بدأت مراسم تشييع جثمان آخر زعيم للاتحاد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، السبت، في العاصمة الروسية موسكو، وسط مراسم محدودة لن يحضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبدأت الجنازة بحفل وداع في مجلس النقابات، وهو مكان رمزي في العاصمة الروسية سجيت فيه جثامين عدة قادة شيوعيين مثل جوزف ستالين عام 1953.
وبدأت المراسم عند السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت جرينتش) مفتوحة أمام العموم، بحسب مؤسسة جورباتشوف، ثم يوارى الزعيم السوفيتي السابق الثرى في مقبرة نوفوديفيتشي إلى جانب زوجته رايسا جورباتشيفا التي توفيت عام 1999.
غياب بوتين
ولم تُعرف لائحة الأشخاص الذين سيحضرون الجنازة لكن الكرملين أعلن، الخميس، أن الرئيس بوتين لن يحضر بسبب "ارتباطات".
وبحسب الصور التي بثها التلفزيون الروسي فإن بوتين توجه الخميس إلى المستشفى المركزي في موسكو حيث توفي جورباتشوف، واضعاً باقة من الورود قرب النعش المفتوح، ليقف لثوان قرب الجثمان ثم حنى رأسه احتراماً.
وغداة وفاته، وجه بوتين له أول تحية في رسالة تعزية بلهجة حيادية، قائلاً فيها إن جورباتشوف "ترك تأثيراً كبيراً على تاريخ العالم" وكان "يجتهد لعرض حلوله الخاصة للمشاكل".
وكانت العلاقات بين الرجلين معقدة وتتأرجح بين علامات التقدير والمآخذ المتبادلة قبل أن تصبح لامبالاة ودية.
ورغم الإصلاحات الكبرى التي قام بها من أجل حرية التعبير، حمّله العديد من الروس مسؤولية انهيار الاتحاد السوفيتي وسنوات من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تلت ذلك. وفي دليل على هذا، لم يتم إعلان يوم حداد وطني رغم مشاركة "حرس الشرف" في تشييع الجثمان، بحسب ما أعلن الكرملين.
وأدى انهيار الاتحاد السوفيتي الذي وصفه بوتين بأنه "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين" إلى انتهاء الحرب الباردة.
ويحظى جورباتشوف الذي وصل إلى السلطة في 1985، باحترام كبير في الدول الغربية، لكن في إطار من التوتر الشديد مع روسيا بسبب النزاع في أوكرانيا، لم يعلن أي زعيم أجنبي الحضور إلى موسكو للمشاركة في الجنازة، باستثناء رئيس الوزراء المجري الذي احتفظ بعلاقات مع موسكو رغم الحرب.
وتوفي جورباتشوف، مساء الثلاثاء، "بعد صراع طويل مع مرض خطر"، حسب ما أفاد المستشفى التابع للرئاسة الروسية حيث كان يعالج.
