تلقت باكستان، الاثنين، تعهدات دولية بالحصول على 8.57 مليار دولار للمساعدة في التعافي من آثار الفيضانات المدمرة التي ضربتها في سبتمبر الماضي، بحسب ما أفادت به وزيرة الإعلام الباكستانية مريم أورنجزيب، خلال مؤتمر انعقد في جنيف لهذا الغرض.
تجدر الإشارة إلى أن التعهدات الواردة أعلاه، تزيد على المبلغ المطلوب، إذ سبق أن قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن بلاده بحاجة إلى 8 مليارات دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
واجتمع مسؤولون من نحو 40 دولة، بالإضافة إلى مانحين من القطاع الخاص ومؤسسات مالية دولية في جنيف، الاثنين، حيث استهدفت إسلام أباد الحصول على دعم في مواجهة آثار تغير المناخ.
وتعهد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، بتوفير 4.2 مليار دولار على مدى 3 سنوات، كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعهدات بقيمة 360 مليون يورو، في حين وعدت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID بمبلغ 100 مليون دولار لتمويل الصحة والأمن الغذائي والتعليم.
"تحالف جديد"
ودعا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إلى "تحالف جديد" لتزويد بلاده بـ"شريان حياة"، مشيراً إلى أنها بحاجة إلى 8 مليارات دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريتش: "يجب أن تكون جهودنا واستثماراتنا الضخمة على قدر الاستجابة البطولية لشعب باكستان لدعم مجتمعاتهم المحلية في المستقبل".
وأضاف أن إسلام أباد كانت "ضحية مرتين" لكل من تغير المناخ ولنظام مالي عالمي "مُفلس أخلاقياً" رفض تمويل الدول ذات الدخل المتوسط وتخفيف الدين عنها، مشدداً على الحاجة إلى وجود حلول مبتكرة.
وأودت الفيضانات التي ضربت باكستان في سبتمبر الماضي، بحياة 1700 شخص على الأقل، وتسببت في تشريد نحو 8 ملايين شخص.
استثمارات فرنسية
وبجانب إعلانه مشروعات بقيمة 360 مليون دولار، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في رسالة عبر الفيديو، بتقديم 10 ملايين دولار لدعم مساعدات إضافية طارئة.
وقال ماكرون، في افتتاح المؤتمر: "قررنا المساهمة بجملة من المشاريع في باكستان بقيمة 360 مليون يورو، ستوضع موضع التنفيذ، استجابة لتحديات إعادة الإعمار المرنة ومن ثم التكيّف مع تغيّر المناخ".
وأضاف ماكرون أن "باريس مستعدة لدعم باكستان في محادثاتها مع المؤسسات المالية"، مشدداً على أن بلاده "ستواصل تقديم الخبرة وبعض الدعم المالي".
"لحظة حاسمة"
وفي وقت سابق، الأحد، قال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في باكستان، كنوت أوستبي، "هذه لحظة حاسمة للمجتمع الدولي للوقوف إلى جانب باكستان والالتزام بتعافٍ مرن وشامل من تداعيات هذه الفيضانات المدمرة".
وكانت باكستان في طليعة الجهود التي بُذلت خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب27" الذي استضافته مصر، نوفمبر الماضي، من أجل إطلاق صندوق (الخسائر والأضرار) لتغطية الدمار الناجم عن تغير المناخ في دول ساهمت بدرجة أقل من الدول الغنية في الاحتباس الحراري.
ولم يُعرف بعد ما إذا كانت باكستان، التي يقدر حجم اقتصادها بنحو 350 مليار دولار، ستكون مؤهلة للاستفادة من هذا التمويل المستقبلي.
وقال سفير باكستان لدى الأمم المتحدة في جنيف، خليل هاشمي، إن إسلام أباد مستعدة لدفع نحو نصف الفاتورة (إعادة الإعمار)، لكنها تأمل الحصول على دعم من المانحين بشأن البقية.
وأفاد متحدث باسم صندوق النقد الدولي، الأحد، بأن وفداً من الصندوق سيلتقي وزير المالية الباكستاني على هامش المؤتمر، الذي يُعقد في وقت تكافح فيه بلاده لإعادة إطلاق برنامج الإنقاذ المالي الخاص بها.
ولم يقر الصندوق حتى الآن صرف تمويل بقيمة 1.1 مليار دولار كان مقرراً له نوفمبر الماضي في وقت لم تعد تكفي فيه احتياطيات باكستان من النقد الأجنبي إلا لتغطية واردات شهر واحد.
اقرأ أيضاً: