أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، عن مخاوفه خلال اجتماع مع رئيس وزراء كمبوديا هون سين بشأن ما أوردته تقارير عن "أنشطة صينية" في قاعدة "ريام" البحرية في كمبوديا على خليج تايلاند، مشدداً على أهمية "الشفافية الكاملة".
ووفق بيان أصدره البيت البيض، حض بايدن رئيس الوزراء الكمبودي خلال لقائهما على هامش قمة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، على "فتح المجال السياسي والمدني قبل انتخابات العام المقبل".
ودعا الرئيس بايدن إلى "إطلاق سراح النشطاء المحتجزين بتهم سياسية، بما في ذلك المحامية الكمبودية سينج تيري التي تحمل الجنسية الأميركية"، مؤكداً التزام الولايات المتحدة تجاه الشعب الكمبودي، وتطلعاته إلى "دولة مستقلة أكثر رخاء وديمقراطية".
وأعرب الرئيس الأميركي عن تقديره لقيادة كمبوديا لرابطة دول جنوب شرق آسيا خلال عام مليء بالتحديات.
وناقش الطرفان نجاح القمة التاريخية الخاصة بين الولايات المتحدة و"آسيان" في واشنطن، ورحبا بخطط إقامة شراكة استراتيجية شاملة بين الولايات المتحدة و"آسيان" في القمة السنوية بين الولايات المتحدة وآسيان في وقت لاحق السبت.
كما بحثا الأزمة في ميانمار واستجابة آسيان، وأكدا أن المجتمع الدولي لديه دور مهم يلعبه في تعزيز العودة إلى الديمقراطية والاستقرار، ودعم نهج آسيان المبدئي في البلاد.
ويرأس وزراء كمبوديا، الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة، رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) هذا العام والتي تقود الجهود لبدء عملية سلام في ميانمار.
كما أعرب الرئيس بايدن عن تقديره لموقف كمبوديا من الحرب الروسية، والمشاركة في رعاية قرارات الأمم المتحدة لدعم أوكرانيا ضد العدوان الروسي "الوحشي".
منشأة بحرية "سرية"
وكرّرت كمبوديا رفضها مخاوف من أن تشيد الصين سراً منشأة بحرية على أراضيها، بعدما أفاد تقرير بأن الجانبين يستعدان لبدء مشاريع عسكرية في الدولة الواقعة جنوب شرقي آسيا.
جاء ذلك بعدما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين غربيين أن الصين تشيّد منشأة في "قاعدة ريام البحرية" على خليج تايلاند في كمبوديا، للاستخدام الحصري لجيشها، في ظلّ إجراءات استثنائية من البلدين لإخفاء هذه العملية، في ما يمكن اعتباره أول قاعدة لبكين في المحيطين الهندي والهادئ.
ويصبح المشروع، بحسب التقارير، ثاني منشأة عسكرية صينية في الخارج بعد ميناء "دوراليه" في جيبوتي، وسيكون لحظة فاصلة بالنسبة للجغرافيا السياسية في المحيطين الهندي والهادئ.
زلة لسان
في زلة لسان، أشار الرئيس الأمريكي، السبت، إلى كمبوديا قائلاً "كولومبيا".
وقال بايدن عندما التقي بنظرائه زعماء دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في فنومبينه: "الآن وقد تجمعنا هنا من جديد في كمبوديا، أتطلع إلى بناء تقدم أكبر حتى مما حققنا بالفعل، وأود أن أتوجه بالشكر إلى رئيس وزراء كولومبيا لزعامته باعتباره رئيس آسيان ولاستضافتنا جميعاً".
وكان بايدن يشير إلى رئيس وزراء كمبوديا هون سين، الذي يرأس في الوقت الحالي آسيان، الكتلة الإقليمية التي تضم عشر دول.
وكان بايدن قد وقع في زلة لسان مماثلة وهو يتحدث إلى الصحفيين في البيت الأبيض في الآونة الأخيرة.
وقال الرئيس الأمريكي المنتمي إلى الحزب الديمقراطي، والذي سيبلغ الثمانين من العمر يوم 20 نوفمبر الأسبوع المقبل، إنه يعتزم السعي لإعادة انتخابه في 2024. ومن المرجح أن يتخذ القرار النهائي أوائل العام المقبل.
واقتنص منتقدو بايدن المنتمون إلى الحزب الجمهوري عثراته الخطابية وميله للخروج عن النص في المناسبات العامة قائلين إن تلك أدلة على أنه مسن إلى الدرجة التي لا يصلح فيها لشغل المنصب.
ويقول أنصاره إن الرئيس تغلب على تلعثم في طفولته وإنه يرتجل الخطابات العامة منذ عقود.
قمة "آسيان"
ويعقد رؤساء حكومات جنوب شرق آسيا محادثات، السبت، مع عدد من زعماء العالم الزائرين، بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن، في الوقت الذي تحاول فيه المنطقة التغلب على التنافس المتزايد بين الصين والقوى الغربية.
وتستضيف كمبوديا القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وقمة موازية لدول شرق آسيا، مع تواصل الكتلة الإقليمية مع مجموعة من الزعماء.
ومن بين الزعماء الذين سيعقدون محادثات منفصلة مع الكتلة، بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز. والتقى رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول بزعماء آسيان الجمعة.
وقال مسؤولون كبار بالإدارة الأميركية الأسبوع الماضي إن الرئيس الأميركي سيركز على منطقة المحيطين الهندي والهادي، ويتحدث عن التزام الولايات المتحدة بنظام دولي قائم على القواعد في بحر الصين الجنوبي في مناقشاته.
وقلل محللون من أهمية توقعات بإحراز أي تطورات كبيرة جراء وجود بايدن في اجتماعات "آسيان"، ولكنهم أشاروا إلى أن ذلك يقدم مزيداً من الأدلة على كيفية عودة الولايات المتحدة إلى "الدبلوماسية العادية".
اقرأ أيضاً: