عشرات المنظمات غير الحكومية ومسؤولون كبار في الأمم المتحدة ضغوطاً في الأسابيع الأخيرة على أعضاء مجلس الأمن لتمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود لعام إضافي.

جهود أميركية

وفي مقابلة مع "الشرق" مطلع يونيو الماضي، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، إن الولايات المتحدة مستعدة لبذل أي جهد ممكن للإبقاء على معبر "باب الهوى" مفتوحاً.

وقالت أثناء زيارتها لتركيا والتي شملت زيارة مركز لوجيستي أممي قرب الحدود التركية السورية، إن "روسيا تعلم أن ذلك يصب في مصلحتها، كما أنه من مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد، ألا يجوع أكثر من مليون شخص حتى الموت داخل الحدود السورية".

وأشارت إلى أنها ستعمل مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لدعم تجديد العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا

اقرأ أيضاً:

تصنيفات