أعربت إيران عن رفضها البيان المشترك الذي أصدرته فرنسا وبريطانيا وألمانيا، السبت، واصفة إياه بـ"غير البناء"، في أحدث تطور للخلاف بين طهران والقوى الغربية بشأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي النووي الإيراني.
وانتقدت الدول الثلاث مطالب إيران خلال محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، قائلة إن تلك المطالب "تعرض المباحثات للخطر".
وردت إيران على البيان، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الذي اعتبره "غير بناء"، مضيفاً أن الدول الأوروبية عليها أن تلعب "دوراً أكثر فعالية في توفير حلول لإنهاء نقاط الاختلاف المتبقية"، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
"لا ثقة بالأميركيين والأوروبيين"
وجاء الامتعاض الإيراني أيضاً على لسان مستشار الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا محمد مرندي، الذي قال في وقت سابق السبت، إن الدول الأوروبية بحاجة إلى إحياء الاتفاق النووي أكثر من طهران "بسبب حاجتهم للغاز"، مشيراً إلى أن بلاده "تبيع غازها ونفطها، وقادرة على الحصول على الموارد المالية".
وأضاف في تصريحات إعلامية أن إيران "جاهزة لتوقيع الاتفاق"، مشيراً إلى أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا لا تريد إغلاق تحقيق "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" الذي وصفه بأنه "مسيس"، مضيفاً: "لا يمكننا الثقة بالأميركيين والأوروبيين".
وزعم مرندي أنه "كلما تأخر الاتفاق كلما زادت المشكلة لدى أوروبا التي تريد الغاز مع اقتراب فصل الشتاء".
واتهم المستشار الإيراني الدول الثلاث باتباع سياسات أي رئيس يدخل البيت الأبيض، مؤكداً أن طهران لم تكن الطرف الذي انتهك الاتفاق وانسحب منه، وذلك في إشارة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وتابع مرندي أن الدول الأوروبية الثلاث "حليفة للولايات المتحدة وليست حيادية ولا يجب أن ننخدع بالدعاية"، مضيفاً: أن الأوروبيين لا مشكلة لديهم في التوصل إلى اتفاق، ولكن "المشكلة" لدى الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال عنه المسؤول الإيراني إنه "يعاني من مشاكل داخلية واقتصادية قبل الانتخابات النصفية".
وفي وقت سابق السبت، ذكر مرندي عبر "تويتر" أن التوصل لاتفاق في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015؛ مرهون بـ"وضع نص محكم ووقف الاتهامات الغربية" ضد طهران.
وأضاف، تعليقاً على البيان الثلاثي أن "أي اتفاق سيكون مصيره الفشل في حال غياب نص محكم، ووضع حد للاتهامات الزائفة التي تروجها الدول الغربية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
روسيا: "توقيت غير مناسب"
من جهته، قال المندوب الروسي في المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إن البيان الأوروبي يأتي في "توقيت غير مناسب"، مضيفاً عبر "تويتر" أنه جاء في "لحظة حرجة" بالنسبة لمحادثات فيينا، وقبيل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقالت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك، في وقت سابق السبت، إنها ستبحث أفضل السبل للتعامل مع "التصعيد النووي الإيراني" في ضوء ما وصفته بأنه "فشل" طهران في إبرام الاتفاق النووي المطروح.
وأضافت البلدان الثلاثة في بيانها المشترك، الذي نشرته وزارة الخارجية الألمانية، إنه يجب على إيران أن تتعاون بشكل كامل وبحسن نية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتابعت "الأمر متروك لإيران لتقديم إجابات ذات مصداقية من الناحية الفنية على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن أماكن المواد النووية على أراضيها".
يأتي ذلك بعدما قدمت طهران طلباتها وملاحظاتها على مسودة الاتفاق النووي التي طرحها الاتحاد الأوروبي، بعد أكثر من عام من المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، أقيمت في العاصمة النمساوية فيينا، في إطار جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015، وانسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.