أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، فرض الأحكام العرفية في المقاطعات الأوكرانية الأربع التي انضمت إلى الاتحاد الروسي في سبتمبر الماضي، فيما قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن بوتين "في مأزق صعب للغاية" داخل أوكرانيا.
وأضاف الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، أن "يبدو أن أداته الوحيدة المتاحة هي البطش بالمواطنين الأوكرانيين لمحاولة ترهيبهم حتى يستسلموا. لكنهم لن يفعلوا ذلك".
ويأتي الإعلان الروسي وسط إحراز القوات الأوكرانية تقدماً في المناطق التي تسيطر عليها موسكو منذ أشهر.
وقال بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي بُث على التلفزيون، إنه أمر بفرض الأحكام العرفية في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا.
وأشار إلى منح "صلاحيات أكبر" لحكام الأقاليم الروسية الأربعة، لضمان الأمن وتنظيم عمل المصانع والمؤسسات لدعم العملية العسكرية، كما أوعز بإنشاء "مقرات للدفاع الإقليمي" في تلك المناطق.
ووجه بوتين الحكومة بتشكيل مجلس تنسيق خاص يتلقى أوامره من رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين للعمل مع المناطق الروسية لتعزيز الجهود الحربية الروسية في أوكرانيا.
واعتبر بوتين أنّ الإجراءات التي أمر بها ستزيد من استقرار الاقتصاد والصناعة والإنتاج لدعم ما يصفه بأنه "عملية عسكرية خاصة".
وأردف: "نحن نعمل على حسم مهام بالغة التعقيد كبيرة النطاق لضمان مستقبل لروسيا يمكن الاعتماد عليه، مستقبل شعبنا".
اتهامات لكييف
وقال الرئيس الروسي: "نظام كييف رفض الاعتراف بإرادة الشعب، ورفض أي مقترحات للتفاوض، إطلاق النار مستمر والمدنيون يموتون"، واتهم أوكرانيا باستخدام "أساليب إرهابية".
وأضاف: "إنهم يرسلون مجموعات تخريبية إلى أراضينا"، قائلاً إن موسكو أحبطت هجمات أخرى بعد استهداف جسر القرم "بما في ذلك منشآتنا للطاقة النووية".
مرسوم الأحكام العرفية
وأصدر الكرملين في وقت لاحق مرسوماً يعلن دخول الأحكام العرفية حيز التنفيذ في هذه المناطق اعتباراً من منتصف ليل الخميس.
وجاء في المرسوم الرسمي على موقع الكرملين: "بالنظر إلى استخدام القوة المسلحة ضد وحدة أراضي روسيا الاتحادية، ووفقاً للجزء 2 من المادة 87 من الدستور الروسي والمادتين 3 و4 من القانون الدستوري الفيدرالي رقم 1 المؤرخ 30 يناير 2002 بشأن حالة الحرب تقرر إعلان حالة الحرب ابتداء من 20 أكتوبر 2022 من الساعة صفر على أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية ومقاطعتي زابوروجيا وخيرسون"، وفق ما أوردت وكالة "سبوتنيك".
وبموجب القانون الروسي، تسمح الأحكام العرفية بتعزيز وجود الجيش، وفرض حظر تجول ورقابة، والحد من التحركات، وتدريب مواطنين أجانب.
تصعيد جديد
وتشكل تلك الخطوات أحدث تصعيد من بوتين رداً على "هزائم كبرى" تكبدتها قواته أمام القوات الأوكرانية منذ بداية الشهر الماضي، بحسب وكالة "رويترز".
وجاءت في ذات اليوم الذي طلب فيه مسؤولان عينتهما روسيا في خيرسون، وهي إحدى المناطق الأربعة، من المدنيين في المدينة مغادرة بعض المناطق في "أسرع وقت ممكن"، وسط توقعات بأن أوكرانيا أوشكت على شن هجوم مضاد هناك.
وصعدت روسيا من وتيرة حربها المستمرة منذ نحو 8 أشهر عبر إطلاق حملة لضم الأراضي، وأخرى للتعبئة العسكرية بالإضافة إلى إصدار تحذيرات باستخدام الأسلحة النووية.
اقرأ أيضاً:
