المُسيّرات المدنية.. مضايقات صينية "تحرج" جيش تايوان 

طائرة توصيل دون طيار تنقل عينات اختبارات فيروس كوفيد-19 في مقاطعة تشجيانج بشرق الصين، 24 مايو 2022 - AFP
طائرة توصيل دون طيار تنقل عينات اختبارات فيروس كوفيد-19 في مقاطعة تشجيانج بشرق الصين، 24 مايو 2022 - AFP
دبي-الشرق

تواجه قوات تايوان تهديداً صينياً جديداً يتمثل في مضايقات يمارسها مدنيون صينيون من خلال إطلاق طائرات مسيّرة مدنية فوق مواقع عسكرية، ما يسبب "حرجاً للجيش التايواني"، حسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية.

وانتشرت مؤخراً العديد من مقاطع الفيديو على موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو"، تُظهر طائرات مُسيرة مُخصصة للاستخدامات المدنية تستفز الجيش التايواني، وتستعرض لقطات مفصلة لمنشآت وأفراد عسكريين في جزر "كينمن" التايوانية.

وتستهدف مقاطع الفيديو "تسليط الضوء على "عدم جاهزية القوات التايوانية"، بحسب "سي إن إن".

وفي نهاية أغسطس الماضي، بيّن مقطع متداول لحظة اكتشاف 4 جنود تايوانيين تعقبهم بواسطة مُسيرة تُحلق فوق موقع الحراسة الخاص بهم، قبل أن يلقوا حجارة على الطائرة التي قربت الصورة للغاية لدرجة رؤية وجوه الجنود بوضوح.

صورة تُظهر وجوه جنود تايوانيين لحظة إدراكهم تعقبهم من قبل المسيرة.  - CNN
صورة تُظهر وجوه جنود تايوانيين لحظة إدراكهم تعقبهم من قبل مسيّرة مدنية صينية - CNN

وجذبت مقاطع الفيديوهات الصينية مئات التعليقات الساخرة ضد الجيش التايواني، في حين رأى محللون أن نشر لقطات تُظهر مواقع عسكرية وجنود بتفاصيل دقيقة على الإنترنت ليراها العالم بأسره يعد "إحراجاً لتايوان، وخطراً صريحاً".

"حرب رمادية"

وفي هذا الصدد، قالت رئيسة تايوان، تساي إنج وين، إن عمليات التوغل، أحدث تصعيداً في الضغوط الصينية، وتمثل جبهة جديدة في أساليب "الحرب الرمادية" التي تتبعها الصين لإخافة الجزيرة. 

وتأتي عمليات التوغل بالمُسيّرات، وسط توترات متزايدة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي تايوان، أغسطس الماضي والتي أثارت غضب الصين التي تعتبر الدولة الديمقراطية التي تتمتع بحكم ذاتي "جزءاً من أراضيها".

وردّت بكين بإطلاق مناورات عسكرية غير مسبوقة حول الجزيرة، وإرسال طائرات حربية فوق مضيق تايوان، كما شكْت تايوان من غارات صينية متكرّرة بمسيّرات، قرب جزرها البحرية.

وكشفت تايبيه خططاً لرفع إجمالي إنفاقها على الجيش بنحو 14% العام المقبل، ممّا يساهم في ما يُتوقع أن تكون زيادة قياسية في موازنة الحكومة لتعزيز دفاعاتها لمواجهة نشاط عسكري صيني كثيف.

تجاهل صيني

ولفتت "سي إن إن" إلى أنه من الصعب تحديد المسؤول عن عمليات التوغل بالطائرات المُسيرة، في حين تجاهلت بكين الأمر ووصفته بأنه "ليس بالأمر المهم". 

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية عند سؤاله عن تحليق المسيرات المصممة للاستخدامات المدنية فوق منطقة كينمن: "الطائرات المُسيّرة الصينية تحلق فوق أراضي الصين. ما الذي يثير الدهشة؟".

ولم تحذف الصين مقاطع الفيديو من المواقع التي تخضع لرقابة شديدة، ولم تمنع المُسيّرات من التحليق، الأمر الذي أثار شكوكاً أن بكين غير مهتمة بمعاقبة المسؤولين عن هذه اللقطات، حيث يمثل تحليق "الدرون" فوق المواقع العسكرية "جريمة" يُعاقب عليها بالسجن. 

وفي مطلع سبتمبر، أسقط الجيش التايواني، للمرة الأولى، مسيّرة مدنية مجهولة دخلت المجال الجوي قرب جزيرة كينمن المقابلة لسواحل مدينة شيامين الصينية الخميس، بعد تعهد الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة للتعامل مع زيادة هذه الانتهاكات.

وفي نهاية أغسطس، أطلقت تايوان طلقات نارية وقنابل مضيئة على مسيّرات مدنية اقتربت من جزرها البحرية، ثم اتجهت نحو الصين بعد تلك التحذيرات، حسب ما أفادت "بلومبرغ".

من جانبها، قالت الصحفية البريطانية المهتمة بالشأن الصيني إيزابيل هيلتون، إنه "من المستحيل معرفة المسؤول عن توجيه الطائرات المُسيرة"، مُوضحة أن ذلك بالضبط ما جعل هذه العمليات "مضايقات يُمكن إنكارها". 

وأضافت أن المسيرات "تبدو أنواعاً مدنية، ولكن يُمكن تشغيلها بواسطة أي شخص، بما في ذلك الجيش"، مُشيرة إلى أن "الأجهزة الحكومية، تحت ستار الحراك الشعبي، قد تكون مسؤولة عن تلك التوغلات". 

اقرأ أيضاً: 

تصنيفات