سوناك يدعو لـ"نهج جريء" لحل أزمة القطاع الصحي في بريطانيا

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال اجتماع طارئ مع خبراء ومسؤولين عن قطاع الصحّة البريطاني في مقر رئاسة الحكومة بالعاصمة لندن. 7 يناير 2023 - Twitter@RishiSunak
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال اجتماع طارئ مع خبراء ومسؤولين عن قطاع الصحّة البريطاني في مقر رئاسة الحكومة بالعاصمة لندن. 7 يناير 2023 - Twitter@RishiSunak
دبي-الشرق

دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، خلال اجتماع طارئ مع خبراء ومسؤولين عن قطاع الصحّة في بريطانيا، السبت، إلى نهج "جريء وجذري" لإيجاد حلول للأزمة الحادّة التي يشهدها النظام الصحّي في البلاد، فيما توقع استطلاع للرأى أنه سيخسر الانتخابات المقررة عام 2024.

ويُعاني نظام الصحّة العامّة في بريطانيا نقصاً في التمويل منذ سنوات، في وقت يزيد فصل الشتاء من الصعوبات، إذ إن خدمات الطوارئ في المستشفيات مكتظّة جراء حالات الإنفلونزا وكورونا.

ولوائح المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية أضحت طويلة، في حين تشهد البلاد حركة احتجاجية للممرّضات هي الأولى منذ أكثر من 100 عام يشارك فيها أيضاً المسعفون على خلفية أزمة ارتفاع تكاليف الحياة.

وقد دفع هذا الوضع الحكومة المتهمة بالتقاعس إلى تنظيم  اجتماع طارئ، السبت، في محاولة لإيجاد حلول للأزمة.

وأمام خبراء الصحة ومسؤولي القطاع الذين استقبلهم في داونينج ستريت، اعتبر سوناك، الذي جعل ملف الصحة واحداً من الأولويات الخمس للعام الجديد، أن "الوضع القائم لن يحلّ التحدّيات التي نواجهها".

وأضاف: "في أثناء الجائحة، كان علينا التحلّي بالجرأة وبنهج جذري في الطريقة التي فعلنا بها الأشياء كي نتجاوزها. أعتقد أننا بحاجة إلى النهج الجريء والجذري نفسه الآن".

وتابع: "معاً اليوم، يمكننا تحديد الأشياء التي ستُحدث فارقاً كبيراً للبلاد ولكل أسرة، على المدى القصير والمتوسط". 

وفي محاولة لإنهاء الإضرابات التي تؤثر في قطاع الصحة والقطاعات الأخرى، دعت الحكومة أيضاً النقابات إلى إجراء مناقشات، الاثنين.

استطلاع الهزيمة

وأظهر استطلاع رأي أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك و15 من وزراء حكومته في طريقهم لخسارة مقاعدهم، إثر "هزيمة ساحقة" أمام حزب "العمال" المُنافس في الانتخابات العامة المقررة عام 2024.

وأشار الاستطلاع، الذي شمل تحليلاً حصرياً لكل مقعد بشكل منفصل، إلى أن شخصيات بارزة من حزب "المحافظين"، تشمل رئيس الوزراء ونائبه دومينيك راب، ووزير الصحة ستيف باركلي، معرضون جميعاً لخطر الهزيمة في الانتخابات، وفق ما أوردت صحيفة "إندبندنت" البريطانية.

وأظهر الاستطلاع، الذي أجرته شركة "فوكالداتا" البريطانية لتحليل البيانات وخدمات الأبحاث ورؤى المستهلكين لصالح حملة المجتمع المدني "الأفضل لبريطانيا" المناهضة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، أن وزراء الخارجية جيمس كليفرلي، والدفاع بن والاس، والبيئة تيريز كوفي، والأعمال جرانت شابس، وزعيمة الأغلبية المحافظة في مجلس العموم بيني موردونت، يمكن أن يخسرواً مقاعدهم أيضاً. 

مع ذلك، سيبقى 5 وزراء فقط بعد الانتخابات، وهم: وزير الخزانة جيريمي هانت، ووزيرة الداخلية سويلا برافرمان، ووزير الدولة للإسكان والمجتمعات والحكم المحلي مايكل جوف، والوزير بلا حقيبة ناظم زهاوي، ووزير التجارة كيمي بادينوش.

وسيخسر جميع نواب حزب "المحافظين" الآخرين في الحكومة الحالية مقاعدهم لصالح حزب "العمال" باستثناء راب، الذي سيخسر أمام حزب "الديمقراطيين الليبراليين" في دائرة إيشر ووالتن الانتخابية، ووزير الدولة لشؤون اسكتلندا أليستر جاك، في طريقه للهزيمة أمام الحزب الوطني الاسكتلندي في دائرة دومفريز وجالاوي بإسكتلندا.

وأفاد تحليل بيانات 10 مقاعد حاسمة، صوتت بشكل منتظم لصالح الحزب الفائز خلال العقود الأخيرة، بأن حزب "العمال" في طريقه للفوز بجميع المقاعد العشرة.

تقدم "هش" للعمال

من جانبها، اعتبرت نعومي سميث، الرئيسة التنفيذية لحملة "الأفضل لبريطانيا"، وهي مجموعة داخلية تدعو لتوثيق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، أن "حكومة سوناك لا تستحق سوى هزيمة ساحقة".

وأضافت: "لكن الناخبين المترددين يمكن أن يلقوا لهم حبل نجاة، ولذا لا يتوجب على (زعيم حزب العمال) كير ستارمر أن يعتبر الفوز مضموناً في الانتخابات المقبلة، وعليه تجنب تقويض تأييد حزب العمال من خلال رسم خطوط حمراء غير ضرورية على بريكست".

وحذرت سميث من أن النسبة العالية من الناخبين المترددين ما زالت تمنح حزب "المحافظين" فرصة لجعل الانتخابات وسيلة نجاة. 

وعلى الرغم من نتائج استطلاع الرأي الخطيرة بالنسبة لحزب سوناك، أظهر تحليل، أجرته مجموعة "الأفضل لبريطانيا"، أن تقدم حزب العمال الهائل على حزب المحافظين ربما يكون أكثر هشاشة مما كان يُعتقد سابقاً.

ووجد التحليل الصادر عن المجموعة أن النسبة العالية من الناخبين المترددين، الذين أجابوا بـ"لا أعرف" في الاستطلاعات، يميلون بشكل كبير إلى حزب "المحافظين"، ولا يزال بإمكانهم دعم حزب سوناك في الانتخابات المتوقعة عام 2024.

ويظهر الاستطلاع أن حزب "العمال" في طريقه للفوز بـ517 مقعداً في الانتخابات المقبلة. لكن النصر تقلص إلى 353 مقعداً فقط، بأغلبية تقل عن 60 مقعداً، بمجرد أخذ تأثير الناخبين المترددين في الحسبان.

عقبات أمام سوناك

ولفتت صحيفة "إندبندنت" إلى أن رئيس الوزراء سوناك يعاني لإنعاش فرص حزب "المحافظين" في بداية عام 2023، بعد أن أظهرت استطلاعات رأي حديثة تقدم حزب "العمال" بفارق نحو 20 نقطة. 

ونقلت الصحيفة عن خبراء استطلاعات رأي قولهم، إن الانتعاش الطفيف في استطلاعات الرأي بعد أن تولى سوناك المنصب خلفاً لليز ترس أصبح الآن "متوقفاً".

في وقت سابق من هذا الأسبوع، حاول سوناك إعادة تنشيط رئاسته للوزراء من خلال تقديم 5 وعود لتغيير الاقتصاد، وخفض قوائم انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية، و"وقف القوارب الصغيرة (لللاجئين)" بحلول انتخابات عام 2024.

وسعى رئيس الوزراء البريطاني، في خطابه الأول في عام 2023، إلى تصوير نفسه باعتباره "سياسياً صريحاً يمكن أن يثق فيه الناخبون البريطانيون"، خلافاً لسلفيّه بوريس جونسون وليز ترس، حسبما أوردت "بلومبرغ".

وأشارت إلى أن سوناك، الذي وصل إلى منصبه منذ أقل من 3 أشهر، كان يسعى للحصول على بداية جديدة عام 2023، بعد أن أمضى الأسابيع الأخيرة في التخلص من الفوضى التي خلفها سلفاه بوريس جونسون وليز ترس.

لكن نتائج استطلاع الأخير تثير تساؤلات بشأن قيادة سوناك قبل أول اختبار انتخابي حقيقي له في الانتخابات المحلية في مايو، في حين يعتقد البعض داخل حزب المحافظين أن "هزيمة ثقيلة"، ربما تفضي إلى ضغوط لعودة رئيس الوزراء السابق جونسون.

من المقرر أن تطلق مجموعة تمثل التيار الشعبي في حزب "المحافظين"، تضم حلفاء جونسون حملة "ضغط" لمنح الأعضاء السلطة الكاملة لاختيار المرشحين.

وعلى نحو مماثل، تريد المنظمة الديمقراطية المحافظة (CDO)، التي يديرها بيتر كروداس مقدم التبرعات لجونسون، تغيير القاعدة حتى يتمكن أي نائب برلماني من الترشح للقيادة بعد الحصول على دعم 15% فقط من زملائه.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات