العراق.. بايدن يدعو إلى حوار وطني واستنفار أمني في البصرة عقب اشتباكات (تغطية مستمرة)

حذر نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون في العراق، الخميس، مما سماه "استرخاص الدم العراقي"، ودعا إلى وحدة الكلمة.

وقال في بيان: "أقولها بصدق وحب وإخلاص، إن صوتي وموقفي معكم يا دعاة الدين والتعقل والمسؤولية، وإنني أقف دوماً إلى جنب نداء التهدئة والركون إلى الاستقرار، وأشد على دعوات الأخوة القادة الذين يجمعهم الدين وحب آل البيت والوطن والهم الواحد".

وحذر المالكي من "مشاعر استرخاص سفك الدماء لأن الدم إذا سال ظلماً ترك حقداً وصدعاً يصعب معالجته ويطول أثره، فتعالوا إلى كلمة سواء أن يكون العراق هو طاولة اللقاء والعراقي هو هدفنا جميعاً.. كما أدعو كل إخوتي في الله أن يبتعدوا عن الإعلام المتشنج والردود القاسية وألا يقترفوا الشتيمة والسباب، وعليكم مواجهة التزوير بالحقيقة والافتراء بالصدق والجفوة بالمحبة".

وتابع: "ما أحوجنا اليوم إلى أن نغفر لمن ظلمنا ونعفو عمن أساء إلينا ونقترب ممن تباعد عنا".

رفعت المحكمة الاتحادية في العراق، جلستها التي تنظر في دعاوى حل البرلمان، الخميس، وحددت الأربعاء المقبل، موعداً لإصدار قرارها في تلك الدعاوى. 

وبدأت المحكمة، الأربعاء، النظر في دعاوى حل البرلمان، في أعقاب تأجيل انعقاد جلسات المحكمة بسبب الاشتباكات المسلحة التي شهدها محيط المحكمة، الاثنين والثلاثاء.  

دعا الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" في العراق قيس الخزعلي، الخميس، إلى إغلاق مكاتب حركته بكافة مناطق العراق "حتى إشعار آخر"، وذلك في أعقاب اشتباكات بين عناصر حركته وعناصر "سرايا السلام" الموالية للتيار الصدري في البصرة. 

قال مسؤولون أمنيون محليون، الخميس، إن 4 أشخاص لقوا مصرعهم في الاشتباكات التي وقعت، الأربعاء وامتدت حتى صباخ الخميس، بين مسلحين من "سرايا السلام" و"عصائب أهل الحق". 

وقال المسؤولون الأمنيون، إن الاشتباكات وقعت في وسط البصرة، مركز إنتاج النفط الرئيسي في العراق.
              

قال مصدر أمني في محافظة البصرة جنوب العراق لـ"الشرق"، الخميس، إن قوات الشرطة فرضت طوقاً أمنياً على الدوائر الحساسة في المدينة ومن بينها مقار الأحزاب.

وأضاف المصدر، أن حالة من الهدوء الحذر تسود المدينة عقب الاشتباكات التي وقعت بين عناصر من "سرايا السلام" و"عصائب أهل الحق"، الأربعاء، مشيراً إلى أن "سرايا السلام" تستعد لتشييع جثمان أحد أفرادها الذي لقي مصرعه في الاشتباكات.

في السياق نفسه قالت خلية الإعلام الأمني، إن الأوضاع الأمنية في البصرة تحت السيطرة، وأن قوات الأمن تنتشر في شوارع المحافظة، مشيرة إلى وقوع "جريمة قتل في مركز المحافظة وإصابة آخر في اشتباكات الأربعاء"، لافتة إلى أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد من المشتبه بهم.

قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" الأربعاء، إن واشنطن تواصل مراقبة الأوضاع في العراق، ولكن من وجهة نظر عسكرية فـ"إننا نواصل مهمتنا الأمنية هناك (العراق)".

بحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأربعاء، هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن، مستجدات الأوضاع في العراق بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها بغداد، حسب ما أورد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية.

وأعرب بايدن عن دعم واشنطن لـ"عراق مستقل وذي سيادة" وعلى النحو المبين في اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق، مشيداً بدور الكاظمي خلال تصاعد التوترات السياسية والأحداث الأمنية الأخيرة بالبلاد.

كما أشاد الرئيس الأميركي بأداء القوات الأمنية العراقية، داعياً جميع القادة العراقيين إلى الانخراط في حوار وطني، لوضع خارطة طريق من أجل الخروج من الانسداد الحالي بما يتوافق مع دستور العراق وقوانينه.

وثمّن بايدن جهود رئيس الوزراء العراقي لتهدئة التوترات في المنطقة من خلال الحوار والدبلوماسية، معرباً عن دعمه الكامل لهذه الجهود.

دعا ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي، الأربعاء، القوى السياسية العراقية إلى ما سماه "تصفير الأزمة"، وطرح خريطة طريق من مرحلتين لحل الأزمة السياسية، بعد الأحداث التي شهدتها البلاد، الاثنين والثلاثاء، ووصفها بأنها "مأساوية ومفجعة وسقط فيها شهداء وجرحى وأصابت قلب الوطن".

وطالب الائتلاف، القوى السياسية بطي صفحة الأحداث وما قبلها، و"الشروع الجاد والبنّاء في وضع مراحل حل وطني دستوري متفق عليه بين جميع الأطراف، وفي توقيتات زمنية سريعة، بعيداً عن عقلية المنتصر وروح الكراهية وكسر الإرادات"، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للائتلاف.

واعتبر أن أي حل "يجب ترجمته إلى خريطة طريق واضحة ومحل اتفاق الجميع، تستند إلى قواعد دستورية وقانونية ومؤسسية شرعية، وانتهاج الحوار والتحلي بالروح الإيجابية وتحمّل المسؤولية المشتركة والتقليل من سقوف المطالب، واعتماد التنازلات المتبادلة، خدمةً للمصلحة العامة".

وأوضح الائتلاف أن خريطة الطريق تنفذ على مرحلتين، الأولى حل الأزمة الراهنة بما ينهي الانسداد القائم، والثانية الاتفاق على خطوط عريضة لإصلاح النظام السياسي.

وشدد على ضرورة "اعتبار المرحلة المقبلة انتقالية يتم الاتفاق على مدتها، على أن تنتهي بإجراء انتخابات مبكرة جديدة وعادلة ومحل اتفاق على قوانينها وآلياتها، وتشكيل حكومة جديدة محل اتفاق بين الأطراف كافة، مهمتها الأساسية تسيير أمور الدولة والإعداد لانتخابات نزيهة تؤسس لمرحلة دستورية سليمة".

أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الأربعاء، تضامن المملكة مع العراق وشعبه الشقيق، مجدداً دعم المملكة لـ"كل ما يضمن الأمن والاستقرار والحفاظ على مقدرات ومكتسبات العراق وشعبه الشقيق".

وبحث بن فرحان، في اتصال هاتفي أجراه بنظيره العراقي فؤاد حسين، أوجه العلاقات السعودية العراقية، وسبل دعمها وتعزيزها، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، إضافة إلى مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ترأس مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، الأربعاء، اجتماعاً للجنة تقصّي الحقائق في اشتباكات المنطقة الخضراء، والتي تشكلت بأمر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، برئاسة مستشار الأمن القومي وعضوية ممثلين عن رئاسة أركان الجيش والعمليات المشتركة ووكالة الاستخبارات وجهاز المخابرات والأمن الوطني.

وتتولى اللجنة مسؤولية تقصي الحقائق عن الأحداث التي جرت داخل المنطقة الخضراء، والتي أدت إلى سقوط ضحايا وجرحى من المتظاهرين والقوات الأمنية، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للأعرجي.

وأسفر الاجتماع عن تشكيل لجان فرعية، للتحرك بشكل ميداني، من أجل تقصي الحقائق في أحداث المنطقة الخضراء.

كما وجّه الأعرجي بأن يكون التحقيق "حيادياً"، مؤكداً أن "الذين استشهدوا وجرحوا هم جميعاً أبناؤنا، ولا نميل في تقصي الحقائق إلا للعراق".

وأدت اشتباكات المنطقة الخضراء التي انتهت الثلاثاء إلى سقوط 30 من أنصار التيار الصدري مقتدى الصدر، بالرصاص.

وقال مصدر طبي لـ"فرانس برس"، إن 570 من أنصار التيار أصيبوا خلال الاشتباكات التي استمرت 24 ساعة، وانتهت بعدما أمهل الصدر أنصاره 60 دقيقة لوقف كل الاحتجاجات، مندداً باستخدامهم العنف.