في رابع عملية خلال أسبوع.. واشنطن تسقط "جسماً طائراً " على حدود كندا

بالون صيني أسقطته الولايات المتحدة قبالة الساحل في ولاية ساوث كارولينا- 4 فبراير 2023 - REUTERS
بالون صيني أسقطته الولايات المتحدة قبالة الساحل في ولاية ساوث كارولينا- 4 فبراير 2023 - REUTERS
واشنطن-رويترزأ ف ب

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الأحد، أن الجسم المجهول الذي أسقطته طائرة مقاتلة أميركية من طراز "F-16" فوق بحيرة هورون حلق على ما يبدو بالقرب من مواقع عسكرية حساسة، ولم يشكل خطراً على الطيران المدني فحسب، بل كان أيضا أداة محتملة للتجسس.

وإسقاط الجسم الجديد الذي تم بأمر من الرئيس جو بايدن، هو رابع عملية من هذا النوع في الولايات المتحدة، خلال أسبوع، بدأ بإسقاط المنطاد الصيني.

وقالت الوزارة في بيان: "بناء على مساره الجوي والبيانات يمكننا أن نربط هذا الجسم بشكل منطقي بإشارة الرادار التي تم التقاطها فوق مونتانا والتي أوضحت أنه حلّق بالقرب من مواقع عسكرية حساسة".

وأضافت: "لم نقيّمه على أنه يمثل خطراً عسكرياً... لأي شيء على الأرض لكننا رأينا أنه يمثل خطراً على سلامة الطيران وتهديداً بسبب قدراته المحتملة للتجسس. سيعمل فريقنا الآن على انتشال الجسم في محاولة لكشف المزيد بشأنه". 

وفي وقت سابق أكد عضوان في الكونجرس أن الجيش الأميركي أسقط جسماً طائراً آخر، فوق بحيرة هورون على الحدود مع كندا.

وكتبت النائبة عن ولاية ميشيجن التي تقع جنوب البحيرة، إليسا سلوتكين، على "تويتر": "أسقط طيارون من القوات الجوية والحرس الوطني الجسم". مشيرة إلى أنها تلقت مكالمة من وزارة الدفاع (البنتاجون) بشأن هذا الجسم الجديد.

وأضافت: "سنعرف المزيد عن الأمر في الأيام المقبلة، لكن في الوقت الحالي تأكدوا من أن جميع الجهات راقبته عن كثب منذ اللحظة التي اجتاز فيها مياهنا".

وقال النائب عن الولاية نفسها جاك بيرجمان إن الجيش الأميركي "عطّل" جسماً فوق البحيرة.

"وصف الجسم الجديد"

ووصف مسؤول أميركي الجسم الجديد بأن هيكله ثماني الأضلاع وتتدلى منه أوتار، مشيراً إلى أنه "لم يكن يمثل تهديداً عسكرياً على أي شيء على الأرض"، لكنه كان من المحتمل أن يشكل خطراً على الطيران المدني حيث حلّق على ارتفاع 6 آلاف متر فوق ميشيجن. 

وأضاف المسؤول: "ليس لدينا ما يشير إلى أن لديه قدرات مراقبة ولكن لا يمكننا استبعاد ذلك".

ورفض مسؤولان أميركيان، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، لـ"رويترز" الإفصاح عما إن كان يشبه المنطاد الصيني الأبيض الكبير الذي أُسقط هذا الشهر.

وقال تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي في مقابلة مع محطة (إيه.بي.سي) التلفزيونية، الأحد، إن مسؤولي الأمن القومي يعتقدون أن الجسمين الطائرين اللذين أُسقط أولهما فوق البحر المتجمد بالقرب من ديدهورس بولاية ألاسكا، الجمعة، ودُمر الثاني فوق يوكون، السبت، كانا منطادين.

وأضاف: "يعتقدون أنهما (منطادان) كذلك، أجل، ولكن أصغر كثيراً من الأول".

لكن البيت الأبيض، قال إن الجسمين المُسقطين حديثاً "لم يشبها من قريب" المنطاد الصيني، مكرراً وصف شومر للجسمين بأنهما "أصغر كثيراً".

وأضاف متحدث باسم البيت الأبيض: "لن نحددهما بشكل نهائي حتى نتمكن من استعادة الحطام، وهو ما نعمل عليه الآن".

وقال شومر إنه واثق من أن المحققين الأميركيين الذين يمشطون المحيط قبالة سواحل ولاية ساوث كارولاينا لاستعادة الحطام والأجهزة الإلكترونية من المنطاد الأصلي سيخلصون إلى سبب استخدام المنطاد.

البحث عن حطام

وفي كندا، قال رئيس الوزراء جاستن ترودو، إن محققين كنديين يتعقبون حطام الجسم الطائر الغامض الذي أسقطته مقاتلات أميركية فوق أراضي يوكون.

وقال ترودو للصحافيين: "تعمل فرق البحث على الأرض، وتتطلع إلى العثور على الجسم وتحليله".

ولم يشر إلى ماهية الجسم لكنه قال إنه "مثل تهديداً منطقياً لأمن الرحلات الجوية المدنية".

وأضاف: "أمن مواطنينا هي أولويتنا القصوى وذلك سبب اتخاذي قرار إسقاط ذلك الجسم الغامض".

يأتي ذلك في وقت تعمل الولايات المتحدة وكندا على استرداد حطام 3 أجسام غامضة أُسقطت فوق أراضيها، وفي ظلّ توتر متزايد أدى إلى عمليات إغلاق قصيرة للمجال الجوي في الأيام الأخيرة.

ويواجه المحققون الكنديون الذين يُحاولون جمع أجزاء ما أٌسقط فوق يوكون تحديات كثيرة، فالمنطقة يندر فيها السكان في أقصى شمال غرب كندا المتاخم لولاية ألاسكا. وربما يكون البرد قارساً في الشتاء، لكن درجات الحرارة معتدلة على نحو غير معتاد في هذا الوقت من العام وهو ما من شأنه تسهيل جهود استعادة الحطام.

إغلاق المجال الجوي

وسط حالة التأهب القصوى، أعلنت السلطات الأميركية في وقت سابق الأحد، إغلاق المجال الجوي فوق البحيرة قرب الحدود مع كندا، قبل أن تعيد فتحه.

كما أغلق المجال الجوي في ولاية مونتانا الأميركية السبت، موقتاً، لكن الطائرة المقاتلة التي أُرسلت للتحقيق لم تحدد وجود "جسم" طائر، وفق ما أفاد الجيش.

وتعتقد الولايات المتحدة أن أول جسم تم اكتشافه رسمياً كان منطادا يشغّله الجيش الصيني، وتؤكد أنه جزء من أسطول أرسلته بكين فوق أكثر من 40 دولة في القارات الخمس لأغراض التجسس.

وتسبب المنطاد الذي بلغ طوله 60 متراً، والذي اتهمت واشنطن بكين باستخدامه للتجسس على الولايات المتحدة، في حادث أدى إلى إلغاء وزير الخارجية أنتوني بلينكن رحلة إلى الصين قبل ساعات فقط من الوقت الذي كان مقرراً لإقلاعه.

وتنفي الصين أن المنطاد كان يُستخدم للمراقبة، وإنما "مركبة بحوث مدنية" مخصص لأغراض الرصد الجوي انحرف عن مساره، ونددت بإسقاط الولايات المتحدة للمنطاد قبالة سواحل ولاية ساوث كارولاينا، السبت الماضي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات