وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء مرسوماً يؤكد رسمياً "استحالة" إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه أبقى الباب مفتوحاً لإجراء محادثات مع روسيا، التي ردت بالقول إن "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا لن تنتهي إذا استبعدت كييف الدخول في محادثات.
وأضفى المرسوم طابعاً رسمياً على تصريحات أدلى بها زيلينسكي الجمعة بعدما أعلن الرئيس الروسي ضم 4 مناطق تحتلها بلاده في أوكرانيا، وهو إجراء وصفته كييف والغرب بأنه "مهزلة غير قانونية".
وقال زيلينسكي الجمعة: "إنه (بوتين) لا يعرف معنى الكرامة والشرف. ولذلك فإننا مستعدون للحوار مع روسيا، لكن مع رئيس آخر لروسيا".
وهيمن بوتين الذي سيكمل عامه السبعين هذا الأسبوع، على المشهد السياسي في بلاده لأكثر من عقدين، ولا يزال بإمكانه الترشح لمنصب الرئاسة لولايتين أخريين بموجب تعديلات دستورية كان هو من أشرف عليها، ومن المحتمل أن يظل في السلطة حتى عام 2036.
"لا سلام دون تلبية شروطنا"
ورد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الثلاثاء، على المرسوم الأوكراني، بالقول إن الكرملين سينتظر تغييراً في موقف كييف أو تغييراً للرئيس.
وشدد بيسكوف على أن المفاوضات "تتطلب جانبين"، مضيفاً: "سننتظر إما أن يغير الرئيس الأوكراني الحالي موقفه، أو أننا سننتظر الرئيس القادم لتغيير موقفه في مصلحة الشعب الأوكراني".
وأضاف أنه من المستحيل إبرام وثيقة سلام مع كييف دون مشاركتها الرسمية، وأكد في الوقت نفسه أن تحقيق السلام في أوكرانيا دون تلبية شروط روسيا "أمر مستحيل".
وشدد بيسكوف على أن روسيا "منذ البداية" سعت إلى حل النزاع "عبر المفاوضات".
وقال إن موسكو لا تريد أن تشارك في "حديث الغرب عن الأسلحة النووية".
قانون بانضمام الأقاليم الأوكرانية
وقال بيسكوف، إن بوتين سيوقع على الأرجح قانوناً بانضمام الأقاليم الأوكرانية الأربعة (خيرسون وزوابوروجيا ودونيتسك ولوجانسك) إلى الاتحاد الروسي الثلاثاء، ولفت إلى أن سكان تلك المناطق "أعربوا عن رأيهم فعلياً ولا يمكن إجراء استفتاءات أخرى".
وصوّت مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان)، الثلاثاء، لصالح المناطق الـ4 الأوكرانية إلى للاتحاد.
وفي جلسة الثلاثاء، صادق مجلس الاتحاد بالإجماع على تشريع لضم المناطق، بعد تصويت مماثل في مجلس الدوما (النواب) الروسي، الاثنين.
عرض إيلون ماسك
وفي الإطار، أشاد المتحدث باسم الكرملين بعرض الملياردير الأميركي إيلون ماسك للسلام واصفاً إياه بأنه "خطوة إيجابية أن يتقدم شخص مثله بحثاً عن حل سلمي".
وأثار الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك غضب الأوكرانيين، بعدما تقدم بمبادرة تهدف إلى إحلال السلام في أوكرانيا، تتضمَّن بقاءها محايدة، وإعادة إجراء استفتاءات على انضمام بعض أقاليمها إلى الاتحاد الروسي.
وقوبل الطرح بتنديد الأوكرانيين، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي رد باستطلاعه الخاص.
وكتب زيلينسكي على تويتر "أي من إيلون ماسك تحب أكثر؟"، مقدماً إجابتين: أحدهما يدعم أوكرانيا، والآخر يدعم روسيا".
استدعاء 200 ألف روسي
وفي السياق، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله الثلاثاء إنه تم استدعاء أكثر من 200 ألف شخص للخدمة العسكرية منذ أعلنت موسكو "التعبئة الجزئية" قبل أسبوعين.
وأضاف شويجو أن روسيا تهدف إلى تجنيد 300 ألف عسكري إضافي في إطار المبادرة.
