رئيس وزراء العراق يؤكّد حصول "تحويلات احتيالية" للدولار إلى الخارج

شخص يعد النقود بالدولار الأميركي في متجر صرافة في مانيلا- الفلبين- 21 أكتوبر 2022. - REUTERS
شخص يعد النقود بالدولار الأميركي في متجر صرافة في مانيلا- الفلبين- 21 أكتوبر 2022. - REUTERS
بغداد-أ ف ب

أكّد رئيس وزراء العراق محمد شيّاع السوداني، مساء الثلاثاء، حصول تحويلات "احتيالية للدولار" إلى الخارج، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر كشفه البدء بتطبيق تنظيمات تراقب التحويلات المالية في خطوة ترافقت مع تراجع قيمة الدينار مقابل الدولار.

وخلال مقابلة أجرتها معه قناة "الإخبارية" الرسمية تطرّق السوداني إلى هذه الآلية، معتبراً إياها أداة لتحقيق "إصلاح مصرفي حقيقي للنظام الاقتصادي، للحفاظ على المال العام ومنعه من التهريب وغسيل الأموال".

ويعزو محللون ومسؤولون هذا التراجع في قيمة العملة الوطنية إلى امتثال النظام المصرفي العراقي للوائح الدولية المتعلقة بتحويل الأموال، إذ بات لزاماً على المصارف إجراء التحويلات عبر منصّة "سويفت" الإلكترونية التي تتيح، للبنك المركزي الأميركي خصوصاً، مراقبة هذه التحويلات.

300 مليون دولار يومياً

وقال السوداني: "في السابق، كنّا نبيع 300 مليون دولار، 200 مليون دولار، 250 مليون دولار، باليوم الواحد. الآن، البنك المركزي يبيع يومياً 30 أو 40 أو 50 مليون دولار، وما الذي تغيّر، ما الذي فُقد في السوق، لا شيء".

وتابع: "إذاً، أين كانت تذهب الأموال التي تخرج؟ وكلّها بفواتير مزوّرة. هناك سلع يُدخلونها بأسعار غير منطقية، واضح أنّ الهدف منها إخراج العملة خارج العراق، هذا الأمر يجب أن يتوقّف".

وأكّد رئيس الوزراء أنّ حكومته شكّلت "فرقاً أمنية مختصّة" لكشف المهرّبين وضبط الأموال المهرّبة. وأضاف: "نسمع أنّ هناك تهريباً لأموال تُنقل إلى إقليم كردستان، ومن الإقليم تذهب إلى دول الجوار"، من دون أن يحدّد ما إذا كان يقصد تركيا أو إيران أو سوريا الغارقة في الحرب.

تضخيم الأسعار

وأوضح رئيس الوزراء العراقي أنّ تهريب العملة إلى الخارج كان يتمّ عبر تحويلات تتمّ على أساس فواتير مزوّرة لواردات يتمّ تضخيم أسعارها.

وقال إنّ "الأموال كانت تخرج ويتمّ تهريبها، وهذا واقع، وإلا فما الذي كنّا نستورده مقابل 300 مليون دولار يومياً؟"، مضيفاً: "حتماً هذه الأموال كانت تخرج من العراق وهذه كانت مشكلة مزمنة منذ سنوات".

واستدلّ السوداني على وجود التهريب بالقول إنّه قبل تطبيق نظام "سويفت" كان البنك المركزي العراقي يبيع للتجّار كمّيات من العملة الخضراء تفوق بأضعاف ما يبيعهم إياها اليوم، ومع ذلك فليس هناك أيّ سلع مفقودة في الأسواق اليوم.

ويعاني العراق من فساد مزمن يقوّض الإدارة العامة والاقتصاد بأكمله.

وخسر الدينار العراقي في غضون الشهرين الماضيين أكثر من 10% من قيمته أمام العملة الخضراء، ما أدّى لتظاهرات متفرّقة احتجاجاً على تراجع القدرة الشرائية للمواطنين.

وبلغ سعر الدولار في السوق، الثلاثاء، 1680 ديناراً، في حين أنّ سعره الرسمي لا يزال على حاله عند 1470 ديناراً.

وقال السوداني إنّ "الوضع المالي في العراق اليوم في أفضل الحالات، لأنّ التجّار ورجال الأعمال تعوّدوا على التجارة الصحيحة والشرعية".

وأكّد رئيس الوزراء أنّ وزير الخارجية فؤاد حسين والمحافظ الجديد للبنك المركزي سيكونان ضمن الوفد الذي سيتوجه إلى واشنطن في 7 فبراير لمناقشة آلية سعر الصرف وتقلّباته.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات