قام الرئيس السوري بشار الأسد الإثنين، بزيارة إلى سلطنة عُمان، في أول رحلة رسمية له إلى السلطنة بعد أكثر من عقد على اندلاع الحرب في سوريا، وفقاً لما أعلنته وزارة الخارجية العُمانية.
والتقى الأسد خلال الزيارة التي اقتصرت على يوم واحد، سلطان عُمان هيثم بن طارق، وعقد الجانبان جلسة محادثات رسمية في "قصر البركة عامر" في مسقط.
وأشارت الرئاسة السورية في بيان، إلى أن الرئيس السوري قام بـ"زيارة عمل" إلى سلطنة عمان، فيما أوضحت الخارجية العُمانية أن السلطان هيثم بن طارق جدد "تعازيه ومواساته الصادقة لفخامة الرئيس الضيف وللشعب السوري الشقيق في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب بلاده وجمهورية تركيا".
وأشار البيان العماني إلى أن سلطان عمان والرئيس السوري تبادلا "وجهات النظر بشأن مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود الرامية لتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وعرضا مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومجالات التعاون المشترك".
انفتاح عقب الزلزال
وأفادت الرئاسة السورية في بيان على "فيسبوك" بأن الأسد شكر سلطان عُمان وحكومتها وشعبها على المساعدات الإغاثية التي قدموها بعد الزلزال. وأشار إلى أن "الشكر الأكبر هو لوقوف عُمان إلى جانب سوريا خلال الحرب الإرهابية عليها".
وأضاف البيان أن الأسد اعتبر أنّ "عُمان حافظت دائماً على سياساتها المتوازنة ومصداقيتها". وشدد على أنّ "المنطقة الآن بحاجة أكثر إلى دور سلطنة عُمان بما يخدم مصالح شعوبها من أجل تعزيز العلاقات بين الدول العربية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى".
وبرزت مؤشرات انفتاح عربي على سوريا خلال السنوات القليلة الماضية، بدأت مع إعادة فتح دولة الإمارات العربية المتحدة سفارتها في دمشق في عام 2018، ثم زيارة الرئيس السوري إلى الإمارات في مارس 2022، تلها زيارة لوزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى دمشق بداية العام الجاري، أتبعها بزيارة أخرى إلى العاصمة السورية في 12 فبراير الجاري لبحث تداعيات الزلزال.
وخلافاً لمواقف دول عربية أخرى، لم تقطع عُمان علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في كلمة ألقاها أمام "مؤتمر ميونيخ للأمن"، السبت، إنّ "إجماعاً يتبلور في العالم العربي على ضرورة اتباع نهج جديد تجاه سوريا يتطلب مفاوضات مع دمشق لمواجهة الأزمات الإنسانية بما في ذلك الزلزال".
وأشار بن فرحان إلى أن "هناك إجماعاً داخل العالم العربي على أن الوضع الراهن لا يصلح، وأننا بحاجة إلى إيجاد نهج آخر". لكنه أفاد بأن "ماهية هذا النهج ما زالت قيد الصياغة".
اقرأ أيضاً: