أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، تعليق مشاركة بلاده في معاهدة "نيو ستارت" النووية مع الولايات المتحدة، فما هي هذه المعاهدة؟ وما أهم بنودها؟ ومتى دخلت حيّز التنفيذ؟
وقّعت الولايات المتحدة وروسيا على معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة (نيو ستارت) في 8 أبريل 2010 في العاصمة التشيكية براج، ودخلت المعاهدة حيّز التنفيذ في 5 فبراير 2011، وفقاً لـ"جمعية الحد من التسلح".
وحلّت المعاهدة محل معاهدة "ستارت 1" لعام 1991، والتي انتهت في ديسمبر 2009، كما حلّت محل معاهدة التخفيضات الهجومية الاستراتيجية لعام 2002 (SORT)، التي تم إنهاؤها عندما دخلت "نيو ستارت" حيز التنفيذ.
أهداف معاهدة "نيو ستارت"
وبحسب الجمعية، فإن معاهدة "نيو ستارت" عملية مشتركة تهدف إلى خفض الترسانات النووية الاستراتيجية الأميركية والروسية بشكل يمكن التحقق منه، والتي بدأها الرئيسان السابقان رونالد ريجان وجورج بوش الأب.
وتتضمن المعاهدة نصاً رئيسياً تتبعه 16 مادة بروتوكولية مع التعريفات وإجراءات التحقق والبيانات المتفق عليها، فضلاً عن المرفقات الفنية للبروتوكول.
ودون المعاهدة لن تكون هناك شفافية بشأن حجم وتركيب الترسانات النووية الأميركية والروسية.
وتعد المعاهدة الأولى في مجال الحد من الأسلحة النووية التي يمكن التحقق منها بين الولايات المتحدة وروسيا، إذ دخلت حيز التنفيذ منذ "نيو ستارت1" في 1994.
لكن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا في 3 فبراير 2021 على تمديد المعاهدة لمدة 5 سنوات، كما يسمح به نص المعاهدة، حتى 5 فبراير 2026.
عدد الرؤوس النووية
وتنص "نيو ستارت" على إبقاء ترسانتي روسيا والولايات المتحدة دون ما كانتا عليه إبان الحرب الباردة، بحيث لا يتجاوز عدد القاذفات النووية الاستراتيجية 700، وعدد الرؤوس النووية 1550.
ولا تزال الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان مجتمعتين بأكثر من 90% من الأسلحة النووية في العالم، بحسب "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام".
وعُلّقت المعاهدة في مارس 2020 بسبب جائحة كورونا، ولكن في فبراير 2021، وبعد فترة وجيزة من تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه، اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على تمديد المعاهدة لمدة 5 سنوات إضافية، لتمتد إلى عام 2026 بعد أن كان أجلها، حينئذ، سينتهي بعد أسبوعين.
الخلاف بسبب "نيوستارت"
وتزعم إدارة بايدن أن روسيا "تُخفق في الامتثال لبنود المعاهدة، من خلال رفضها السماح للمفتشين بدخول أراضيها، كما أنها ليست على استعداد لمناقشة القضية مع واشنطن".
وقالت وزارة الخارجية، في يناير الماضي، إن الموقف الروسي "يهدد قابلية السيطرة على الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا"، فيما ترى موسكو أنه سيكون "من غير المناسب السماح بعمليات التفتيش بينما هي في مواجهة متوترة مع أوكرانيا"، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
وفي أغسطس الماضي، علّقت روسيا التعاون في عمليات التفتيش التي تصل إلى 18 عملية في السنة، وعللت ذلك بالقيود على السفر التي فرضتها واشنطن وحلفاؤها بسبب الحرب في أوكرانيا.
يأتي ذلك وسط تصاعد المخاوف من وقوع مواجهة نووية منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد أن ذكّر بوتين العالم بحجم وقوة ترسانة موسكو، وحذّر من أنه مستعد لاستخدام كل الوسائل المتاحة لبلاده للحفاظ على "وحدة أراضيها".