أعلن مجلس اعتلاء العرش في بريطانيا، السبت، تشارلز الثالث رسمياً ملكاً للبلاد بعد يومين على وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية.
وبثت وقائع المجلس للمرة الأولى على التلفزيون، إذ كانت وقائع التنصيب السابق للملكة إليزابيث الثانية في عام 1952.
وتعود تقاليد المجلس الخاصة بإعلان الملك لعقود من الزمن وإن كان تشارلز أصبح ملكاً تلقائياً بوفاة والدته إليزابيث الثانية.
وقال تشارلز البالغ من العمر 73 عاماً في كلمة بعد المراسم إنه "يدرك جيداً الواجبات والمسؤوليات الكبيرة" المناطة بالملك.
وحضر مئات من أعضاء مجلس العموم البريطاني، بالإضافة إلى رئيسة الوزراء ليز ترس وجميع أسلافها وزوجة تشارلز كاميلا وولي العهد أمير ويلز وليام.
وخلال الاجتماع الرسمي للمجلس، هتف 6 من رؤساء الوزراء السابقين والأساقفة وعدد من السياسة "حفظ الله الملك".
وفي وقت لاحق، من على منصة الإعلان، وهي شرفة تطل على فناء فريري في قصر سانت جيمس، تلا كبير الضباط النبلاء ديفيد وايت، برفقة آخرين في الملابس التقليدية الرسمية لمسؤولي المراسم الملكية، البيان الرئيسي، فيما علت أصوات الأبواق.
ومن المقرر أن يُتلى بيان التنصيب علناً في العواصم الأخرى بالمملكة المتحدة، إدنبرة في اسكتلندا، وبلفاست في إيرلندا الشمالية، وكارديف في ويلز، وفي مواقع أخرى أيضاً.
وتجمع البريطانيون خارج القصور الملكية منذ الساعات الأولى من صباح السبت، مع تدفق الآلاف على قصر باكنجهام لتقديم الاحترام للملكة وخليفتها تشارلز، الذي تم تنصيبه رسمياً في قصر سانت جيمس القريب.
"فليحفظ الله الملك"
وبعد تنصيب الملك تشارلز الثالث ملكاً على المملكة المتحدة، رُفعت الأعلام المنكّسة حداداً على رحيل الملكة إليزابيث مجدداً، على أنّ يتم إعادة تنكيسها، الأحد.
وعزفت الفرقة الموسيقية الملكية في قصر سانت جيمس النشيد الوطني بعد تعديل عبارة "فليحفظ الله الملك"، والتي كانت "فليحفظ الله الملكة". وأطلق عازفو الأبواق التحية الملكية.
وأطلق الحرس الملكي 41 طلقة مدفعية في هايد بارك، ضمن مراسم إعلان تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا.
وتمثل التحية الملكية المعتادة 21 طلقة مدفع، وهي مخصصة لرؤساء الدول. وعند تقديم التحية من حديقة ملكية، تضاف 20 طلقة إضافية، ومن هنا جاءت 41 طلقة.
فترة الحداد والتتويج
ومن المتوقع تتويج ملك بريطانيا في حفل فخم وفريد من نوعه في أوروبا تعود بعض قواعده إلى عدة قرون. وتطلب تتويج إليزابيث الثانية في 1953 أكثر من عام من التحضير.
ولا يجري تتويج الملك فور وفاة سلفه احتراماً لفترة الحداد وإتاحة الوقت لتنظيم الحفل. فإليزابيث الثانية التي أصبحت ملكة في 6 فبراير 1952 يوم وفاة والدها، توّجت بعد 15 شهراً في 2 يونيو 1953 بحضور أكثر من 8 آلاف شخص في كنيسة وستمنستر.
ورجح خبير النظام الملكي البريطاني بوب موريس أن يفضل الملك الجديد البالغ من العمر 73 عاماً حفل تتويج "أسرع وأصغر حجماً".
وسيقام الحفل في كنيسة وستمنستر ويرأسه كبير أساقفة كانتربري الشخصية الدينية الأولى في الكنيسة الأنجليكانية والثاني في رئاستها بعد العاهل البريطاني. ويقدم رئيس أساقفة كانتربري أولاً الملك الجديد للجمهور الذي يهتف له. وبعد ذلك، يؤدي الملك يمين التتويج (قانون قسم التتويج) الذي تمت صياغته في 1688.
اقرأ أيضاً:
