تبادلت أوكرانيا وروسيا نحو 200 أسير حرب، في عملية أعلنها كل جانب على حدة، السبت، مع إعادة جثتي متطوعين بريطانيين إلى أوكرانيا.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها إنه تم إطلاق سراح 63 أسير حرب روسياً، بينهم أشخاص من "فئة حساسة"، أمكن تبادلهم بفضل جهود وساطة من الإمارات.
وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني إنه جرى إعادة 116 أوكرانياً.
وكتب يرماك على "تيليجرام": "تمكنا من إعادة 116 من أبناء شعبنا من المدافعين عن ماريوبل، والمحاربين من خيرسون، وقناصة من باخموت (الجبهة)، وغيرهم من أبطالنا".
وأضاف يرماك أن جثتي متطوعين بريطانيين من موظفي الإغاثة، وهما آندرو باجشو وكريس باري، تمت إعادتهما إلى أوكرانيا.
وكانت أسرة باري قد قالت سابقاً إن باجشو وباري سقطا خلال محاولة إجلاء سكان في شرق أوكرانيا في يناير.
جولات التبادل
وأفرج الجانبان عن مئات الأسرى في عدة جولات من عمليات التبادل خلال الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من الانهيار الكامل للمحادثات الدبلوماسية الأوسع بين موسكو وكييف. آخر هذه العمليات كانت الشهر الماضي، بإعلان البلدين الإفراج عن 100 أسير عسكري.
وفي نهاية ديسمبر الماضي، أعلن الإفراج عن أكثر من 200 جندي، إذ قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا أطلقت سراح 82 جندياً روسياً، في حين أعلن أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أن موسكو سلّمت بلاده 140 جندياً أوكرانياً.
إلى ذلك، يتواصل التصعيد بين الجانبين الروسي والأوكراني على خلفية زيادة إمدادات السلاح لكييف، إذ قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف إن إمداد أوكرانيا بأسلحة أميركية أكثر تطوراً، سيؤدي فقط إلى توجيه موسكو مزيداً من الضربات الانتقامية، في إطار العقيدة النووية الروسية.
ونقلت عنه الصحافية نادانا فريدريكسون قوله في مقابلة أجرتها معه: "كل (أجزاء) أوكرانيا التي ما زالت تحت حكم كييف ستحترق".
وسألت فريدريكسون ميدفيديف، وهو نائب رئيس مجلس الأمن، وأصبح أحد أكثر الشخصيات تأييداً للحرب في روسيا منذ غزوها لأوكرانيا، عما إذا كان استخدام الأسلحة طويلة المدى قد يجبر موسكو على التفاوض مع كييف. فأجاب ميدفيديف، في تعليقات نشرتها على قناتها على "تيليجرام": "ستكون النتيجة عكس ذلك تماماً".
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، الجمعة، أن حزمة مساعدات عسكرية قيمتها 2.175 مليار دولار تشمل صاروخاً جديداً من شأنه أن يزيد مدى الضربات الأوكرانية إلى الضعف.
ورداً على سؤال عما سيحدث إذا كانت الأسلحة التي تعهدت واشنطن بإرسالها إلى أوكرانيا ستضرب شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا في 2014، أو ستصل إلى عمق روسيا، قال ميدفيديف إن بوتين تناول الأمر بوضوح.
وأوضح: "نحن لا نضع لأنفسنا أي حدود، ونحن مستعدون، اعتماداً على طبيعة التهديدات، لاستخدام جميع أنواع الأسلحة، وذلك وفقاً لوثائق عقيدتنا، بما يشمل أساسيات الردع النووي".
وأضاف "يمكنني أن أؤكد لكم أن الرد سيكون سريعاً وصارماً وحاسماً".
وتسمح العقيدة النووية الروسية بتوجيه ضربة نووية بعد "العدوان على روسيا الاتحادية بالأسلحة التقليدية، عندما يكون وجود الدولة ذاته مهدداً".