أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الاثنين، أن بلاده ستقيم مسار انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" بشكل منفصل في ظل مواقف البلدين.
وأوضح أوغلو في مؤتمر صحافي بأنقرة مع نظيره البرتغالي جواو جوميز كرافينيو، أن لدى تركيا "مشكلات أقل مع فنلندا مقارنة بالسويد في ما يتعلق بطلب انضمامهما الحلف"، مؤكداً أن بلاده "ليست ضد توسع الحلف".
وأضاف: "سيكون من العدل بالنسبة إلينا أن نقيم ملف البلدين للعضوية بشكل منفصل، فمشكلاتنا مع فنلندا أقل مقارنة بالسويد" التي أشار إلى أنها "لم تتخذ الإجراءات الكافية".
وتطرق أوغلو إلى المذكرة الثلاثية الموقعة في العاصمة الإسبانية مدريد بين تركيا والسويد وفنلندا في يونيو الماضي. وقال: "أدلت فنلندا بتصريحات إيجابية ويمكننا القول إن هناك تطورات إيجابية في ما يتعلق بالعقوبات المفروضة على تركيا، ودعنا نقول القيود المفروضة على تصدير منتجات الصناعات الدفاعية، أو بالأحرى تصاريح التصدير، في حين لم تحدث استفزازات كما في السويد".
المخاوف الأمنية
وأشار أوغلو إلى أن "ليس لتركيا مشكلات بشكل قاطع مع فنلندا والسويد"، مشدداً على أن بلاده "تتفهم مخاوف البلدين الأمنية وهي مخاوف مشروعة".
لكنه ذكر أن "هناك تهديدان لدى الحلف، الأول روسيا، ونحن نتفهم أنهم قلقون بشأن ذلك، والآخر وهو الإرهاب"، داعياً إلى "وجوب تلبية مطالب تركيا بخصوص مخاوفها وليس تفهمها فحسب". وقال: "لهذا وقعنا المذكرة الثلاثية".
وأكد الوزير التركي إجراء تقييم لملف فنلندا مع وزير الخارجية بيكا هافيستو، خلال اتصال هاتفي عقب تلميحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، بأن بلاده قد توافق على انضمام هلسنكي إلى حلف شمال الأطلسي، دون أن تقدم مبادرة مماثلة تجاه ستوكهولم.
بدوره، أعرب هافيستو في مؤتمر صحافي عن أمل بلاده "الكبير الذي كان ولا يزال الانضمام مع السويد" إلى حلف شمال الأطلسي، مؤكداً أن الموقف الفنلندي "لم يتغيّر".
ورأى هافيستو أن التصريحات التركية "تُظهر أن هناك نية من جانب أنقرة للمضي قدماً بسرعة في آلية (الانضمام إلى) الحلف إذا لزم الأمر" بشأن ترشيح فنلندا.
وأوضح أنه تواصل مع نظيريه السويدي والتركي وأعرب عن أمله في ألا تكون مصادقة أنقرة "مقسومة نصفين"، وأضاف "لقد عبّرنا عن موقفنا (المؤيد) للمصادقة على (ترشيحَي) فنلندا والسويد مع بعضهما".
وكان أردوغان قال خلال لقاء متلفز رداً على سؤال بشأن ترشح البلدين المذكورين في شمال أوروبا للانضمام إلى الحلف: "عند الضرورة، قد نوجه رسالة مختلفة في ما يتصل بفنلندا، والسويد ستصدم حين نوجه رسالة مختلفة في شأن فنلندا".
وبذلك، تلمّح أنقرة للمرة الأولى إلى استعدادها للنظر في ترشح فنلندا بشكل منفصل عن ترشح السويد، بحسب وكالة "فرانس برس".
وعرقلت تركيا، الثلاثاء الماضي، انضمام البلدين إلى الحلف عبر تأجيلها حتى إشعار آخر لقاء ثلاثياً كان مقرراً بداية فبراير، يهدف لتبديد اعتراض أنقرة على انضمامهما.
ونبّه الرئيس التركي إلى أن السويد التي تتهمها تركيا بإيواء "إرهابيين" أكراد، لا يمكنها بعد اليوم التعويل على "دعم" أنقرة، بعدما أحرق ناشط يميني مصحفاً قرب سفارتها في ستوكهولم.
ومن دون أن يشير إلى هذه الواقعة، كرر أدوغان مآخذه على السويد في ما يتعلق بطلبات تركيا تسليمها أفراداً تتهمهم بالإرهاب.
وتابع: "قلنا لهم إذا أردتم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، عليكم أن تسلمونا هؤلاء الإرهابيين. سلمناهم قائمة بـ120 شخصاً لكنهم يسخرون منا عبر القول إنهم غيروا دستورهم".
تلميحات بفصل الملف
وكان وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو قال، الثلاثاء، للتلفزيون العام في بلاده إن انضمام بلاده المشترك مع السويد يبقى "الخيار الأول"، لكنه عاد وقال: "علينا بالتأكيد تقييم الوضع، ودراسة ما إذا كان أمر ما حدث سيمنع على المدى البعيد السويد من المضي قدماً"، معتبراً أن "الوقت ما زال مبكراً لاتخاذ موقف".
ورفضت هلسنكي حتى الآن التكهن بشأن انضمامها بمفردها بمعزل من السويد، مؤكدة إيجابيات انضمامها المشترك مع جارتها القريبة.
وأعرب الوزير الفنلندي، الأربعاء، عن أمله في إنجاز عملية المصادقة على انضمام البلدين قبل قمة حلف شمال الاطلسي المقررة بفيلنيوس في يوليو، رغم الخلاف مع تركيا.
وتعرقل تركيا منذ مايو الماضي، انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، متهمة البلدين بإيواء ناشطين ومتعاطفين مع الأكراد تصفهم بأنهم "إرهابيون"، خصوصاً أولئك المنتمين إلى "حزب العمال الكردستاني".
وعلى غرار أعضاء الحلف الـ30، على أنقرة أن تصادق على دخول أي عضو جديد، ما يعني تالياً أن لها حق النقض (فيتو)، في حين لا يزال انضمام ستوكهولم وهلسنكي يتطلب مصادقة تركيا والمجر. وتؤكد الأخيرة أنها لا تعتزم عرقلة الطلبين الفنلندي والسويدي.