قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الجمعة، إن بلاده "لا تهدد أحداً بالأسلحة النووية"، معتبراً أن "المواجهة المفتوحة" مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) "ليست في مصلحة بلاده".
وأعرب ريابكوف في مؤتمر صحافي عن أسفه من الرد الأميركي على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"التعبئة الجزئية" التي تشمل 300 ألف مواطن، وتحذيره الغرب من أن موسكو "ستستخدم كل الوسائل المتاحة لها للدفاع عن نفسها، بما في ذلك السلاح النووي".
وأضاف: "نحن لا نهدد أحداً بالأسلحة النووية، وتمّ وصف معايير استخدامها في العقيدة العسكرية والمحددة في أساسيات سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي، والتي أعلنت في يونيو الماضي".
وأشار ريابكوف إلى أن الولايات المتحدة "غير قادرة على الاتفاق من حيث المبدأ، وهي تقوم مع لندن وعدد من عواصم (الناتو) الأخرى، بدفع سلطات كييف مباشرة إلى نقل العمليات العسكرية إلى أراضينا، والقتال حتى آخر أوكراني من أجل إلحاق هزيمة استراتيجية بنا، وكذلك ممارسة الابتزاز النووي".
واعتبر أن المواجهة المفتوحة مع الولايات المتحدة وحلف "الناتو"، "ليست في مصلحة روسيا"، معرباً عن أمل بلاده بأن "تتفهم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مخاطر التصعيد غير المنضبط للصراع في أوكرانيا".
ونقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء عن سفير روسيا في الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف قوله، الجمعة، إنه يريد أن يصدّق أن موسكو وواشنطن ليستا على شفا السقوط في "هاوية صراع نووي".
وأضاف أنتونوف في مؤتمر صحافي أن "الولايات المتحدة وضعت نصب عينيها تنفيذ مهمة تمزيق روسيا وخلق العديد من الدويلات والإمارات المتنافرة على أراضيها، إضافة إلى حرمانها من الأسلحة النووية ومن مقعدها في مجلس الأمن الدولي".
انتقادات غربية
ورأت الدول الغربية في إعلانات بوتين "إقراراً بالضعف" في مواجهة الهجمات المضادة الأوكرانية. وحتى الصين المقرّبة من روسيا، أبدت موقفاً متباعداً إذ دعت إلى وقف إطلاق النار واحترام وحدة أراضي الدول، في إشارة إلى المشروع الروسي لضم مناطق في أوكرانيا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن اتهم روسيا، الأربعاء، بإلقاء تهديدات "متهورة" و"غير مسؤولة" باستخدام الأسلحة النووية، وقال إن موسكو انتهكت المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة بغزوها لأوكرانيا.
وأضاف بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "مرة أخرى، اليوم فقط، يوجّه الرئيس بوتين تهديدات نووية علنية لأوروبا في تجاهل متهور لمسؤوليات نظام منع انتشار (الأسلحة النووية)... لا يمكن لأي طرف كسب حرب نووية ولا يجب خوضها أبداً".