أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن نظيره العراقي فؤاد حسين أبلغ طهران رسالة من واشنطن، معتبراً أن الأخيرة "أضفت غموضاً" على النصّ الذي طرحه الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي الإيراني. وشدد على أن طهران لا تريد أن "تُلدغ من جحر واحد مرتين"، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018.
يأتي ذلك بعدما تعثرت مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق، المُبرم في عام 2015 بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، قبل أن تنسحب منه الولايات المتحدة في عام 2018 خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، معيدة فرض عقوبات على طهران، التي تراجعت عن غالبية التزاماتها وجمعت كمية ضخمة من اليورانيوم المخصّب، بما في ذلك بنسبة 60%، علماً أن إنتاج سلاح ذري يتطلّب تخصيباً بنسبة 90%.
وقال عبد اللهيان لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) من نيويورك، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاول، خلال لقائه نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، "طرح أفكار قد تساعد في التقدّم للتوصّل إلى اتفاق"، معتبراً أنه "يحاول السير بين إيران وأميركا".
وأضاف أن الأميركيين "يعلنون أن لديهم الإرادة اللازمة للتوصّل إلى اتفاق، ولكن من المهم بالنسبة إلينا ترجمة هذه النوايا الحسنة على أرض الواقع".
تصريحات الوزير الإيراني جاءت بعد إعلان مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية أن جهود إحياء الاتفاق النووي بلغت "طريقاً مسدوداً"، نتيجة "إصرار إيران على إغلاق تحقيقات" الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن وجود آثار مواد نووية في 3 مواقع لم تصرّح طهران عنها سابقاً.
عبد اللهيان قال الأحد الماضي، خلال مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إن الولايات المتحدة وجّهت رسالة خلال الأيام الماضية بأن لديها "حسن نية" من أجل التوصّل إلى اتفاق.
ماكرون "بين إيران وأميركا"
وتطرّق عبد اللهيان في حديثه لـ"إرنا" إلى نصّ الاتفاق الذي طرحه الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن واشنطن أضفت على النصّ، بعد مراجعته، "شيئاً من الغموض وجعلته قابلاً للتفسير أو التحوير في ما يتعلّق ببعض القضايا الأساسية بالنسبة إلينا".
وأشار إلى أن طهران حاولت في ردها "تعزيز" النصّ من أجل "إضفاء شفافية عليه، بحيث لا تظهر 10 تفسيرات لنصّ واحد". وأضاف: "سنواصل جهودنا ولن نغادر طاولة المفاوضات، وعلى الأميركيين أن يُظهروا الآن، هل لديهم الشجاعة اللازمة لاتخاذ قرار بهذا الشأن أم لا؟". وشدد على "أهمية عنصر الوقت"، مستدركاً بوجوب ألا يكون "على حساب تجاوز الخطوط الحمراء" لطهران.
ضمانات أميركية
عبد اللهيان ذكر أنه أبلغ وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الذي سلّم طهران رسالة من واشنطن، بوجوب "ألا تستغلّ" الولايات المتحدة "مشاعر الناس البريئة والقيام بأعمال استفزازية والتدخل" في ملف وفاة الإيرانية مهسا أميني خلال توقيفها لدى "شرطة الاخلاق"، و"تحويل الاحتجاج والتعبير عن المشاعر إلى عنف وفوضى وانعدام أمن".
ورأى أن "الكرة في ملعب الجانب الأميركي"، مرحّباً بـ"اختصار الوقت وعودة جميع الأطراف" إلى الاتفاق النووي و"المصالح الاقتصادية المترتبة على ذلك".
سُئل الوزير الإيراني عن تأكيد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها لا تستطيع تقديم ضمانات بشأن التزام إدارة جمهورية بتنفيذ الاتفاق، فاعتبر أن "هذا التصرّف من الأميركيين لا يستند إلى منطق". وتابع: "إذا كان من المفترض أن يكون أي اتفاق ساري المفعول حتى نهاية عمر الحكومة التي وقعته، فإن القانون الدولي لن يكون له أي معنى إطلاقاً".
وتحدث عن "خلل في نهج أميركا للعودة إلى الاتفاق"، وتابع: "لا نريد أن نُلدغ من جحر واحد (مرتين)، ويجب أن نحصل على مستوى محدد من الضمان يمنحنا الثقة" بتنفيذ الاتفاق بعد نهاية عهد بايدن.
اقرأ أيضاً: