رسو سفينة روسية "مشبوهة" في جنوب إفريقيا يثير قلقاً أميركياً

حاملة الحاويات الروسية "ليدي آر'' ترسو في قاعدة "سيمونز تاون" البحرية في كيب تاون جنوب إفريقيا. 7 ديسمبر 2022 - REUTERS
حاملة الحاويات الروسية "ليدي آر'' ترسو في قاعدة "سيمونز تاون" البحرية في كيب تاون جنوب إفريقيا. 7 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن شهود ومسؤول أميركي قولهم إن سفينة تجارية روسية، يُزعم أن الشركة المالكة لها يشتبه بأنها "تشحن أسلحة إلى موسكو"، أطفأت جهاز إرسالها، الشهر الماضي، قبل أن ترسو خلسة في أكبر قاعدة بحرية في جنوب إفريقيا، حيث سلّمت وحمّلت شحنات غير محددة.

وقالت الصحيفة الأميركية في تقرير، الاثنين، إن جنوب إفريقيا رفضت الإفصاح عما كانت تحمله السفينة أو ما تم تحميله عليها في قاعدة "سايمونز تاون" البحرية.

وقللت وزيرة دفاع البلاد ثاندي موديسي من أهمية مخاوف الولايات المتحدة، وقالت إن واشنطن "تهدد إفريقيا، وليس جنوب إفريقيا فقط، من وجود أي شيء يمكن أن يرتبط بروسيا".

وأضافت الصحيفة أن زيارة السفينة "ليدي آر"، المملوكة لشركة الشحن الروسية "إم جي-فلوت" ذات المسؤولية المحدودة، تسببت في توتر العلاقات بين واشنطن وبريتوريا. وتوضح الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها في فرض عقوبات على موسكو، رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا.

ولم ترد شركة "إم جي-فلوت" على رسائل أرسلتها الصحيفة إليها على البريد الإلكتروني للتعليق على الأمر. ولم ترد أيضاً السفارة الروسية في بريتوريا والكرملين على طلبات للتعليق.

وعلى مدار ليلتين كانت فيهما قاعدة "سايمونز تاون" غارقة في الظلام، بسبب انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، نقلت رافعة متنقلة صناديق من السفينة التي يبلغ طولها 122 متراً وإليها، تحت إشراف حراس مسلحين، وفقاً لشهود وصور اطلعت عليها "وول ستريت جورنال".

"لا توجد معلومات"

وقال مسؤول أميركي كبير إن "واشنطن تشعر بالقلق إزاء الدعم الذي قدمه جيش جنوب إفريقيا للسفينة (ليدي آر)، بما في ذلك السماح لها بدخول قاعدة بحرية ونقل البضائع منها، على الرغم من توقف نظام تحديد الهوية الآلي الخاص بها".

وأضاف المسؤول: "لا توجد معلومات معلنة عن مصدر الحاويات التي تم تحميلها على السفينة".

وغادرت السفينة قاعدة "سايمونز تاون" في 9 ديسمبر، عندما بدأت إرسال المعلومات المتعلقة بموقعها مرة أخرى مساء ذلك اليوم. وأظهرت بيانات التتبع أن السفينة كانت ترسو على بعد 100 ميل شرق بلدة سايمونز تاون.

وكانت السفينة "ليدي آر" ترسو قبالة سواحل موزمبيق منذ منتصف ديسمبر، ودخلت ميناء بيرا في نهاية الأسبوع، وفقاً لبيانات تتبع السفن، والتي أوضحت أن السفينة متجهة إلى إسطنبول القريبة نسبياً من الموانئ الروسية في البحر الأسود.

وأخطرت السفارة الأميركية حكومة جنوب إفريقيا بأن السفينة خاضعة للعقوبات منذ نوفمبر الماضي، عندما علمت الولايات المتحدة أن السفينة تتجه إلى جنوب إفريقيا. ولم تتلق السفارة أي رد بشأن هذا الأمر من الحكومة، وفقاً للمسؤول الأميركي.

من جانبه، قال كوبوس ماريه، عضو البرلمان في جنوب إفريقيا والمتحدث باسم حزب "التحالف الديمقراطي" المعارض، للصحيفة إنه أُبلغ بأن "السفينة سلّمت ذخيرة من روسيا، ولكن عادة ما يتم استيرادها عبر الموانئ التجارية".

وأفاد شهود بأن زورقين تابعين للقوات البحرية الجنوب إفريقية ساعدا السفينة على الوصول إلى مرفأ في قاعدة "سايمونز تاون"، بالقرب من كيب تاون.

وذكر الشهود أنهم رأوا شاحنات تنقل حاويات إلى القاعدة ليلاً. وقالت سيدة من السكان إنها "تعرّضت للمطاردة في شوارع البلدة بعدما حاولت تتبع شاحنة فارغة تغادر القاعدة"، بحسب "وول ستريت جورنال".

عقوبات أميركية

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على السفينة "ليدي آر" والشركة المالكة لها "إم جي-فلوت" في 8 مايو، عندما كانت الشركة تستخدم اسم "ترانسمورفلوت". وقالت واشنطن إن الشركة وسفنها كانت تشحن أسلحة للحكومة الروسية.

ويُمكن لواشنطن، بموجب القانون الأميركي، معاقبة أي كيان أو شخص أو بلد يقدم خدمات للسفن الخاضعة للعقوبات، بحسب الصحيفة.

وتظهر بيانات رصد حركة السفن أن "ليدي آر" أطفأت أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها، التي ترسل هوية السفينة وموقعها إلى السفن الأخرى والسلطات البحرية.

وكانت وزيرة الدفاع ثاندي موديسيس قالت، في مؤتمر صحافي في 22 ديسمبر، إنها "تنتظر مستندات تحتوي على مزيد من المعلومات بشأن الشحنة، قبل أن تتمكن من التعليق على سبب رسو السفينة في القاعدة، وما تم إنزاله وتحميله على متنها".

وأضافت: "أياً كانت محتويات السفينة، فقد تم شراؤها قبل فترة طويلة من ظهور فيروس كورونا"، معتبرة أن "الولايات المتحدة تضغط بشكل غير مبرر على الدول الإفريقية التي تحافظ على علاقاتها مع روسيا". 

ولم يرد المتحدث باسم موديسي على مكالمات ورسائل تطلب التعليق على وجود السفينة، وتصريحات المسؤول الأميركي، كما لم ترد القوات المسلحة في جنوب إفريقيا على طلبات التعليق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات