اتفاق أممي على تمديد آلية إيصال المساعدات إلى سوريا 6 أشهر

شاحنات تحمل المساعدات الأممية خلال عبورها معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا - 8 يوليو 2022 - AFP
شاحنات تحمل المساعدات الأممية خلال عبورها معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا - 8 يوليو 2022 - AFP
نيويورك-أ ف ب

توصّلت الدول الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن الدولي، الاثنين، إلى اتفاق على تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لستة أشهر، ليرضخوا بذلك لرغبة روسيا، في وقت كانت فيه الدول الغربية تسعى لتمديدها لمدة عام، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.

وانتهت مفاعيل هذه الآلية مساء الأحد. ويرتقب أن يصوّت مجلس الأمن لاحقاً على مشروع قرار يمدّد العمل بهذه الآلية لستة أشهر قابلة للتجديد لستة أشهر أخرى، بشرط أن يكون التجديد بموجب مشروع قرار جديد يصدره مجلس الأمن في حينه، بحسب ما أوضح دبلوماسيون لوكالة "فرانس برس".

وقال سفير دولة عضو في مجلس الأمن للوكالة، طالباً عدم نشر اسمه، إنّ ما جرى في المجلس هو أنّ "روسيا نجحت في ليّ ذراع الجميع: إما أن تظلّ الآلية معطّلة، أو تُمدّد لستة أشهر" و"لم يكن بإمكاننا أن ندع الناس يموتون" جوعاً.

وينصّ الاتفاق على أن تستأنف الأمم المتحدة استخدام معبر باب الهوى الواقع على الحدود بين سوريا وتركيا، علماً أنّه الممرّ الوحيد الذي يمكن أن تنقل من خلاله مساعدات الأمم المتحدة إلى المدنيين؛ بدون المرور في المناطق التي تسيطر عليها قوات دمشق.

ويدعو مشروع القرار الأيرلندي النرويجي أيضاً إلى تقديم تقرير خاص إلى الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الاحتياجات الإنسانية بحلول 10 ديسمبر كحدّ أقصى، ويطلب منه رفع تقرير منتظم كل شهرين عن هذه الآلية، وعن تلك التي تلحظ إيصال مساعدات إنسانية انطلاقاً من دمشق عبر خطوط الجبهة.

وقال مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي لوكالة "فرانس برس": "سنعتمد مشروعنا مع إجراء تعديل طفيف".

الفيتو الروسي

وكانت روسيا حليفة النظام السوري استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، الجمعة، لتعطيل مشروع قرار غربي لاستخدام المعبر الحدودي لعام إضافي.

وأكد سفير دولة نافذة في مجلس الأمن طلب عدم الكشف عن هويته تبني القرار، الذي يؤكد موافقة المجلس على تمديد الآلية لمدة ستة أشهر.

ويتطلّب إقرار النصّ موافقة تسعة أعضاء على الأقل من أصل 15 عضواً، بدون تصويت سلبي من أيّ من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، الذين يمتلكون حقّ النقض (الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين).

والآلية الاممية لإيصال المساعدات عبر الحدود سارية منذ عام 2014، وتُساعد عبر معبر باب الهوى أكثر من 2.4 مليون شخص في محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، التي تسيطر عليها فصائل معارضة مسلحة.

وسبق أن تم تمديدها لستة أشهر، رغم أن هذه المدّة القصيرة تُعقّد عملية إيصال المساعدة والتخطيط لها.

وقال ريتشارد جوان، المتخصّص بشؤون الأمم المتحدة في "مجموعة الأزمات الدولية"، إنّ "الحرب في أوكرانيا عقّدت المفاوضات بشأن سوريا هذا العام". وأضاف لوكالة "فرانس برس" أن "انهيار القنوات الثنائية الروسية - الأميركية" جعل أعضاء المجلس "يهيمون على وجوههم" للتوصّل إلى اتفاق.

4 ملايين مستفيد

ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة في شمال سوريا وشمال غربها أكثر من أربعة ملايين شخص. ويقيم قرابة ثلاثة ملايين منهم، وغالبيتهم من النازحين، في مناطق تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً) في إدلب، بينما يقيم أكثر من مليون في مناطق تسيطر عليها القوات التركية وفصائل موالية لها في شمال حلب.

كذلك، يدعو مشروع قرار تمديد العمل بالآلية لستة أشهر إلى زيادة الجهود الإنسانية في مجالات المياه والصرف الصحي والصحة والتعليم والكهرباء، بالإضافة إلى "مشاريع إعادة تأهيل سريعة" في مجال تأمين مساكن للمشردين.

وفي عام 2014، أجاز المجلس توصيل المساعدات الإنسانية إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا من العراق والأردن ونقطتين في تركيا. لكن روسيا والصين، اللتين تتمتعان بحق النقض، قلصتا ذلك إلى نقطة حدودية واحدة فقط، وهي معبر باب الهوى.

تصنيفات