أعلنت مجموعة "فاجنر" الروسية، الجمعة، السيطرة على بلدة باراسكوفييفكا الأوكرانية الواقعة شمال باخموت، التي تشهد أطول معركة في منطقة دونباس منذ عام.
وقال قائد مجموعة "فاجنر" الروسية يفجيني بريجوجين وفق ما نقل مكتبه الإعلامي "رغم الحؤول دون وصول الذخيرة، ورغم الخسائر الفادحة والمعارك الدامية، سيطر رجالنا على بلدة باراسكوفييفكا بشكل كامل".
ولم تتمكّن وكالة فرانس برس من التحقق من صحة هذه التصريحات من مصدر مستقل.
ومنذ أكثر من ستة أشهر، تحاول مجموعة فاجنر والجيش الروسي السيطرة على باخموت وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية محدودة لكنها اكتسبت أهمية رمزية كبيرة بسبب طول مدة المعارك حولها.
ونجحت القوات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في تطويق باخموت وتمكنت من قطع العديد من الطرق المؤدية إلى المدينة الحيوية لتزويد القوات الأوكرانية الإمدادات.
وتقع باراسكوفييفكا عند المدخل الشمالي لباخموت، على الطريق الرئيسية التي تربط المدينة بسيفرسك.
"انتقاد علني لروسيا"
ويبدو أن إشارة بريجوجين الجمعة إلى عدم وصول الذخيرة هي انتقاد علني لوزارة الدفاع الروسية التي يتهمها بممارسة "بيروقراطية عسكرية رهيبة" كاشفاً علنا خلافاته مع المسؤولين العسكريين الروس.
والاثنين، أعلنت مجموعة فاغنر أنها سيطرت على بلدة كراسنا هورا الصغيرة الواقعة قرب باراسكوفييفكا.
ومدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل الحرب، دمرت إلى حد كبير خلال القتال الذي خلف أيضاً خسائر بشرية فادحة لدى الجانبين، بحسب "فرانس برس".
ورغم أن أهميتها الاستراتيجية موضع تباين، باتت المدينة رمزاً للصراع بين موسكو وكييف للسيطرة على هذه المنطقة الصناعية في شرق البلاد.
وستمنح السيطرة على باخموت روسيا نقطة انطلاق للزحف نحو مدينتين أكبر هما كراماتورسك وسلوفيانسك اللتين تقعان أبعد باتجاه الغرب في دونيتسك، مما سيعيد إليها الزخم قبل الذكرى الأولى للغزو في 24 فبراير.
وتعتبر أوكرانيا أن السيطرة على باخموت سيكون بمثابة انتصار مكلف نظراً للمدى الزمني الذي استغرقه وما يقولون إنها خسائر بشرية فادحة ناجمة عن موجات من الهجمات الروسية، وفقاً لـ"رويترز".
بحسب السلطات، فقد دُمّر أكثر من نصف مباني باخموت. كما أنّ الجسر الذي يمرّ فوق النهر الصغير الذي يعبر المدينة لم يعد أكثر من مجموعة متشابكة من الألواح الخشبية والإطارات والمنصّات النقّالة.
وتتصدر مجموعة "فاجنر" الخاصة للمرتزقة منذ أشهر الهجوم على باخموت متكبدة خسائر فادحة وجندت العديد من عناصرها في السجون الروسية لإرسالهم إلى القتال في أوكرانيا.
وتوقع قائد مجموعة "فاجنر" السيطرة على باخموت في "مارس أو أبريل".
وقال بريجوجين في مقطع فيديو نشر ليل، الأربعاء الخميس، على تليجرام "أعتقد أن (ذلك سيتم) في مارس أو أبريل. من أجل السيطرة على باخموت، يجب قطع كل طرق الإمدادات".
وفي فيديو آخر نشر على موقع جهازه الإعلامي على تليجرام، أعرب بريجوجين عن اعتقاده "أننا كنا سيطرنا على باخموت لولا تلك البيروقراطية العسكرية الرهيبة، ولو لم يكونوا يضعون عقبات على طريقنا كل يوم".
يأتي ذلك بعد ساعات من حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، الحلفاء على الإسراع في إرسال الأسلحة للتصدي للغزو الروسي، محذراً القادة العالميين المجتمعين في ميونيخ من أن التردد والتأجيلات تهديد لأمن دولهم.
وقال زيلينسكي في مداخلة عبر الفيديو أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، في ألمانيا "نحتاج إلى السرعة. سرعة في إبرام اتفاقاتنا، سرعة في الإمدادات لتعزيز معركتنا، سرعة في القرارات للحد من القدرة الروسية. لا بديل عن السرعة لأن عليها تعتمد الحياة".
وأضاف "لا بديل عن انتصار أوكرانيا. لا بديل عن أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي. لا بديل عن أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي"، ورأى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يحاول كسب الوقت في عدوانه"، و"المراهنة على تعب الأطراف".
ولفت إلى أنه "من الواضح أن أوكرانيا لن تكون محطته الأخيرة. سيواصل (هجومه) في اتجاه دول أخرى في الكتلة السوفياتية السابقة".