رئيس إيران يصل الصين.. الاقتصاد و"أحادية" واشنطن على الطاولة

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عند مغادرته طهران ليبدأ زيارة للصين تستغرق 3 أيام. 13 فبراير 2023 - AFP
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عند مغادرته طهران ليبدأ زيارة للصين تستغرق 3 أيام. 13 فبراير 2023 - AFP
دبي-الشرق

وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، إلى الصين في زيارة رسمية تستمر حتى الخميس، يرتقب أن تشهد التوقيع على عشرات الاتفاقات لتعزيز التعاون، وسط توتر في علاقات البلدين مع الولايات المتحدة.

ومن المقرر أن يلتقي رئيسي مع نظيره الصيني شي جين بينج في وقت لاحق الثلاثاء، يلي ذلك مباحثات بين وفدي البلدين وتوقيع "وثائق تعاون" بحضور الرئيسين، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية.

وعند مغادرته مطار مهراباد الدولي بطهران، قال إبراهيم رئيسي، مساء الاثنين، إنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على 20 مذكرة تفاهم حول التعاون الثنائي بين إيران والصين

وأضاف، أنه سيتم خلال الزيارة بداية متابعة تنفيذ وثيقة التعاون الاستراتيجي الشاملة على مدى 25 عاماً بين البلدين.

وبحسب  المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين، سيعقد شي ورئيسي محادثات لوضع خطط مشتركة من أجل قيادة التنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية.

وأضاف المتحدث، في مؤتمر صحافي، الاثنين، أن رئيسي البلدين سيتبادلان كذلك وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال الزيارة.

تعاون طويل الأمد

ووقّعت الصين وإيران اتفاقية "التعاون الاستراتيجي" في مارس 2021، بعد نقاش لأعوام، ولم ينشر الطرفان وقتها الخطوط العريضة للاتفاقية، إلا أن الخارجية الإيرانية عدّتها بمثابة "خارطة طريق متكاملة" تشمل مجالات مختلفة منها "السياسية والاستراتيجية والاقتصادية لـ25 عاماً من التعاون بين إيران والصين".

وأكد الرئيس الإيراني، في حديث للصحافيين مساء الاثنين قبيل توجهه إلى بكين، أن أحد أهداف وخطط زيارته هو متابعة تنفيذ الوثيقة الاستراتيجية بين البلدين.

وقال رئيسي: "لدينا علاقات واسعة مع الصين، لكن قدرات البلدين لم تستغل بالقدر المنشود من أجل تحسين مستوى العلاقات، خاصة في المجال الاقتصادي والتجاري".

وأضاف: "للأسف، يجب أن أقول إننا متاخرون بشكل كبير في هذا الصدد. فدول مثل الصين وإيران في آسيا لديها الكثير من الطاقات والمصالح المشتركة على المستويين الإقليمي والعالمي ويمكن أن تكون لديهما علاقات اكبر".

وذكر أن معظم العلاقات الاقتصادية والتجارية هي في مجال الطاقة وصرح بأن الوزراء الذين يرافقونه في هذه الزيارة قد خططوا من قبل لمذكرات التفاهم، حيث سيتم توقيع عشرين مذكرة تفاهم من قبل كبار المسؤولين في البلدين.

في المقابل، أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية أن بكين تشارك طهران الطموح ذاته فيما يخص تطوير الشراكة الاستراتيجية، إذ قال وانج ون بين، الاثنين، إن "الصين تتطلع إلى العمل مع الجانب الإيراني من أجل اغتنام هذه الزيارة كفرصة لتعزيز تنمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين بشكل أكبر".

توتر مع واشنطن

وترتبط الصين وإيران بعلاقات جيدة، وتعدّان - مع روسيا - من أبرز الأطراف ذات العلاقات المتشنجة مع الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة. وفي الوقت ذاته، تعمل إيران بشكل متزايد على بناء علاقات أوثق مع روسيا، التي تعتبرها الصين شريكاً استراتيجياً. 

والتقى رئيسي وشي للمرة الأولى في سبتمبر على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، حيث دعا الرئيس الإيراني إلى تعزيز التعاون بين البلدين.

وأكد رئيسي عند مغادرته طهران باتجاه بكين أن التعامل مع "الأحادية"- في إشارة إلى الولايات المتحدة- هو ما يجمع الصين وإيران.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن رئيسي القول: "لدينا مواقف مشتركة مع الصين في التعامل مع الأحادية والاستقلال السياسي، وهو ما جمعنا معاً حتى نتمكن من إقامة تعاون جيد في مختلف المجالات".

من جانبه، قال وزير الخارجية  الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن إبراهيم رئيسي يحمل في جدول زيارته للصين، "مبدأ التعددية والسياسة الخارجية المتوازنة".

وأضاف عبر تويتر أن "طهران وبكين عازمتان على تنفيذ كامل بنود خطة العمل المشترك الستراتيجي الشاملة؛ سنكون أينما تكون مصالح الشعب الإيراني".

وكان رئيسي دعا إلى تعزيز التعاون مع الدول "المستقلة"، لا سيما الصين، في سبيل مواجهة "الأحادية" العالمية وذلك في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، خلال استقباله في طهران وزير الدفاع الصيني آنذاك وي فنج هي في أبريل 2022.

"شريان حياة"

ووفق الأرقام الرسمية الإيرانية، انخفض مستوى التبادل التجاري بين الصين وإيران اعتباراً من عام 2018 مع انسحاب الولايات المتحدة الأحادي الجانب من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وإعادة فرضها عقوبات على طهران.

إلا أن هذا التبادل عاود الارتفاع في عام 2021، مع زيادة قدرها 58% للصادرات الإيرانية نحو الصين بين مارس 2021 ومارس 2022، وفق وسائل إعلام إيرانية.

وتعد الصين شريكاً تجارياً أساسياً لإيران لأنها لا تزال أكبر مشتر لصادرات النفط الإيرانية التي تخضع لعقوبات قاسية من قبل الولايات المتحدة. 

وتداولت إيران والصين سلعاً أساسية بقيمة 15.795 مليار دولار في عام 2022، بزيادة 7% عن عام 2021. ويشكل هذا نمواً في صادرات الصين إلى إيران بنسبة 14% في عام 2022 مقارنة بعام 2021 لتصل إلى 9.44 مليار دولار.

وبالنسبة لصادرات إيران غير النفطية إلى الصين فسجلت انخفاضاً بنسبة 2% في عام 2022 مقارنة بعام 2021، بحسب موقع "سيلك رود بريفينج".

ويُنظر إلى الصين في الوقت الراهن إلى حد كبير على أنها شريان حياة رئيسي لإيران، بشكل أساسي من خلال مشتريات النفط الإيراني التي وصلت إلى 47 مليار دولار أميركي منذ تولي الرئيس الأميركي بايدن منصبه في عام 2021.

والصين هي أكبر مشتر للنفط لإيران، بحسب "سيلك رود بريفينج"، الذي أشار إلى أنه للالتفاف على العقوبات تتم إعادة تصنيف معظم صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصين على أنها خام من دول أخرى.

وفي عام 2021، شكلت نسبة الصين 28% فقط من إجمالي صادرات النفط الإيرانية.

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات