كيسنجر يقدم مقترح سلام في أوكرانيا.. وكييف ترفض

وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر في مقر الخارجية في واشنطن- 01 ديسمبر 2022 - AFP
وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر في مقر الخارجية في واشنطن- 01 ديسمبر 2022 - AFP
كييف-رويترز

قدّم الدبلوماسي الأميركي المخضرم هنري كيسنجر مقترح سلام في أوكرانيا، قائماً على التفاوض، للحد من مخاطر نشوب حرب عالمية مدمرة أخرى، إلا أن حكومة كييف رفضت المقترح، واعتبرت أنه يرقى إلى "مهادنة المعتدي".

ولعب كيسنجر (99 عاماً) دوراً بارزاً في الانفراجة السياسية للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، عندما كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، كما عقد لقاءات عدة مع فلاديمير بوتين منذ انتخابه رئيساً لروسيا لأول مرة في عام 2000.

وفي مقال بمجلة "ذا سبيكتاتور" البريطانية تحت عنوان "سُبل تجنب حرب عالمية أخرى"، قال كيسنجر إن "الوقت حان للبناء على التغييرات الاستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات".

وتابع قائلاً: "يجب أن تُربط عملية السلام في أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي. خيار التزام الحياد لم يعد له مغزى".

وأشار كيسنجر إلى أنه اقترح في مايو وقفاً لإطلاق النار؛ تنسحب روسيا بموجبه إلى الخطوط الأمامية التي كانت عليها قبل بدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير، لكن شبه جزيرة القرم ستبقى محل "مفاوضات".

استفتاء بشأن أراض انضمت للاتحاد الروسي

واقترح كيسنجر إجراء استفتاء تحت إشراف دولي للبت في أمر الأراضي التي انضمت إلى الاتحاد الروسي، في حال ما إذا ثبت استحالة العودة إلى المشهد الذي كانت عليه الأوضاع في عام 2014.

وحذر كيسنجر من أن الرغبة في أن تبدو روسيا دولة "عاجزة"، أو حتى السعي إلى تفكيكها قد تطلق العنان للفوضى. ولم تُظهر أوكرانيا أو أي دولة غربية تأييداً لأي من المسارين.

واندلع الصراع في شرق أوكرانيا عام 2014، بعد الإطاحة برئيس أوكراني موال لروسيا وقيام موسكو بضم شبه جزيرة القرم، فيما خاض انفصاليون مدعومون من روسيا قتالاً ضد القوات المسلحة الأوكرانية في شرق البلاد.

ولا تلوح في الأفق نهاية للصراع الذي بدأ في 24 فبراير الماضي بعد غزو روسيا لأوكرانيا، بعدما أودى بحياة الآلاف. وتسيطر روسيا الآن على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا.

ويقول الكرملين إن على كييف الاعتراف بضم موسكو لمناطق في جنوب وشرق أوكرانيا. وتقول أوكرانيا إنه يتعين أن تغادر كافة القوات الروسية أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.

وتقدّمت كييف بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بعد أن أعلنت موسكو ضم بعض الأراضي الأوكرانية في سبتمبر.

أوكرانيا ترفض المقترح

وقال ميخايلو بودولياك، مساعد الرئيس الأوكراني، على تطبيق تيليجرام: "السيد كيسنجر لا يفهم أي شيء... لا طبيعة هذه الحرب ولا تأثيرها على النظام العالمي".

وأضاف: "الخطة التي يدعو إليها وزير الخارجية السابق، ولكنه يخشى أن يقولها بصورة واضحة، بسيطة.. مهادنة المعتدي بالتضحية بأراض من أوكرانيا مقابل ضمانات بعدم الاعتداء على دول أوروبا الشرقية الأخرى".

وتابع: "يجب على جميع مؤيدي الحلول البسيطة أن يعوا أمراً ظاهرا للعيان، وهو أن أي اتفاق مع الشيطان، أي سلام سيء على حساب الأراضي الأوكرانية، سيكون انتصاراً لبوتين ووصفة نجاح للمستبدين حول العالم".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات