أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني، السبت، مصرع أكثر من 200 شخص في الاحتجاجات المندلعة في البلاد منذ أكثر من شهرين، وهو عدد أقل من تقدير قائد في الحرس الثوري قال إن نحو 300 شخص لقوا حتفهم، وأقل بكثير من أرقام منظمات حقوقية أشارت إلى أكثر من 450 ضحية، في حين استمرت مظاهرات طلابية في عدة جامعات، السبت.
واستمرت الاحتجاجات في إيران، السبت، والتي بدأت إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد 3 أيام من اعتقالها في 16 سبتمبر الماضي من قبل "شرطة الأخلاق"، على خلفية اتهامها بانتهاك قواعد اللبس.
واعتصم طلاب جامعة كردستان، السبت، احتجاجاً على اعتقال أستاذ بقسم اللغة والأدب الكردي، وهو إيراني ألماني. وذكرت قناة مجالس الطلاب أن القبض على تشمن يأتي ضمن "موجة من قمع الأساتذة والطلاب في الجامعة"، حسبما نقلت "إيران إنترناشيونال".
واستمرت المظاهرات الطلابية، السبت، وسط إصدار بيانات تدعو لتكثيف الاعتصامات، والإضرابات، في احتجاجات منسقة خلال أيام 5 و6 و7 ديسمبر الجاري.
دعوات لاحتجاجات منسقة
وشهدت الأيام القليلة الماضية، نشر دعوات شعبية لتنظيم إضرابات واحتجاجات واعتصامات جماهيرية في 5 و6 و7 ديسمبر، دعت التلامذة والطلاب الجامعيين والمدرسين والموظفين والعمال والتجار وغيرهم لدعم المتظاهرين في الشارع.
وتم التأكيد في الدعوات على أنه "خلال هذه الأيام الثلاثة، لن نشتري، ولن نبيع، ولن نعمل، ولن نحضر في المدارس وأماكن العمل، من أجل دعم الشباب الشجعان الذين ينزلون إلى الشوارع".
وتحولت مراسم تأبين ضحايا الاحتجاجات، الجمعة، في مدن "أنزلي" شمالي إيران، و"إيذه" جنوب غرب، و"أراك" وسط البلاد، إلى مظاهرات احتجاجية للأهالي، رفعوا خلالها شعارات مناهضة للنظام.
وأشارت قناة "إيران إنترناشيونال" إلى أنَّ قوات الأمن الإيرانية قامت بإطلاق النار نحو المحتجين في زاهدان، كما استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في المدينة.
وفي محافظة كيلان شمالي البلاد، شارك متظاهرون في مراسم تأبين مهران سماك الذي سقط برصاص الأمن الإيراني أثناء الاحتفال بهزيمة المنتخب الإيراني لكرة القدم أمام المنتخب الأميركي. وردد المتظاهرون خلالها هتافات ضد النظام الإيراني.
وفي مدينة أراك وسط إيران، خرج المحتجون وهم يهتفون: "فقر وفساد وغلاء.. سنمضي قدماً حتى إسقاط النظام". وشارك متظاهرو المدينة في مراسم أربعينية سينا ملايري الذي سقط برصاص قوات الأمن الإيراني، وهتفوا بشعارات مناهضة للنظام، من قبيل "الموت للديكتاتور (المرشد الإيراني علي) خامنئي"، و"سنقاتل حتى نستعيد إيران".
بيان رسمي
وأصدر مجلس الأمن القومي الإيراني، السبت، بياناً قدم فيه إيضاحات حول ما وصفها بـ"أحداث الشغب" الأخيرة التي شهدتها البلاد، معلناً أن 200 شخص لقوا حتفهم في الاضطرابات، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وجاء في بيان مجلس الأمن القومي الإيراني أن "هناك حرباً مشتركة ضد الجمهورية الإسلامية بهدف إضعاف التضامن الوطني وعرقلة تقدم البلاد".
وأضاف البيان أن "الاحتجاجات السلمية سرعان ما تحولت إلى أعمال شغب وإرهاب بسبب تحريض وسائل الإعلام الإرهابية".
وتُفيد منظمات حقوقية إيرانية بأن قوات الأمن قتلت حتى الآن 448 متظاهراً على الأقل معظمهم في سيستان- بلوشستان الواقعة في جنوب شرقي إيران قرب الحدود مع باكستان.
وسقط 128 شخصاً على الأقل في "سيستان- بلوشستان" في الحملة الأمنية التي تشنّها السلطات الإيرانية، وهي أكبر حصيلة للذين تم تسجيل سقوطهم في 26 من محافظات إيران الـ31، بحسب منظمة "هنجاو" لحقوق الإنسان في إيران.
وتأتي كردستان في المرتبة الثانية لجهة عدد ضحايا الاحتجاجات (53 شخصاً) إذ أنها مسقط رأس أميني. وتقع في غرب إيران عند الحدود مع العراق، وتعد مركزاً آخر للاحتجاجات فيما يشكّل السنة أغلبية سكانها.
وصرَّح عميد إيراني هذا الأسبوع بأنَّ أكثر من 300 شخص سقطوا في الاضطرابات. وتم توقيف آلاف الإيرانيين ونحو 40 أجنبياً على خلفية الأحداث، بينما وُجّهت اتهامات لأكثر من ألفي شخص، بحسب السلطات القضائية.
اقرأ أيضاً: