يخطط الرئيس الصيني شي جين بينج، إلى لقاء نظيره الأميركي جو بايدن في نوفمبر المقبل، وذلك خلال رحلته الخارجية الأولى منذ 3 سنوات تقريباً، والتي قد تشمل زيارةً لدول في جنوب شرقي القارة الآسيوية، وفقاً لمصادر مطلعة لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وأشارت الصحيفة الأميركية في تقرير لها، إلى أن هذا اللقاء الشخصي المحتمل بين شي وبايدن هو الأول من نوعه منذ وصول الأخير إلى البيت الأبيض في يناير عام 2021.
ومن المتوقع أن يحضر الرئيس الصيني في نوفمبر المقبل مؤتمر الحزب الشيوعي، والذي يعقد مرتين في كل عقد، حيث يرجح أن يشهد المؤتمر منح شي ولاية ثالثة لرئاسة البلاد، بعدما ألغى البرلمان، في عام 2018، تحديد الحكم بولايتين، المُطبّق منذ تسعينيات القرن العشرين، ما يتيح لشي البقاء في السلطة مدى الحياة.
ومن المتوقع عقب انتهاء المؤتمر، أن يتجه الرئيس الصيني صاحب الـ69 عاماً إلى جزيرة بالي الإندونيسية في 15 و16 نوفمبر، لحضور قمة مجموعة الـ20، كما سيزور عقب ذلك العاصمة التايلاندية بانكوك، لحضور قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين مشاركين في عملية التخطيط للرحلة.
وأوضح المسؤولون أن "الاستعدادات جارية للتحضير لاجتماع محتمل بين الرئيسين الصيني والأميركي على هامش إحدى هاتين القمتين". وأضافوا أن "جزءاً من هذه الاستعدادات لا تزال في مرحلة مبكرة"، ومشيرين في الوقت ذاته، إلى "إمكان تغييرها".
وقالت وزارة الخارجية الصينية رداً على سؤال لـ"وول ستريت جورنال" بشأن اللقاء المحتمل بين شي وبايدن، إن "الصين تدعم إندونيسيا وتايلاند بصفتهما مضيفين للمؤتمرين، كما أنها مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لتحقيق نتائج إيجابية خلال القمتين".
وفي السياق ذاته، رفض البيت الأبيض التعليق عن الموضوع، لكن مسؤولاً داخله قال لـ"الشرق"، إن الرئيسين الصيني والأميركي بحثا خلال اتصال تم في مايو الماضي "إمكان الاجتماع وجهاً لوجه، كما اتفقا على متابعة فرقهما لترتيب باقي التفاصيل"، رافضاً ذكر توقيت ومكان اللقاء في الوقت الحالي.
وكانت آخر مرة زيارة خارجية للرئيس الصيني إلى ميانمار في يناير 2020، وذلك قبل أيام من اعتراف السلطات الصينية بخطورة تفشي وباء كورونا في مدينة ووهان، بحسب "وول ستريت جورنال".
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أنه في حال بدء الرئيس الصيني جولته المرتقبة، فمن المتوقع أن يزور دولاً إقليمية أخرى، ويلتقي بقادتها شخصياً، لافتةً إلى أن الهدف من ذلك هو الحفاظ على علاقات بلاده مع الدول الإقليمية وإعادة بناء العلاقات الشخصية مع قادتها.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصادر وصفتهم بأنهم مطلعون على تفكير الرئيس الصيني، قولهم إن "الخوف من كورونا هو الدافع من العزلة الذاتية لشي خلال العامين الماضيين"، موضحين أنه "ترك نهجه الحذر تجاه الفيروس".
وقال بعض المسؤولين الصينيين وخبراء السياسة الخارجية، إن الرحلة الخارجية الأولى للرئيس الصيني تشير إلى أن بكين قد تبدأ في تخفيف الإجراءات الصحية المطبقة لمواجهة كورونا، في وقت يتباطأ فيه النمو الاقتصادي للبلاد.
علاقات متوترة
وتوترت العلاقات الصينية الأميركية في الآونة الأخيرة، عقب زيارة ثالث مسؤولة في هرم السلطة في الولايات المتحدة، وهي رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لجزيرة تايوان، التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، فيما لم تنجح بعد في إعادة توحيدها مع بقية البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في 1949.
وتسعى الدبلوماسية الأميركية لعدم التسبب بمزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين التي تشهد بالأساس توتراً شديداً، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، الأسبوع الماضي، "لا نريد أزمة، ولا نسعى لإثارة أزمة مع الصين".
وبعد مغادرة بيلوسي تايوان، أطلقت الصين مناورات عسكرية واسعة النطاق قبل تمديدها لعدة أيام، ما فرض فعلياً حصاراً مؤقتاً على تايوان، كما أوقفت بكين التعاون مع واشنطن بشأن المناخ وعدة مجالات مهمة أخرى، وجمدت بعض الاتصالات العسكرية.