أيرلندا الشمالية.. اختبار ترَس الأول في العلاقات مع واشنطن

رئيسة الوزراء البريطانية ليز ترَس أمام مقر رئاسة الحكومة في داونينج ستريت، بلندن - 6 سبتمبر 2022 - REUTERS
رئيسة الوزراء البريطانية ليز ترَس أمام مقر رئاسة الحكومة في داونينج ستريت، بلندن - 6 سبتمبر 2022 - REUTERS
لندن-أ ف ب

برز ملف أيرلندا الشمالية كأول ملف تناقشه رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز ترَس مع الولايات المتحدة، وسط مخاوف من توتر العلاقات. 

واتّفقت ترَس والرئيس الأميركي جو بايدن خلال أول مكالمة هاتفية بينهما، الثلاثاء، على "ضرورة حماية السلام في إيرلندا الشمالية"، كما أعلن داونينج ستريت.

وجرت المكالمة الهاتفية بُعيد ساعات فقط على تولّي رئيسة الحكومة البريطانية الجديدة منصبها خلفاً لبوريس جونسون.

وحين كانت وزيرة للخارجية، قدّمت ترَس مشروع قانون ينظّم العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست، وينصّ على إلغاء أجزاء من الاتفاقية التجارية بين الطرفين، ولا سيّما تلك المتعلّقة بـ أيرلندا الشمالية، وهو أمر تعارضه بروكسل، ويهدّد كذلك بتوتير العلاقات مع واشنطن.

وفي واشنطن، أصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إنّ بايدن وترَس ناقشا التزامهما بحماية السلام في إيرلندا الشمالية، و"أهمية التوصّل إلى اتفاق تفاوضي مع الاتّحاد الأوروبي بشأن بروتوكول إيرلندا الشمالية".

انتقادات أميركية

ومنذ أن تولّت ترَس وزارة الخارجية قبل عام، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها مراراً بسبب المواقف التي اعتمدتها الوزيرة، ولا سيّما تلك المتعلّقة بتنظيم مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي لجهة العلاقة تحديداً بين إيرلندا الشمالية، المقاطعة البريطانية، وإيرلندا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.

وأثارت مواقف ترَس أثناء تولّيها وزارة الخارجية توتّرات بين لندن وكلّ من بروكسل ودبلن وواشنطن.

وانتقد بايدن الذي يتحدّر من أصول إيرلندية، سياسة بريكست التي قادها جونسون. ولطالما اتّسمت العلاقة بينه وجونسون بالفتور.

وقبل انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في 2020، حذّر بايدن من أنّه إذا تسبّب خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبي بأيّ ضرر لاتفاقية "الجمعة العظيمة" التي أبرمت في 1998، وأنهت 30 عاماً من العنف في إيرلندا الشمالية، فإدارته لن توافق على إبرام معاهدة تجارية مع المملكة المتّحدة.

وقال بايدن في تغريدة على تويتر منتصف سبتمبر الماضي إنه "من غير الممكن السماح لاتفاقية الجمعة العظيمة التي جلبت السلام لأيرلندا الشمالية بأن تصبح ضحية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وأضاف أن "أي صفقة تجارية بين الولايات المتحدة وبريطانيا يجب أن تكون متوقفة على احترام الاتفاقية ومنع عودة الحدود الصعبة". 

وإبرام معاهدة تجارية بين لندن وواشنطن يعتبر حالياً احتمالاً بعيد المنال، وفق وكالة "فرانس برس".

وأفادت تقارير بريطانية بأن بايدن وجه تحذيراً لرئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون، في أول اتصال هاتفي معه عقب انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، بعدم السماح لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بزعزعة استقرار عملية السلام في أيرلندا الشمالية.

"مواجهة التحدّيات المشتركة"

وقال داونينج ستريت في بيان، إنّ ترَس أبلغت بايدن أنّها تتطلّع كذلك إلى العمل مع واشنطن "لمواجهة التحدّيات المشتركة".

وأوضح أنّ من بين هذه التحديات "المشاكل الاقتصادية الشديدة التي سبّبتها حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين" على أوكرانيا.

وأضاف بيان الرئاسة الأميركية أن بايدن وترَس ناقشا أيضاً ضرورة التعاون سوياً لمواجهة "التحديات التي تطرحها الصين"، و"منع إيران من أن تحصل يوماً ما على السلاح النووي".

وأكّد البيت الأبيض في بيانه أن "الزعيمين أكّدا على العلاقة الخاصة التي تربط بين بلدينا وأعربا عن رغبتهما في توطيدها أكثر".

غير أن العلاقات الدفاعية بين الحليفين عبر الأطلسي نمت خلال السنوات الأخيرة، ولا سيّما مع الشراكة الجديدة التي أبرماها بالاشتراك مع أستراليا العام الماضي، وأطلق عليها اسم "أوكوس".

وفي مكالمتهما الهاتفية، اتفقت ترَس وبايدن على "تعزيز هذه العلاقات، بما في ذلك من خلال تطوير تحالفنا الدفاعي العميق عبر كل من حلف شمال الأطلسي وأوكوس".

وأضاف بيان داونينج ستريت أن "الزعيمين جدّدا التزامهما بتعزيز الحرية العالمية، ومواجهة المخاطر التي تشكّلها الأنظمة الاستبدادية، وضمان فشل بوتين في أوكرانيا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات