مساعدات أميركية جديدة لأوكرانيا لا تتجاوز "خطوط روسيا الحمراء"

منظومة الصواريخ متعددة الإطلاق "هيمارس" التي تستخدمها القوات الأوكرانية في تصدّيها للغزو الروسي  - Twitter/@AKlapsch
منظومة الصواريخ متعددة الإطلاق "هيمارس" التي تستخدمها القوات الأوكرانية في تصدّيها للغزو الروسي - Twitter/@AKlapsch
واشنطن-وكالات

أقرت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 600 مليون دولار على رأسها صواريخ هيمارس، ولا تشمل الحزمة الجديدة صواريخ بعيدة المدى، تعتبرها روسيا "خطاً أحمر" يجب على الغرب عدم تجاوزه.

وأعلن البيت الأبيض، الخميس، أنه وافق على منح أوكرانيا مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 600 مليون دولار تشتمل بالدرجة الأولى على صواريخ لراجمات هيمارس التي سبق لواشنطن أن زوّدت القوات الأوكرانية بها.

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن هذه المساعدة تشتمل على معدّات وخدمات بالإضافة إلى تدريب عسكري، من دون تفاصيل إضافية ولا سيّما عن الأسلحة التي تتضمنّها.

لكنّ تفاصيل هذه الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا ما لبثت أن اتضحت في بيان أصدرته وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون".

وجاء في البيان أن المساعدة الجديدة ستشتمل بشكل خاص على صواريخ لراجمات هيمارس الدقيقة التصويب والتي سبق لواشنطن أن زوّدت كييف بها، بالإضافة لقذائف لمدافع تمتلكها القوات الأوكرانية أساساً.

وسمحت راجمات هيمارس للقوات الأوكرانية بضرب خطوط الإمدادات الروسية الواقعة على مسافة بعيدة خلف خطّ الجبهة.

وأضافت وزارة الدفاع الأميركية أن هذه الحزمة الجديدة من المساعدات تشتمل أيضاً على رادارات مضادّة للمدفعية، وعربات مدرّعة، وأنظمة مضادّة للطائرات المسيّرة، ومعدّات لإزالة الألغام.

صواريخ "أتاكامس"

ولا تتضمن الحزمة الجديدة من المساعدات صواريخ بعيدة المدى من نوع "أتاكامس". ويبلغ مدى هذه الصواريخ 300 كيلومتر وقد طلبت كييف من واشنطن الأسبوع الماضي تزويدها بها، لكنّ الإدارة الأميركية ترفض ذلك.

والأسبوع الماضي جدّد رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي التذكير بأن صواريخ "أتاكامس" قادرة على إصابة أهداف داخل روسيا انطلاقاً من الأراضي الأوكرانية، وبالتالي فإنّ واشنطن تخشى أن يؤدّي تزويد كييف بها إلى تصعيد النزاع. 

وقال الجنرال ميلي: "نعتقد أنّ مدى هيمارس كاف لتلبية احتياجات الأوكرانيين في معركتهم الحالية".

ويمنح نظام "هيمارس" القوات الأوكرانية القدرة على ضرب الخطوط الروسية وعلى مسافات محمية بشكل أفضل من أسلحة روسيا بعيدة المدى.

كما أن الصواريخ الموجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التي تطلقها "هيمارس" لها مدى يقارب ضعف مدافع "الهاوتزر "M777 التي زودت بها أوكرانيا من قبل الولايات المتحدة مؤخراً.

وتوفر تلك الخصائص إمكانية تهديد مستودعات الإمدادات الروسية، وسط اعتقاد غربي بأن القوات الروسية "تعاني مشكلات لوجستية".

خطوط حمراء

وكانت روسيا حذرت الخميس، أنه إذا قررت الولايات المتحدة تزويد كييف بصواريخ أبعد مدى من منظومات هيمارس التي تستخدمها أوكرانيا فإنها ستتجاوز "الخط الأحمر" وتصبح "طرفاً في الصراع".

وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن روسيا ستحتفظ "بحق الدفاع عن أراضيها"، في حال تجاوز خطوطها الحمراء.

وزودت واشنطن أوكرانيا بصواريخ متطورة يمكنها ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 80 كيلومتراً، بينما تحجم حتى الآن عن الإعلان عن موقفها بشأن صواريخ يتجاوز مداها ضعف هذا المدى، في حين قال مسؤولون أميركيون إن كييف تعهدت بعدم استخدام الصواريخ الأميركية لضرب الأراضي الروسية.

ومنذ بدأت القوات الروسية غزو أوكرانيا في 24 فبراير، قدّمت الولايات المتّحدة لحكومة كييف مساعدات عسكرية بقيمة 15.1 مليار دولار، في حين تبلغ القيمة الإجمالية لهذه المساعدات منذ وصل بايدن إلى البيت الأبيض في يناير 15.8 مليار دولار.

ويأتي الإعلان عن هذه المساعدة الأميركية الجديدة في وقت يشنّ فيه الجيش الأوكراني منذ أسبوعين هجوماً مضادّاً واسع النطاق ضدّ القوات الروسية في جنوب البلاد وشرقها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات