روسيا تعلن "وقفاً مؤقتاً" للنار في أوكرانيا.. وبايدن: بوتين يبحث عن متنفس

مبنى تعرض للقصف في مدينة بخموت شرقي أوكرانيا، 05 يناير 2023 - REUTERS
مبنى تعرض للقصف في مدينة بخموت شرقي أوكرانيا، 05 يناير 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلن الكرملين، الخميس، هدنة مؤقتة في أوكرانيا يومي الجمعة والسبت، بمناسبة عيد الميلاد وفق المذهب الأرثوذكسي، داعياً السلطات في كييف إلى وقف متبادل لإطلاق للنار، فيما اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يبحث عن "متنفس" بإعلانه وقفاً لإطلاق النار.

وذكر الكرملين في بيان أن الرئيس فلاديمير بوتين أصدر تعليمات إلى وزير الدفاع سيرجي شويجو بوقف إطلاق النار على طول خط التماس بأكمله في أوكرانيا"، وذلك من الساعة 12:00 يوم 6 يناير الجاري، إلى الساعة 00:00 يوم 7 من الشهر ذاته.

ودعا بيان الكرملين الجانب الأوكراني لـ"إعلان وقف إطلاق النار"، وحث على منح "العدد الكبير من المواطنين الذين يعتنقون الأرثوذكسية، ويعيشون في مناطق العمليات العسكرية، فرصة حضور القداس عشية عيد الميلاد، وكذلك في يوم ميلاد المسيح".

زيلينسكي بالروسية: يريدون الهدنة لوقف تقدمنا

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الكرملين يسعى إلى هدنة لاستخدامها غطاء لوقف تقدم أوكرانيا في منطقة دونباس الشرقية، وجلب المزيد من الرجال والمعدات.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي المصور، متحدثاً بالروسية بدلاً من الأوكرانية: "إنهم يريدون الآن استخدام عيد الميلاد غطاءً، وإن كان لفترة وجيزة، لوقف تقدم أولادنا في دونباس وجلب المعدات والذخيرة والقوات بالقرب من مواقعنا". وأضاف: "ماذا سيمنحهم ذلك؟ فقط زيادة أخرى في إجمالي خسائرهم".

وتابع زيلينسكي قائلاً إن "الحرب ستنتهي إما عندما يغادر جنودكم أو نطردهم".

في المقابل، قال مستشار الرئاسة الأوكراني ميخايلو بودولياك، إن العرض الذي قدمه بوتين بوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة في المناطق التي تحتلها القوات الروسية، ليس له وصف سوى بالنفاق، مشيراً إلى أن كييف ليست في حاجة لهذه الهدنة".

وفي وقت سابق الخميس، دعا البطريرك كيريل، بطريرك موسكو ورئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، طرفي الحرب في أوكرانيا لإعلان هدنة في عيد الميلاد بالتقويم الشرقي وهي دعوة رفضتها كييف ووصفتها بأنها "فخ يدعو للسخرية".

تشكيك غربي

واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يبحث عن "متنفس" بإعلانه وقفاً لإطلاق النار في أوكرانيا، رغم أن هذه الهدنة تُعد الأولى من نوعها منذ بدء الغزو الروسي.

وقال بايدن في خطاب ألقاه من البيت الأبيض إن الرئيس الروسي "كان مستعداً لقصف مستشفيات وروضات وكنائس... في الخامس والعشرين من ديسمبر وليلة رأس السنة... أظن أنه يسعى إلى متنفس".

من جهتها، اعتبرت الخارجية الألمانية، أن وقف إطلاق النار الروسي "المزعوم" في أوكرانيا لن يجلب "لا الحرية ولا الأمان للأشخاص الذين يعيشون في خوف كلّ يوم تحت الاحتلال الروسي".

وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في تغريدة: "إذا كان بوتين يريد السلام، كان ليعيد جنوده إلى الديار وكانت الحرب لتنتهي. لكنه يريد على ما يبدو مواصلة الحرب، بعد توقّف وجيز".

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن الهدنة التي أعلنت عنها روسيا من جانب واحد "لن تساعد في دعم آفاق السلام في أوكرانيا".

ودعا كليفرلي روسيا إلى سحب قواتها من أوكرانيا، وقال: "يجب على روسيا أن تسحب قواتها بشكل دائم وتتخلى عن سيطرتها غير الشرعية على الأراضي الأوكرانية، وأن تضع حداً لهجماتها الوحشية ضد المدنيين الأبرياء".

تركيا تعرض الوساطة

من جانبه، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، استعداد بلاده لتولي مهام الوساطة في سبيل الوصول إلى سلام دائم بين كييف وموسكو التي أكدت انفتاحها على الحوار بشرط قبول أوكرانيا "الوقائع الجديدة على الأرض".

وأشار أردوغان خلال الاتصال إلى أن بلاده "عرضت أيضاً دعماً دبلوماسياً فيما يتعلق بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية"، مؤكداً لزيلينسكي "استمرار الجهود التركية المتعلقة بضمان تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا".

من جهته، أفاد الرئيس الأوكراني عبر "تويتر" بأنه ناقش مع أردوغان "التعاون الأمني" وملف "تبادل الأسرى" و"تطوير اتفاق الحبوب"، معرباً عن سعادته لـ"سماع استعداد تركيا للمشاركة في تنفيذ صيغة سلام"، في إشارة إلى خطة السلام المكونة من 10 نقاط والتي أعلنها في ديسمبر الماضي.

انفتاح روسي

يأتي ذلك بعد ساعات من اتصال هاتفي جمع أردوغان بنظيره الروسي، الذي أكد أن بلاده منفتحة على الحوار مع أوكرانيا شرط أن تقبل كييف "الوقائع الجديدة على الأرض" عقب الهجوم الروسي.

وكرر بوتين أن "روسيا منفتحة على الحوار الجاد شرط أن تمتثل السلطات في كييف للمطالب المعروفة، والتي تمّ التعبير عنها مراراً وتأخذ في الاعتبار الوقائع الجديدة على الأرض"، بحسب بيان صادر عن الكرملين.

وذكرت الرئاسة التركية أن أردوغان دعا بوتين لإعلان وقف إطلاق نار أحادي الجانب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن "الدعوات إلى السلام، والمفاوضات بين موسكو وكييف، يجب أن تكونا مدعومتَين بوقف إطلاق نار أحادي الجانب".

وأضاف البيان "شدّد الجانب الروسي على الدور التدميري للدول الغربية، بتقديمها أسلحة ومعدات عسكرية لنظام كييف وتزويده معلومات وأهدافاً عملياتية".

كذلك، ناقش الرئيسان تنفيذ اتفاق الحبوب الذي أبرم بوساطة الأمم المتحدة وبمساعدة تركيا، لرفع الحظر عن شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

ويروج الرئيس الأوكراني في الأسابيع الأخيرة لـ"خطة سلام" مؤلفة من 10 نقاط، ناقشها مع نظيره الأميركي جو بايدن وزعماء آخرين، وحض زعماء العالم على عقد قمة عالمية بناء على الخطة.

وتتضمن خطة زيلينسكي، بنداً قال إنه "غير قابل للتفاوض"، ينص على إعادة وحدة الأراضي الأوكرانية، وتأكيد روسيا عليها بموجب ميثاق الأمم المتحدة.

لكن سرعان ما جوبهت المقترحات الأوكرانية برفض روسي، إذ أعلن وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف رفضه استخدام "صيغة السلام" التي طرحها الرئيس الأوكراني كأساس للمفاوضات، مشيراً إلى أن كييف "ليست مستعدة" للحوار.

كما قال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إنه لا توجد خطة "سلام أوكرانية" حتى الآن، لأن كييف "لا تنظر في الحقائق على أرض الواقع".

وكان وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا أعلن الشهر الماضي، أن بلاده تريد عقد قمة في غضون شهرين لإنهاء الحرب، ولكنه استبعد مشاركة روسيا، مشدداً على أن كل الحروب تنتهي بالدبلوماسية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات