الرئيس البرازيلي يزور واشنطن لإنعاش العلاقات مع الولايات المتحدة

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في العاصمة برازيليا. 6 فبراير 2023 - AFP
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في العاصمة برازيليا. 6 فبراير 2023 - AFP
ريو دي جانيرو-أ ف ب

بعد أقلّ من شهر على تنصيبه رئيساً للبرازيل، يسافر الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الولايات المتحدة، الخميس، للقاء نظيره الأميركي جو بايدن، في محاولة لترميم العلاقات المتوترة بين البلدين منذ عهد الرئيس اليميني السابق جايير بولسونارو.

ويستقبل الرئيس الديمقراطي جو بايدن نظيره البرازيلي في البيت الأبيض بعد ظهر الجمعة.

وقال المسؤول في قسم أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي بوزارة الخارجية البرازيلية ميشال أرسلنيان نيتو، الثلاثاء، للصحافيين: "ما يجب تذكره من هذه الزيارة هو طابعها السياسي، ورمزية أنها تأتي في بداية ولاية الرئيس لولا".

وأضاف: "إنها فرصة للمسؤولَين (لولا وبايدن)... لإعطاء زخم وتوجيه (جديد) للعلاقة"، متحدثاً عن "أجندة تبادل زيارات" متوقعة.

من جانبه لفت البيت الأبيض إلى أن رئيسي البلدين سيبحثان "الدعم الأميركي الثابت للديمقراطية في البرازيل والتحديات المشتركة، مثل التغير المناخي، والأمن الغذائي، والتنمية الاقتصادية، وتعزيز السلام والأمن، وحركات الهجرة الإقليمية".

تأكيد على الشراكة

ويريد لولا "إعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وتنشيط التعاون في المجالات الرئيسية، وتعزيز التحالف بشأن القضايا الحساسة في الوقت الراهن للرئيسين، وهي البيئة والدفاع عن الديمقراطية"، حسبما قالت الخبيرة في الشؤون الأميركية بمؤسسة "أرماندو ألفاريس بنتيدو" في ساو باولو فرناندا مانيوتا.

وبعد أسبوع فقط من تنصيب لولا، اقتحم أكثر من 4 آلاف من أنصار بولسونارو مقرات مُهمة في العاصمة برازيليا، ما أحدث هزة للديمقراطية.

وأعادت أحداث 8 يناير 2023 في البرازيل إلى الأذهان ما جرى يوم 6 يناير 2021 في الولايات المتحدة، عندما اقتحم مناصرون للرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب مبنى الكابيتول رفضاً لهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها بايدن.

وقال الخبير السياسي في مؤسسة "جيتوليو فارجاس" جييرمي كاسارويس إن "إحدى نقاط التقارب الرئيسية بين إدارتَي بايدن ولولا.. هي محاربة تطرف اليمين الذي تُمثله البولسونارية في البرازيل والترمبية في الولايات المتحدة، وهما حركتان شقيقتان".

البيئة كأولوية قصوى

الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو المقيم حالياً في ولاية فلوريدا الأميركية، وهو ما يُتوقع ألا يتطرق إليه لولا دا سيلفا خلال الزيارة، وفق برازيليا، كان من آخر المسؤولين الذين هنأوا الرئيس الأميركي بايدن عند فوزه في الانتخابات. وكانت العلاقات بينهما فاترة.

وقبل ذلك، حين كان ترمب رئيساً، تُرجم إعجاب بولسونارو به بتحالف تام بين برازيليا وواشنطن، وبتقليد أسلوبه في الحكم.

ولفت كاسارويس إلى أن أحد الملفات الكبيرة الأخرى المشتركة هو الملف البيئي، ولا سيما على صعيد صون غابات الأمازون والتأثير على التغير المناخي.

وأوضح: "إنها أولوية مطلقة بالنسبة للولا، وبوجود فريق كفء على المستوى التقني، كل شيء يُشير إلى أنه سينجح في مطابقة الأجندة البرازيلية مع التوقعات الأميركية".

واعتبر السفير البرازيلي السابق لدى الولايات المتحدة روبنز باربوسا أنه "لا يوجد أي بديل.. سيتعين على لولا أن ينجح في معركته ضد الأنشطة غير القانونية في منطقة الأمازون، مثل إزالة الغابات واستخراج الذهب".

مراعاة الصين

الخبيرة في الشؤون الأميركية فرناندا مانيوتا اعتبرت أنه خلال زيارة لولا "ستكون هناك مساحة كبيرة للحوار" بشأن زيادة التبادلات التجارية والاستثمارات الثنائية.

وعلى صعيد الدفاع، يُفترض أن تُناقش عمليات نقل التكنولوجيا واتفاقيات التعاون العلمي.

لكن لا يزال هناك تباين في المواقف، فلولا يريد تطبيع العلاقات مع فنزويلا.

وبشأن الحرب في أوكرانيا مثلاً، نددت البرازيل بالغزو الروسي أمام الأمم المتحدة، لكنها لم تفرض عقوبات اقتصادية على موسكو ولم ترسل ذخيرة إلى كييف.

وعلى عكس الولايات المتحدة، لا تعتبر برازيليا أن الصين تُشكل تهديداً ولا روسيا. وهذه الدول الثلاث أعضاء في مجموعة "بريكس" التي تضم أيضاً جنوب إفريقيا والهند.

وعلى البرازيل مراعاة الصين، إذ أنها شريكها التجاري الأول (152.6 مليار دولار في عام 2022) متقدمة بفارق كبير على الولايات المتحدة (88.8 مليار دولار).

وذكّر باربوسا بأن القوة الاقتصادية الأولى في أميركا اللاتينية "تعتمد كثيراً على آسيا خاصة على الصين من أجل التجارة والاستثمارات".

واعتبر الخبير السياسي كاسارويس أن على لولا، أثناء إعادة العلاقات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة، أن يعود إلى عهد السياسة "المتوازنة" للبرازيل التي "تتمتع بعلاقات بناءة مع جميع الدول، من دون أن تنحاز إلى أي قوة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات