ألمانيا تقرر إرسال دبابات "ليوبارد" إلى أوكرانيا.. وروسيا: ينقل النزاع إلى مستوى آخر

جنود على متن دبابة ليوبارد بولندية في مناورة عسكرية مشتركة مع فرنسا والولايات المتحدة والسويد. 19 مايو 2022 - AFP
جنود على متن دبابة ليوبارد بولندية في مناورة عسكرية مشتركة مع فرنسا والولايات المتحدة والسويد. 19 مايو 2022 - AFP
دبي/ برلين - الشرقوكالات

وافقت ألمانيا على إرسال ما يصل إلى 14 دبابة "ليوبارد 2" من مخزونها الخاص إلى أوكرانيا، كما سمحت بإعادة تصدير الدبابات الألمانية الصنع من الشركاء، وهو ما سيمنح كييف قوة تستطيع تسخيرها في صد الغزو الروسي، في حين اعتبرت السفارة الروسية في برلين، القرار "خطير جداً"، و "ينقل النزاع إلى مستوى آخر". 

ومن شأن هذا القرار أن ينهي جدلاً استمر لأسابيع بشأن إرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا لمساعدتها على صد الغزو الروسي لأراضيها، كما من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة أيضاً منح كييف دبابات من طراز "أبرامز".

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز في بيان اطلعت عليه "بلومبرغ"، إن الدبابات سترسل إلى أوكرانيا من مخزون الجيش الألماني، مشيراً إلى أن الدبابات الـ14 ستكون مرحلة أولية، في محاولة لبناء كتبيتين من الدبابات.

ومنحت ألمانيا الشركاء الضوء الأخضر لتصدير هذه الدبابات إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أنها ستبدأ بتدريب الجنود الأوكرانيين قريباً، كما ستقدم مواد لوجستية وذخيرة. 

وقال شولتز في البيان، إن هذا القرار يأتي في إطار دعم أوكرانيا "قدر إمكاننا"، مشيراً إلى أن بلاده تتصرف بطريقة "متفق عليها عن كثب ومنسقة دولياً".

وقد يكون شولتز يلمح في كلامه إلى الإدارة الأميركية وقرار إرسال دبابات "أبرامز" إلى أوكرانيا. إذ أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة ستزامن إعلان إرسالها دبابات "أبرامز" مع الإعلان الألماني. 

وكثفت أوكرانيا مطالباتها بالدبابات الثقيلة والمتطورة خلال الفترة الأخيرة، وسط توقعات بأن القتال سيستأنف بقوة بعد انتهاء الشتاء. ولكن ألمانيا أظهرت، في السابق، معارضة لإرسال هذه الدبابات، كما تهربت من إعطاء جواب واضح بشأن إعادة تصدير الشركاء هذه الدبابات، إلى أوكرانيا. 

ويشير المحللون إلى أن المعارضة الألمانية كانت خوفاً من أن تعتبر روسيا الخطوة "استفزازاً"، وهو ما دفع شولتز إلى الإصرار على أن تكون الخطوات منسقة بين جميع أعضاء الناتو. 

من جهته، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، إن الدبابات لن تكون قابلة للتشغيل في أوكرانيا قبل 3 إلى 4 أشهر على الأرجح، مشدداً على أن بلاده لن تصبح طرفاً في الحرب و"سنحرص على ذلك". 

ترحيب غربي 

ورداً على القرار الألماني، رحبت كييف فوراً بهذا القرار، معتبرة أنه "خطوة أولى"، في حين شكر رئيس وزراء بولندا ماتيوز موراوسكي، المستشار شولتز، على قراره. 

واعتبر في تغريدة أن هذا القرار يعتبر "خطوة أولى نحو وقف روسيا".

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك،  أكد أن هذا "القرار الصحيح" الذي اتخذه الناتو والأصدقاء بإرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا، مشيراً إلى أن قرار إرسال الدبابات الألمانية بجانب نظيرتها البريطانية "تشالينجر 2" سيدعم القوة النارية الأوكرانية.

وأضاف في تغريدة: "نعمل معاً على تسريع جهودنا لضمان فوز أوكرانيا في هذه الحرب، وتأمين سلام دائم".

وأكدت إسبانيا على لسان وزيرة دفاعها مارجريتا روبل، انفتاحها على إرسال دبابات "ليوبارد" إلى أوكرانيا. 

أما رئيس وزراء هولندا مارك روته، فقال إن بلاده قد تتواصل مع ألمانيا لشراء الدبابات المستأجرة، وترسلها إلى أوكرانيا. كما أعرب عن استعداد بلاده لتزويد أوكرانيا بدبابات مقاتلة. 

من جهته، قال وزير الدفاع الفنلندا ميكو صافولا إن بلاده ليست عضواً في "الناتو"، وبالتالي "لا يمكننا المخاطرة بدفاعاتنا".

انتقاد روسي

وعلى الفور، قالت السفارة الروسية لدى برلين إن القرار الألماني "خطير جداً"، ومن شأنه أن "ينقل النزاع إلى مستوى آخر".

واعتبرت أن ألمانيا "تخلت عن مسؤوليات تاريخية تجاه روسيا"، من خلال الموافقة على إرسال الدبابات إلى أوكرانيا. 

وكان سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف تعهد، بأن بلاده ستدمر الدبابات الأميركية التي أفادت تقارير بأن واشنطن سترسلها إلى أوكرانيا في إطار دعمها لصد الغزو الروسي، مشدداً على أنها لا تندرج تحت حجة "الأسلحة الدفاعية"، في حين قال الكرملين، إن هذه الدبابات "ستُحرق مثل سواها". 

ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن السفير قوله إن تسليم واشنطن هذه الدبابات لكييف، يعتبر "استفزازاً صارخاً" ضد روسيا، محذراً من أن الجيش الروسي سيدمر هذه المعدات، "كما فعل مع المعدات العسكرية التي أرسلها حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا".

هذه التصريحات عاد وأكدها الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الذي أكد أنه "من الناحية التكنولوجية، الخطة فاشلة. إن ذلك مبالغة في تقدير الإمكانات التي ستُضاف للجيش الأوكراني. هذه الدبابات ستحترق مثل سواها. إنها باهظة الثمن فحسب".

وأضاف أنتونوف أن إرسال هذه الدبابات، لا يمكن تبريره تحت حجة "الأسلحة الدفاعية"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "تحاول عمداً إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، وتعطي الضوء الأخضر لاستخدام المساعدات الأميركية لشن هجمات على شبه جزيرة القرم" التي ضمتها روسيا في 2014. 

وشدد على أن ما يحصل في أوكرانيا هو "حرب بالوكالة ضد بلادنا، باعتراف الكثير من الخبراء والمسؤولين الأميركيين"، مشيراً إلى "الأميركيين يواصلون رفع مستوى المساعدات التي يقدمونها لحكومتهم العميلة".

دبابات أميركية

وكانت تقارير أفادت بأن الولايات المتحدة ستزامن إعلان منح أوكرانيا دبابات "أبرامز" مع إعلان ألمانيا موافقتها على تصدير بولندا لدبابات "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا. 

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين بأن إدارة الرئيس جو بايدن تتجه إلى الموافقة على إرسال دبابات "M1 أبرامز" إلى أوكرانيا، فيما بدأ التردد الدولي في إرسال دبابات إلى أرض المعركة في التلاشي.

ورغم توقع الوكالة أن يتم هذا الإعلان، الأربعاء، إلا أن إرسال الدبابات فعلياً "قد يستغرق شهوراً أو سنوات".

وذكرت الصحيفة أن الإعلان سيأتي كجزء من تفاهم دبلوماسي أوسع مع ألمانيا، وافقت برلين بموجبه على إرسال عدد صغير من دباباتها "ليوبارد 2" لأوكرانيا، وكذلك الموافقة على السماح لبولندا وعدد من الدول الأخرى بحلف "الناتو" بتصدير الدبابات الألمانية الصنع إلى كييف.

وقال مسؤولون أميركيون إن تفاصيل الإعلان لا يزال يجري العمل عليها، فيما ذكر مسؤول أن شراء الدبابات سيتم تحت مظلة الحزمة المقبلة من مبادرة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، والتي ستضم تمويلاً أطول لأسلحة ومعدات يتم شراؤها من مصنعين تجاريين.

ومن غير المعروف عدد الدبابات الأميركية التي سيتم الموافقة على إرسالها إلى أوكرانيا، لكن مسؤولاً أميركياً قال لمجلة "بوليتيكو" إن إدارة بايدن تبحث إرسال نحو 30 دبابة "أبرامز".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات