وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، كلام المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "حل تفاوضي" تريده روسيا في حرب أوكرانيا، بـ"المثير للاشمئزاز".
وقال الرئيس الأوكراني في خطابه اليومي عبر الفيديو، إن روسيا "تُفعِّل شتى المبعوثين مع رسائل تفيد بأن الدولة الإرهابية تريد مفاوضات"، في إشارة واضحة إلى شرودر، ولكن من دون ذكر اسمه.
وتابع: "لو كانت روسيا تريد حقاً إنهاء الحرب، لما عمدت لنشر جنودها الاحتياط في جنوب أوكرانيا، وما كانت لترتكب عمليات قتل جماعي على الأراضي الأوكرانية".
واختتم قائلاً إنه "لمثير للاشمئزاز ببساطة أن يعمل قادة سابقون لدول قوية ذات قيم أوروبية لمصلحة روسيا التي تقاتل هذه القيم".
وكان الرئيس الأوكراني يرد على تصريحات شرودر الذي قال لوسائل إعلام ألمانية في مقابلة نشرت الأربعاء، إن "النبأ السار هو أن الكرملين يريد حلاً تفاوضياً"، مؤكداً أنه التقى بوتين الأسبوع الماضي خلال زيارته موسكو.
ورأى أن الاتفاق بشأن تصدير الحبوب الذي تم التوصل إليه في إسطنبول هو أول نجاح، "ويمكن أن يتحول ذلك ببطء إلى هدنة"، مندداً بالغزو الروسي لأوكرانيا، ووصفه بأنه "غير مبرر"، لكنه قال إن "الحوار مع موسكو يجب أن يستمر".
وتعرَّض الزعيم السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يحتفظ بعلاقات شخصية مع بوتين، ويشغل عضوية مجالس إدارة شركات طاقة روسية، إلى انتقادات في ألمانيا بسبب رفضه إدانة بوتين، والسفر في مارس الماضي، إلى موسكو بعد أيام قليلة فقط من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وجرَّدت ألمانيا في مايو الماضي، شرودر من امتيازات رسمية يتمتّع بها، إذ اعتبرت أنه فشل في الوفاء بالتزامات برفضه قطع العلاقات مع عمالقة الطاقة الروسية.
وأعلن البرلمان أن "ائتلاف الكتل البرلمانية استخلص عواقب ناتجة عن سلوك المستشار الأسبق وعضو مجموعة الضغط شرودر في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا".
وقبل ذلك في أبريل، أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا بدء إجراءات لطرد شرودر من صفوفه، بعدما دافع عن بوتين، ورفض التخلّي عن مناصب في شركات روسية مملوكة للدولة.
ويرأس شرودر الذي تولى منصب المستشار الألماني بين عامي 1998 و2005 مجلس إدارة شركة النفط الروسية العملاقة "روس نفط".