قالت رسالة اطلعت عليها "رويترز"، إن شركة غازبروم الروسية أبلغت زبائنها في أوروبا بأنها لا يمكنها ضمان إمدادات الغاز بسبب ظروف "استثنائية"، ما يزيد المخاطر وسط إجراءات اقتصادية "انتقامية" بين موسكو والغرب بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت الرسالة المؤرخة في 14 يوليو إن المحتكر الحكومي للغاز في روسيا يعلن عن حالة القوة القاهرة بشأن الإمدادات بدءاً من 14 يونيو.
ولم يصدر تعقيب حتى الآن من غازبروم.
وشركة "يونيبر" الألمانية للمرافق، أكبر مستورد للغاز الروسي في ألمانيا، من بين الزبائن الذين قالوا إنهم تلقوا رسالة، ورفضت رسمياً ذلك المطلب قائلة إنه غير مبرر.
وقالت "آر دبليو إي"، أكبر منتج للكهرباء في ألمانيا ومستورد آخر للغاز الروسي، أيضاً إنها تلقت إخطاراً بـ"القوة القاهرة".
وأضافت: "نرجوكم أن تتفهموا أننا لا يمكننا التعقيب على تفاصيلها أو رأينا القانوني".
القوة القاهرة
وقال مصدر تجاري، طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة، إن القوة القاهرة تتعلق بإمدادات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" وهو طريق إمداد رئيسي إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى.
والتدفقات خلال خط الأنابيب متوقفة بينما تُجرى صيانة سنوية للخط بدأت في 11 يوليو ومن المقرر أن تنتهي الخميس.
وتخشى أوروبا أن موسكو قد تُبقي "نورد ستريم 1" متوقفاً عن العمل انتقاماً من عقوبات فُرضت على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، وهو ما يبرز أزمة طاقة تخاطر بدفع المنطقة إلى الركود.
وتتراجع إمدادات الغاز الروسي عبر طرق رئيسية منذ أشهر بما في ذلك عبر أوكرانيا وبيلاروس وأيضاً عبر "نورد ستريم 1" الذي يمر تحت بحر البلطيق.
ويهدف الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على موسكو، للتوقف عن استخدام الوقود الأحفوري الروسي بحلول 2027، لكنه يريد أن تستمر الإمدادات في الوقت الحالي بينما يعكف على تطوير مصادر بديلة.
"أعيدوا التوربين"
والسبت، أعلنت "غازبروم" أنها طالبت مجموعة "سيمنز" الألمانية رسمياً بتسليمها توربيناً تم إصلاحه في كندا لضمان تشغيل الخط.
وكانت "سيمنز" أرسلت التوربين إلى كندا لإصلاحه، وعلى الرغم من العقوبات المفروضة على موسكو على خلفية غزوها أوكرانيا، إلا أن أوتاوا أعلنت أنها ستسلّم ألمانيا التوربين على أن تتولى المجموعة الألمانية بدورها تسليمه للشركة النفطية الروسية.
وجاء في بيان للشركة الروسية أنه "في 15 يوليو طلبت (غازبروم) رسمياً من سيمنز تسليمها الوثائق التي تتيح إرسال محرّك توربين الغاز إلى محطة بورتوفايا للضغط في روسيا، وهي منشأة بنى تحتية أساسية لـ(نورد ستريم 1)".
وتابعت "غازبروم" أنها "تعوّل على مجموعة "سيمنز" للوفاء من دون شروط بالتزاماتها التي تتعلّق بإصلاح وصيانة محركات توربين الغاز التي تعتمد عليها عمليات خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 1"، وتسليم الغاز الطبيعي للمستهليكن الأوروبيين".
وأثار القرار الكندي بتسليم التوربين، "خيبة أمل شديدة" في كييف، التي اعتبرت أنه سيقوّض نظام العقوبات الغربية، وذلك بعدما ناشدت أوتاوا في وقت سابق بعدم "الخضوع لابتزاز الكرملين" وعدم إعادته.
اقرأ أيضاً: