إصلاح مجلس الأمن وآثار غزو أوكرانيا على طاولة اجتماعات الأمم المتحدة

المشاركون في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يقفون دقيقة حداد على ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، 15 سبتمبر 2022. - AFP
المشاركون في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يقفون دقيقة حداد على ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، 15 سبتمبر 2022. - AFP
نيويورك-وكالات

تشهد اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، المقررة هذا الأسبوع، بمدينة نيويورك، مناقشة قضايا عدة، أبرزها الغزو الروسي لأوكرانيا وما نتج عنه من أزمات غذائية وأخرى في مجال الطاقة، فضلاً عن إصلاح هيكل الأمم المتحدة، إذ يطالب أصدقاء وخصوم واشنطن بـ"تغيير" تركيبة مجلس الأمن.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قبل الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضواً والذي يبدأ الثلاثاء: "سيكون من السذاجة الاعتقاد بأننا قريبون من إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام (بين روسيا وأوكرانيا). فرص التوصل إلى اتفاق ضئيلة حالياً".

وأضاف جوتيريش أن "الخلافات الجيوسياسية أوسع مما كانت عليه منذ الحرب الباردة على الأقل"، محذراً من أنها "تشل تصدي العالم للتحديات المثيرة التي نواجهها" وعلى رأسها الحرب والمناخ والفقر والجوع وعدم المساواة.

ومن المرجح أن تظهر الانقسامات الجيوسياسية، التي زادت حدتها بسبب الحرب المستمرة منذ 7 أشهر، بشكل كامل مع تنافس الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين مع روسيا على النفوذ الدبلوماسي.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد: "أبدت دول أخرى قلقها من أنه (...) مع تركيزنا على أوكرانيا، لا نولي اهتماماً لما يحدث في أزمات أخرى حول العالم".

وأضافت: "هذه ليست الحقيقة، فعلى الرغم من أن أوكرانيا ستحتل مكاناً بارزاً في المناقشات، إلا أنها لن تكون القضية الوحيدة التي نناقشها".

حق "الفيتو"

وبينما يشارك قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، صدرت دعوات التغيير من جهة غير متوقعة هي الولايات المتحدة، التي ضاقت ذرعاً من حق النقض (فيتو) الذي تتمتع به روسيا، في وقت تسعى لمحاسبة موسكو على غزو أوكرانيا.

وبدا عجز الأمم المتحدة جلياً أمام العالم في فبراير الماضي، عندما واصل دبلوماسيون قراءة بيانات معدّة مسبقاً بينما بدأت روسيا قصف جارتها.

وفي خطابها أخيراً، أعربت جرينفيلد عن دعمها "المقترحات العقلانية وذات المصداقية" لتوسيع عضوية مجلس الأمن، والذي يضم 15 بلداً.

وقالت: "علينا ألا ندافع عن وضع قائم عفا عليه الزمن وغير مستدام، يتعيّن علينا بدلاً من ذلك إبداء مرونة ورغبة في التوصل إلى تسوية خدمة للمصداقية والشرعية".

وأشارت إلى أن الدول الخمس دائمة العضوية التي تتمتع بحق النقض (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة) تتحمل مسؤولية خاصة في المحافظة على المعايير وتعهّدت بأن الولايات المتحدة "لن تستخدم حق النقض إلا في حالات نادرة واستثنائية".

وأضافت أن "أي عضو دائم يستخدم (فيتو) للدفاع عن أعمال العدوان التي يقوم بها يخسر السلطة الأخلاقية وتتوجب محاسبته".

سخرية روسية صينية

من جانبها، سخرت روسيا والصين من هذا النوع من التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة التي تجاهلت مجلس الأمن الدولي في عهد رئيسها جورج بوش الأبن عندما قرر غزو العراق.

وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور التي لطالما طالبت بتمثيل إفريقي في مجلس الأمن إن "انتقاد نظام الفيتو بسبب روسيا يعد نفاقاً".

وأفادت في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن: "لم يحصل بعضنا ممن نادى بتعزيز دور الجمعية العامة بأي دعم، وفجأة اليوم تبدّل الوضع، في هذه الحالات يفقد القانون الدولي معناه، لأن بعضنا يرى في ذلك غشاً".

إحراج بكين وموسكو 

وبينما أقرت جرينفيلد بأن الولايات المتحدة "لم ترق" على الدوام إلى مستوى معاييرها، أشارت إلى أن واشنطن استخدمت حق النقض 4 مرّات فقط منذ عام 2009، كانت جميعها لدعم إسرائيل باستثناء مرة واحدة، مقارنة مع استخدام روسيا لهذا الحق 26 مرة.

وأشار الخبير المتخصص بالأمم المتحدة لدى مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد جوان، إلى "قلق أميركي حقيقي حيال عجز مجلس الأمن الدولي".

وقال جوان: "هذه طريقة ذكية لإحراج الصين وروسيا، لأننا نعرف جميعاً أن البلدين الأكثر تحسساً من فكرة إصلاح المجلس هما روسيا والصين".

وتعكس الدول الخمس دائمة العضوية ميزان القوى في نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي لحظة تاريخية حاسمة بالنسبة للهوية الروسية إذ صدرت وجهة نظر جديدة عن أوكرانيا مؤخراً مفادها أن مقعد مجلس الأمن الدولي كان للاتحاد السوفياتي السابق، لا لروسيا.

وجاء أكبر تحرّك لإصلاح مجلس الأمن في الذكرى الـ 60 لانتهاء الحرب، عندما أطلقت البرازيل وألمانيا والهند واليابان مسعى مشتركاً من أجل الحصول على مقاعد دائمة.

وعارضت الصين بشدة إمكانية حصول اليابان، التي تعتبرها قوة موازية في شرق آسيا، على مقعد، علماً بأن طوكيو تعد من أكبر الدول المساهمة في الأمم المتحدة بعد الولايات المتحدة.

يشار إلى أن الولايات المتحدة ستستضيف قمة للأمن الغذائي مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي على هامش اجتماع الأمم المتحدة إلى جانب اجتماع وزاري لخطة العمل العالمية بشأن فيروس كورونا، ومؤتمر لتجديد موارد الصندوق العالمي لمكافحة أمراض مثل الإيدز والسل والملاريا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات