يعتزم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال اجتماع افتراضي من المقرر عقده الأربعاء، مع ممثلي 17 دولة، حضّ تلك الدول على التعاون بشكل أوثق بشأن سلاسل التوريد العالمية، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حسبما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الخارجية الأميركية، أن بلينكن سيؤكد أيضاً خلال الاجتماع الافتراضي، على الحاجة إلى تقليل الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي من "بلدان غير موثوق بها"، والتركيز على التجارة في منتجات الطاقة النظيفة.
ويلتقي مسؤولون أميركيون بارزون هذا الأسبوع، موفدين لدول مختارة، باستثناء روسيا والصين، في محاولة لمعالجة مشكلات سلسلة التوريد وتعزيز العلاقات الاقتصادية، بعدما أدت حرب أوكرانيا وفيروس كورونا المستجد إلى توتر في نظام التجارة العالمي.
وسيتحدث بلينكن، ووزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، الأربعاء بحلول نهاية الاجتماع الافتراضي الذي يستمرّ يومين، ويُخصّص لمتابعة قمة بشأن سلسلة التوريد نظمها الرئيس الأميركي جو بايدن العام الماضي. وسيضمّ الاجتماع مسؤولين بارزين من نحو 17 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي بوصفه تكتلاً واحداً.
"بدائل للصين"
وكان لافتاً مشاركة 6 دول من مناطق غرب المحيطين الهادئ والهندي، وهي: أستراليا والهند وإندونيسيا واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، ما يعكس تركيز واشنطن على تأمين بدائل للصين، في وقت تعزّز الأخيرة علاقاتها التجارية في المنطقة. وركّز مسؤولون أميركيون بارزون على منطقة جنوب شرق آسيا، من خلال القيام بزيارات متكرّرة إليها، ووقّع بلينكن الأسبوع الماضي مذكّرة تفاهم بشأن سلسلة التوريد، أثناء وجوده في تايلاند، بحسب "وول ستريت جورنال".
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن الولايات المتحدة لا تطلب من الدول الاختيار بينها وبين الصين، بل "تمنحها خيارات".
وأشار بيل راينش، وهو خبير تجاري في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" (مقره واشنطن)، إلى أن "معظم الرؤساء التنفيذيين (للشركات)، سواء اعترفوا بذلك أم لا، يفكرون بجدية في كيفية الخروج من الصين، إذا كانوا هناك، أو على الأقلّ بشأن كيفية تطوير مصادر بديلة للإمدادات، من أجل حماية أنفسهم من الأخطار السياسية".
وشجّعت إدارة بايدن الشركات على أن تبحث عن موردين في بلدان تتمتع بعلاقات دبلوماسية جيدة مع الولايات المتحدة. راينش، الذي كان مسؤولاً بارزاً في وزارة التجارة الأميركية، قال في هذا الصدد إن "مقاربة بايدن إزاء هذه الأمور حتى الآن تمثلت في الجزرة وليس العصا، الحوافز أو الإقناع اللطيف بنقل (الإنتاج إلى دول أخرى)، فيما أن (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترمب اتبع نهجاً أكثر ثباتاً".
أشباه الموصلات
تتمثل إحدى أولويات التجارة الأميركية، في ضمان توافر أشباه الموصلات، بما في ذلك تلك المستخدمة في السيارات، إضافة إلى تعزيز إنتاج الرقائق في الولايات المتحدة، علماً أن تايوان، وهي شريك أساسي في قطاع أشباه الموصلات، لن تشارك في الاجتماع الافتراضي، الأربعاء.
تجدر الإشارة، إلى أن بايدن، حين كان نائباً للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ساند اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، المُبرمة عام 2015، مع بلدان مطلّة على المحيط الهادئ، لكن الكونجرس لم يصادق عليها كما أن ترمب أعلن انسحاب الولايات المتحدة منها في عام 2017.
وأطلقت إدارة بايدن أخيراً، المنتدى الاقتصادي للمحيطين الهندي والهادئ، الذي تشكّل سلاسل التوريد مكوّناً أساسياً فيه، إنما من دون توسيع أسواق الاستيراد والتصدير المدرجة في اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، والتي طُبّقت بشكل معدّل بلا الولايات المتحدة.
وسيشمل اليوم الأول من الاجتماع بشأن سلسلة التوريد، مناقشات حول الاستجابة للأزمات وتنويع الروابط التجارية، فيما يتم التركيز في اليوم الثاني على المرونة بعيدة المدى والتدخل الحكومي، بحسب ما أفادت به "وول ستريت جورنال".
اقرأ أيضاً: