تصاعدت حملة الإقالات والاستقالات في أوكرانيا على خلفية نشر تقارير إعلامية عن تهم "فساد" تتعلق بشراء إمدادات للجيش بأسعار مضاعفة، فيما علّقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على التعديلات الحكومية في كييف، معتبرة أنها "إعادة تقسيم نفوذ".
وأعلنت الحكومة الأوكرانية، الثلاثاء، إقالة 5 حكام مناطق و4 مساعدين لوزراء، وذلك بعد ساعات من قبول استقالات كل من نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف الذي كان مسؤولاً عن الدعم اللوجستي للجيش، فضلاً عن مساعد مدير الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو، ونائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو.
وقال ممثل الحكومة في البرلمان تاراس ميلنيتشوك، إنّ حكام مناطق "دنيبروبتروفيسك" (وسط) و"زابوروجيا" (جنوب) و"سومي" (شمال) و"خيرسون" (جنوب) والعاصمة كييف سيغادرون مناصبهم، كما أُقيل نائب وزير الدفاع، ونائب وزير السياسة الاجتماعية، ونائبان لوزير التنمية الإقليمية.
"حفاظ على الثقة"
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن، مساء الاثنين، أن مجموعة من المسؤولين الأوكرانيين سيغادرون مناصبهم، مشدداً على أنه "يعتزم تنظيم حكومته، التي تقود البلاد في وقت حرب، والقضاء على الفساد".
ودعت رئيسة حزب "خادم الشعب" الذي ينتمي إليه زيلينسكي، أولينا شولياك، وكالات إنفاذ القانون ومكافحة الفساد الأوكرانية إلى "إجراء تحقيق شامل في قضايا الفساد بين مسؤولي الحكومة والوزارات الفردية".
بدورها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان: "وإن كانت هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة" فإن مغادرة نائب الوزير سيسمح بـ"الحفاظ على ثقة المجتمع والشركاء الدوليين وكذلك ضمان موضوعية" الجهود الرامية إلى الكشف عن ملابسات هذه القضية.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أن إقالة نائب وزير تنمية البلديات فاسيل لوزينسكي، جاءت بشبهة تلقيه رشوة بقيمة 400 ألف دولار "لتسهيل إبرام عقود شراء معدات ومولدات بأسعار مبالغ فيها"، بينما تواجه أوكرانيا نقصاً في الكهرباء بعد الضربات الروسية على منشآت الطاقة.
وقال ميخائيلو بودولياك، أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني، إن قرارات زيلينسكي المتعلقة بالموظفين "تشهد على الأولويات الرئيسية للدولة (...) الرئيس يرى المجتمع ويسمعه، ويستجيب بشكل مباشر لمطلب عام رئيسي بأن العدالة للجميع".
وتوقعت "رويترز" حدوث المزيد من التغييرات في الموظفين خلال الأيام المقبلة، قبل الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي.
مُقرب من زيلينسكي
وبرز اسم مدير الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو، أحد المستقيلين، في عدد من الفضائح قبل الغزو الروسي لأوكرانيا وخلاله، وهو أحد المتعاونين القلائل مع زيلينسكي منذ انتخابه رئيساً في عام 2019، كما أشرف بشكل خاص على مشاريع إعادة إعمار المنشآت التي تضررت من القصف الروسي.
وفي أكتوبر الماضي، اتُهم تيموشينكو، البالغ من العمر 33 عاماً، باستخدام سيارة دفع رباعي منحتها مجموعة "جنرال موتورز" لأوكرانيا لأغراض إنسانية. وبعد الكشف عن ذلك، أُعلن نقل السيارة إلى منطقة قريبة من خط المواجهة.
وتعرض تيموشينكو لانتقادات من قبل وسائل الإعلام الأوكرانية بسبب قيادته سيارات رياضية خلال الغزو، لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات وقال إن المركبات مستأجرة.
وقال مكتب الرئيس إنه قبل استقالة كيريلو تيموشينكو من منصبه، في حين لم يذكر أي سبب لخروجه.
"رحلة باهظة"
كما ارتبط اسم نائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو، الذي غادر منصبه، بأنه سافر مؤخراً إلى إسبانيا لقضاء عطلة لمدة 10 أيام مع عائلته في مدينة "ماربيلا"، في حين يحظر على الرجال الأوكرانيين في سن القتال السفر إلى الخارج إلا لأغراض مهنية.
وبحسب صحيفة "أوكراينسكا برافدا" الأوكرانية النافذة، ذهب سيمونينكو إلى إسبانيا على متن سيارة مملوكة لرجل أعمال أوكراني يرافقه الحارس الشخصي لهذا الأخير.
ولم يعلق سيمونينكو علناً على هذه المزاعم، لكن الرئيس الأوكراني قال في خطابه الليلي، الاثنين، إن المسؤولين لن يكونوا قادرين على السفر إلى الخارج لأغراض لا علاقة لها بالعمل الحكومي.
اقرأ أيضاً: