أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة تجاوز الخلافات البينية العربية، مشيراً إلى "أهمية تركيز الجهود العربية في الوقت الراهن على التنسيق والشراكة، من أجل التكامل السياسي والاقتصادي ودعم الأمن والمصالح العربية المشتركة"، حسب ما جاء في حوارٍ مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" نشرته الأربعاء.
ورداً على سؤال بشأن القمة العربية المقبلة في الجزائر، والمطلوب لاستعادة التضامن العربي، قال الرئيس المصري: "في تقديري أن القمة العربية المقبلة بالشقيقة الجزائر تنعقد في وقت حساس تمر به الأمة العربية، التي تشهد العديد من الأزمات والتوترات وتفشي خطر الإرهاب".
وشدد السيسي على "حتمية استعادة عدد من المبادئ والمفاهيم في منطقتنا العربية، في مقدمتها التمسك بمفهوم الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التعامل تحت أي شكل من الأشكال مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وفي المقابل دعم الجيوش الوطنية والمؤسسات العسكرية".
كما لفت إلى أهمية "تعزيز سلطة المؤسسات المركزية لعدم ترك أي مساحة أو فراغ لأي قوى خارج هذا الإطار للعبث بمقدرات الدول العربية وشعوبها، وغلق الباب أمام أي تدخلات خارجية، إلى جانب التمسك بمبدأ المواطنة كعنصر أساسي للحفاظ على السلام المجتمعي"، مشيراً إلى أن تلك هي مبادئ عامة تتمحور حولها مشاكل المنطقة العربية، مبدياً تطلعه للتعاون "مع الإخوة والأشقاء العرب خلال القمة المقبلة".
تطور العلاقات
وقال الرئيس المصري إن زيارته لقطر تعكس التطور والزخم الذي اكتسبته العلاقات بين القاهرة والدوحة في الفترة الأخيرة، وترسخ رغبتهما في تعميقها على مختلف الأصعدة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
ونوّه السيسي إلى أن زيارته لقطر تعكس رغبة البلدين المتبادلة "لدعم التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك لتحقيق هدف رئيسي، وهو الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة خلال المرحلة الراهنة التي تتسم بدقة شديدة في ظل ظروف عدم الاستقرار الإقليمي والدولي الذي يجتاح العالم، الأمر الذي يتطلب تكثيف التعاون والتنسيق المشترك بين مصر وقطر".
تعاون اقتصادي
وأكد أن مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري بين قطر ومصر "يعد من أهم المجالات الواعدة للتفاعل بين البلدين، وهو الأمر الذي تم استعراضه بشكل مكثّف ومفصل على مدار العام الماضي بين كبار المسؤولين المصريين والقطريين، وذلك في ضوء تعدد الفرص الاستثمارية وتنوعها في مصر في كافة المجالات، في ظل عملية التنمية الشاملة التي تشهدها كافة ربوعها".
وتابع السيسي: "هناك الكثير من الأفكار والمبادرات التي تم طرحها مؤخراً بين الجانبين، ونأمل أن تنعكس بتحرك واقعي ملموس على مشروعات واستثمارات مشتركة، خاصة ما يتعلق بمجالات الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر، وصناعة البتروكيماويات، وتعزيز التعاون المشترك بين صندوق مصر السيادي ونظيره القطري".
ولفت الرئيس المصري إلى مجالات أخرى للتعاون الاقتصادي المشترك وهي "المشروعات الزراعية التي تأتي في إطار التعامل مع الأزمة العالمية الحالية في إمدادات سلاسل الحبوب والغذاء"، مشيراً إلى اللقاء الذي عقده مع رابطة رجال الأعمال القطريين وغرفة التجارة القطرية، بالإضافة إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين.
ونوّه بدور قطر وتفاعلها في عدد من الملفات السياسية الإقليمية، وتحقيقها نتائج إيجابية في التعامل مع تلك الملفات، مشيداً بالجهود الأخيرة للوساطة القطرية المبذولة من أجل دعم عملية الحوار الوطني بين النظام الانتقالي التشادي وجماعات المعارضة المسلحة، مضيفاً: "وهي الجهود التي ندعمها ونتطلع للتعاون لتعزيزها سوياً لتحقيق الاستقرار والتنمية والأمن للقارة الإفريقية".
وفي شأن استضافة قطر لكأس العالم 2022، هنأ السيسي قطر على استضافة هذا الحدث الرياضي العالمي لأول مرة في المنطقة العربية، "وهو الأمر الذي يفتح آفاقاً لاستضافة المنطقة للمزيد من الأحداث الرياضية العالمية، وإنني على ثقة في قدرة قطر التنظيمية واللوجستية لخروج هذا الحدث العالمي في أبهى صوره، وعلى نحو يليق بالأمة العربية".
وفي وقت سابق الأربعاء، اختتم الرئيس المصري زيارة إلى الدوحة استمرت يومين، عقد خلالها لقاء قمة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وشهدت الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادي للاستثمارات، وجهاز قطر للاستثمار، كما شهدت أيضاً مراسم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ بين مصر وقطر.
وأكد الشيخ تميم بن حمد، حرص قطر على تعزيز أطر التعاون الثنائي بين الجانبين في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، من خلال زيادة استثمارات بلاده في مصر، واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بها، كما ثمّن "الدور المصري في تعزيز آليات العمل العربي المشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة".
