روسيا والإنفاق الدفاعي أبرز خلافات بكين وطوكيو في محادثات أمنية

نائب وزير الخارجية الياباني شيجيو يامادا (يسار وسط) والوفد الياباني خلال الحوار الأمني الياباني الصيني في طوكيو. 22 فبراير 2023 - REUTERS
نائب وزير الخارجية الياباني شيجيو يامادا (يسار وسط) والوفد الياباني خلال الحوار الأمني الياباني الصيني في طوكيو. 22 فبراير 2023 - REUTERS
طوكيو- رويترز

أبدت الصين "انزعاجها الشديد" من زيادة اليابان إنفاقها الدفاعي وقدراتها العسكرية فيما انتقدت طوكيو العلاقات العسكرية بين بكين وموسكو والاشتباه في استخدامها لمناطيد تجسس، وذلك خلال أول محادثات أمنية رسمية بينهما منذ 4 سنوات، الأربعاء.

وتأتي المحادثات، التي تهدف إلى تخفيف حدة التوتر بين ثاني وثالث أكبر اقتصادات العالم، في الوقت الذي تخشى فيه طوكيو من أن تلجأ بكين إلى القوة للسيطرة على تايوان في أعقاب هجوم روسيا على أوكرانيا، مما يؤدي إلى اندلاع صراع يمكن أن يورط اليابان ويعرقل التجارة العالمية.

وكانت اليابان أعلنت في ديسمبر أنها ستضاعف الإنفاق الدفاعي على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى 2% من ناتجها المحلي الإجمالي، أو ما إجماليه 320 مليار دولار، لردع الصين عن اللجوء إلى العمل العسكري. أما بكين، التي زادت الإنفاق الدفاعي 7.1% العام الماضي، فتنفق أكثر من 4 أضعاف ما تنفقه اليابان على قواتها.

وتخطط طوكيو للحصول على صواريخ طويلة المدى يمكن أن تضرب البر الرئيسي للصين ولتخزين الذخائر الأخرى التي قد تحتاجها في حال خوض صراع إلى جانب القوة الأميركية الكبيرة التي تستضيفها.

Japan-China security dialogue at the foreign ministry, in Tokyo - via REUTERS
اجتماع وفدي اليابان والصين في أول محادثات أمنية بينهما منذ 4 سنوات بوزارة الخارجية اليابانية في طوكيو. 22 فبراير 2023 - REUTERS

 "تجارة رغم الخلافات"

وقال نائب وزير الخارجية الصيني سون ويدونج في بداية الاجتماع في طوكيو مع نائب وزير الخارجية الياباني شيجيو يامادا: "لقد شهد الوضع الأمني الدولي تغيرات واسعة ونشهد عودة الأحادية والحمائية وعقلية الحرب الباردة".

والصين أكبر شريك تجاري لليابان، إذ تمثل نحو خمس صادراتها وربع وارداتها تقريباً. وهي أيضاً قاعدة تصنيع رئيسية للشركات اليابانية.

وقال يامادا: "في حين أن العلاقات بين اليابان والصين تحمل في طياتها الكثير من الفرص، فإننا نواجه أيضاً العديد من المشكلات والمخاوف".

Chinese Vice Minister of Foreign Affairs Sun Weidong speaks with his Japanese counterparts during the Japan-China security dialogue at the foreign ministry in Tokyo on February 22, 2023. (Photo by Shuji Kajiyama / POOL / AFP) - AFP
نائب وزير الخارجية الصيني سون ويدونج يتحدث لنظيره الياباني خلال أول محاثات أمنية بين البلدين منذ 4 سنوات بمقر وزارة الخارجية اليابانية في طوكيو. 22 فبراير 2023 - AFP

 وأشار إلى نزاعهما الإقليمي على جزر غير مأهولة في بحر الصين الشرقي، تعرف باسم سينكاكو في اليابان ودياويو في الصين، والتدريبات العسكرية المشتركة الأخيرة التي أجرتها بكين مع موسكو وما يشتبه بأنها مناطيد مراقبة صينية كانت قد رُصدت فوق اليابان ثلاث مرات على الأقل منذ عام 2019.

وبعد إسقاط الولايات المتحدة ما يُشتبه بأنه منطاد تجسس صيني، قالت اليابان، الأسبوع الماضي، إنها تخطط لتوضيح قواعد الاشتباك العسكري للسماح لطائراتها المقاتلة بإسقاط الطائرات المسيرة التي تنتهك مجالها الجوي.

"تحديات ومخاوف"

وفي أول اتصال هاتفي بينهما بعد توليه منصبه، أبلغ وزير الخارجية الصيني تشين جانج نظيره الياباني هاياشي يوشيماسا، مطلع فبراير، أنَّ بكين تأمل في أن تتمكن طوكيو من منع "القوى اليمينية" من إثارة الخلافات بشأن الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي.

بدوره، أكد هاياشي خلال الاتصال أنَّ "العلاقات اليابانية الصينية تواجه العديد من التحديات والمخاوف"، مشيراً إلى أنَّ "الرأي العام في اليابان تجاه الصين بات شديد الحدة".

وأعرب وزير الخارجية الياباني عن "مخاوف جدية بشأن بحر الصين الشرقي، بما في ذلك الوضع المحيط بجزر سينكاكو، والأنشطة العسكرية النشطة المتزايدة للصين بالقرب من اليابان بما في ذلك تنسيقها مع روسيا".

كما أبدى الوزير الياباني أيضاً قلقه من الأوضاع في بحر الصين الجنوبي وهونج كونج، وفي منطقة شينجيانج الأويغورية المتمتعة بالحكم الذاتي.

وبحسب البيان الياباني، تبادل الوزيران وجهات النظر حول الوضع في أوكرانيا، وأكدا على تعزيز التواصل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث أصبحت اليابان عضواً غير دائم في المجلس اعتباراً من هذا العام.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات