أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس في زيارة للعاصمة التركية أنقرة، الخميس، عن حقبة جديدة في العلاقات الأمنية مع تركيا بعد انقطاع استمر عقداً.
وقال جانتس عقب اجتماعين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير دفاعه خلوصي أكار إنه "على مدى أكثر من عقد لم تكن هناك علاقات أمنية رسمية، لكن اليوم نغير ذلك في مسار مسؤول وتدريجي يخدم مصالح إسرائيل".
جاءت زيارة جانتس التي استمرت يوماً واحداً إلى تركيا بعد شهرين من استئناف البلدين العلاقات الدبلوماسية الكاملة.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن توثيق العلاقات من شأنه أن يساعد في "إيجاد حلول لبعض المواضيع الراهنة التي نفكر فيها بشكل مختلف"، بما في ذلك فلسطين.
وأعرب أكار عن اعتقاده بأن "تطوير علاقاتنا وتعاوننا مع إسرائيل سيسهم أيضاً في السلام والاستقرار الإقليميين".
تنسيق أمني
وقال بيني جانتس إن "إسرائيل تتواصل باستمرار مع الأجهزة الأمنية التركية". وزاد: "هذا هو أول اجتماع أمني استراتيجي بعد سنوات عديدة، لا يمكنك تحقيق الكثير مما تطرحه في اجتماع واحد".
كما اعتبر الوزير الإسرائيلي أنه "يمكن القيام بالكثير معاً من أجل تحجيم نفوذ أولئك الذين يزعزعون استقرار منطقتينا، من خلال دعم أو تنفيذ الإرهاب ضد مدنيين أبرياء"، وأردف "هذا ينطبق أيضاً على الساحة الفلسطينية".
وناقش جانتس أيضاً مع أردوغان "القضايا الاستراتيجية وأكدا التزامهما تعزيز الاستقرار والازدهار والأمن في منطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط"، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وتوترت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب في عهد أردوغان الذي تولى مقاليد الحكم عام 2003، وتصاعد التوتر الثنائي خصوصاً عام 2008 بعد عملية عسكرية إسرائيلية في غزة.
وجمّدت عقب ذلك العلاقات وذلك عام 2010 على خلفية سقوط 10 مدنيين في أعقاب غارة إسرائيلية على السفينة التركية "مافي مرمرة" التي كانت جزءاً من أسطول حاول خرق الحصار على قطاع غزة من خلال نقل مساعدات إليه.
ودخلت البلدين في مصالحة قصيرة من 2016 حتى 2018 قبل أن تسحب تركيا سفيرها وتطرد سفير إسرائيل بسبب مصرع فلسطينيين خلال تصعيد عسكري في غزة، لكن بعد أشهر من التقارب الدبلوماسي، أعلنت إسرائيل وتركيا في 17 أغسطس الفائت عن استئناف العلاقات بشكل كامل وعودة السفيرين.
وجاءت الزيارة قبل أقل من أسبوع من الانتخابات الإسرائيلية العامة، وهي الخامسة في أقل من 4 سنوات، ويأمل جانتس أن يظل "حزب الوحدة الوطنية" الوسطي الذي يتزعمه فاعلاً أساسياً في الائتلاف الحاكم مستقبلاً.