تُجرى استعدادات في الصين لسفر الرئيس شي جين بينج إلى آسيا الوسطى، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقادة آخرين، في قمة "منظمة شنغهاي للتعاون"، والتي تُعقد منتصف سبتمبر المقبل في أوزبكستان، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وقالت المصادر إن الزيارة المرتقبة لشي، تأتي مدفوعة بزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان مطلع أغسطس الجاري، الأمر الذي اعتُبرته بكين بمثابة "تصعيد للضغط الغربي عليها".
وقال أشخاص مشاركون في الاستعدادات للقمة السنوية لمنظمة شنغهاي، والمُقرر عقدها في مدينة سمرقند بأوزبكستان في 15 و16 وسبتمبر المُقبل، إن مكتب الرئيس الصيني أشار هذا الأسبوع إلى إمكانية حضور شي شخصياً، وأن خططه "لا تزال في حالة تغير مستمر".
وبدأ مكتب شي في التحضير لعقد اجتماعات ثنائية على هامش قمة "منظمة شنغهاي للتعاون" مع قادة باكستان، والهند، وتركيا، الذين يُخططون أيضاً للحضور، وفقاً للأشخاص المشاركين في الاستعدادات.
وأعلن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، في وقت سابق، الجمعة، أن شي وبوتين سيحضران قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها جزيرة بالي في نوفمبر المقبل.
"ناتو الشرق"
و"منظمة شنغهاي للتعاون" هي كتلة أمنية أسستها الصين، وروسيا، ودول آسيا الوسطى عام 2001، ويصفها بعض المراقبين بأنها "ناتو الشرق"، في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي.
وتوسعت المنظمة في عام 2017 بعد انضمام الهند وباكستان. وتشمل الدول التي تحمل صفة مراقب إيران وأفغانستان، وأُدرجت المنظمة تركيا كشريك في الحوار.
وقال دبلوماسيون من دول "منظمة شنغهاي للتعاون" إن شي، من المتوقع أن يحضر قمة سبتمبر، ولكن القرار النهائي بشأن حضوره شخصياً أو افتراضياً لم يُتخذ بعد.
وكانت المرة الأخيرة التي سافر فيها شي خارج الصين، في يناير 2020، عندما زار ميانمار قبل فترة قصيرة من اعتراف بكين بخطورة تفشي فيروس كورونا "كوفيد-19".
قلق صيني من المواجهة
مصادر "وول ستريت جورنال" قالت إن التخطيط لحضور شي قمة سبتمبر، بدأ بعد فشل التحذيرات الصينية والتهديدات بالانتقام لثني بيلوسي عن زيارة تايوان، الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، وتقول الصين إنها جزء من أراضيها.
وأشارت المصادر إلى قلق القيادة الصينية من أن يؤدي تصاعد التوترات مع واشنطن بشأن تايوان إلى "مواجهة عسكرية".
ولم ترد وزارة الخارجية الصينية، والكرملين، ووزارة الخارجية الأوزبكية، و"منظمة شنغهاي للتعاون" على طلبات الصحيفة للتعليق على الأمر.
وكانت وكالة الأنباء الروسية الحكومية "تاس"، قالت في يونيو الماضي، إن بوتين يعتزم حضور القمة، ولكنها لم تُشر إلى اجتماعه مع الرئيس الصيني.
وقال مسؤولون صينيون إن سفر شي إلى سمرقند يؤكد هدف الرئيس الصيني المتمثل في إقامة علاقات أمنية أقوى مع الدول غير الحليفة للولايات المتحدة، لمواجهة الجهود الغربية لكبح الصين.
اقرأ أيضاً: