تشين جانج.. "ذئب بكين المحارب" في واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 7
السفير الصيني الجديد لدى الولايات المتحدة، تشين غانغ، يتحدث بعد وصوله إلى واشنطن - 28 يوليو 2021  - Twittter/@ChinaAmbinUS
السفير الصيني الجديد لدى الولايات المتحدة، تشين غانغ، يتحدث بعد وصوله إلى واشنطن - 28 يوليو 2021 - Twittter/@ChinaAmbinUS
دبي- الشرق

يثير السفير الصيني الجديد في واشنطن، تشين جانج، تكهنات بأن تعيينه يشي بأن بكين تستعد لفترة طويلة من التوتر مع واشنطن، كما أنه قد يطبّق السياسات الصارمة التي ينتهجها الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ويخلف تشين (55 عاماً)، تسوي تيانكاي (68 عاماً)، السفير الصيني الأكثر بقاءً في منصبه بالولايات المتحدة، والذي أعلن الشهر الماضي رحيله بعد 8 سنوات في واشنطن، معتبراً أن "العلاقات الصينية – الأميركية في مفترق طرق حاسم الآن"، في رسالة وداعية على موقع السفارة الصينية.

ولم تعيّن الإدارة الأميركية سفيراً لدى بكين حتى الآن، لكن وسائل إعلام أميركية رجّحت اختيار نيكولاس بيرنز لشغل المنصب، علماً أنه سفير سابق لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تشين "يبدو مناسباً تماماً لترويج الموقف الدولي الأكثر صرامة الذي ينتهجه شي جين بينج". وأضافت أن "تسو تيانكاي دافع بقوة عن سياسات الصين، بعد توليه منصبه في عام 2013، لكنه نأى عن الخطاب اللاذع ونظريات المؤامرة المتصلة بفيروس كورونا المستجد، التي تبنّاها دبلوماسيون صينيون صاعدون".

"الذئب المحارب"

وأفاد موقع "ساب تشاينا" بأن تشين التزم "نهجاً حازماً، وقاسياً غالباً، حتى قبل صوغ مصطلح (دبلوماسية الذئب المحارب)"، المُستخدم في الإشارة إلى نهج دبلوماسيين صينيين في السنوات الأخيرة.

وأضاف الموقع أن صحافياً ألمانياً سأل تشين بشأن دبلوماسية "الذئب المحارب"، خلال مؤتمر صحافي في فبراير الماضي، فأجاب بنبرة حادة أن دولاً وشعوباً أخرى "شوّهت سمعة الصين بشكل صارخ"، هي "ذئاب شريرة".

لكن صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكّرت بقوله، لدى وصوله إلى واشنطن، إنه سيعمل "جاهداً لبناء قنوات اتصال وتعاون مع كل القطاعات في الولايات المتحدة، ولإعادة العلاقات الصينية-الأميركية إلى مسارها"، معتبرة أن ذلك يشير إلى "رغبة في إعادة ضبط العلاقات، ولكن بشروط الصين"، لا سيّما أنه "مساعد موثوق" لشي جين بينغ.

أما صحيفة "نيويورك تايمز" فلفتت إلى أن "تشين لم يتخصّص أبداً في التعامل مع الولايات المتحدة، عكس جميع سفراء الصين تقريباً في واشنطن، منذ ثمانينات" القرن العشرين، علماً أنه يشغل منصب سفير للمرة الأولى.

ورجّحت أن يكون "حاز ثقة" شي جين بينغ، بصفته رئيساً للمكتب الإعلامي في وزارة الخارجية الصينية، ثم رئيساً للبروتوكول، مشيرة إلى أنه "رافقه بانتظام خلال الرحلات الخارجية، وفي اجتماعات مع القادة الأجانب".

"عقلية مختلفة"

ونقلت الصحيفة عن درو طومسون، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، مسؤول عن الملف الصيني، قوله: "إنها لحظة معبّرة. خلال السنوات العشرين الماضية، عُيّن خبراء (صينيون) في الشـؤون الأميركية، (سفراء) في واشنطن. أي شخص كانت حياته المهنية مرهونة أكثر بالدفاع عن الكرامة والمساواة في التعامل، لأبرز القادة الصينيين، يُرجّح أن يأتي إلى المنصب بعقلية مختلفة".

وأشارت وكالة "بلومبرغ" إلى أن تشين أشرف، بوصفه رئيساً للبروتوكول في الخارجية الصينية، على زيارة الدولة التي أجراها شي جين بينج إلى الولايات المتحدة، في عام 2016. ونقلت عنه قوله، في مقابلة عام 2018: "البروتوكول هو تعبير عن السياسة ومقياس للعلاقات بين الدول. (حين) تمنح كل دولة الرئيس شي مستوى عالياً من الاستقبال، فهذا اعتراف بمكانة الصين بوصفها قوة عظمى، وبسلوك الرئيس شي بوصفه رجل دولة".

لكن "نيويورك تايمز" نقلت عن راين هاس، وهو باحث في "معهد بروكينغز"، كان مسؤولاً عن ملف الصين في مجلس الأمن القومي الأميركي، خلال زيارة شي جين بينغ الولايات المتحدة، في عام 2015، قوله إن تشين "كان مستعداً لإزعاج (أفراد) من دون تردد، عندما شعر بأن ذلك ضروري".

وأضاف هاس: "كان تشين متنبّهاً جداً إلى كيفية تصوير زعيمه، والصورة التي سيشيعها ظهوره العلني. كان هذا هو الحال بشكل خاص، في ما يتعلّق بزيارة الدولة التي أجراها الرئيس شي إلى البيت الأبيض".

"أوهام" واشنطن

في عام 2014، تطرّق تشين إلى اختتام الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما جولة في آسيا، متجنّباً زيارة بكين، قائلاً إن الصين ستبقى في مكانها وتتمسك بموقفها، بصرف النظر عمّا إذا زارها الرئيس الأميركي أم لا. وتابع: "نرحّب بزيارة (أوباما) الصين، لكن التملّق للولايات المتحدة في مقابل زيارة الرئيس، هو آخر شيء ستفعله بكين، وعلى الولايات المتحدة أن تتخلّى عن أي أوهام".

بعد تخرّجه في جامعة العلاقات الدولية في بكين، عمل تشين مساعداً إخبارياً في مكتب وكالة "يونايتد برس إنترناشونال" في بكين، قبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي، في عام 1992. واكتسب شهرة، بعد تعيينه ناطقاً باسم وزارة الخارجية، في عام 2005، إذ واجهت الصين توترات دولية متزايدة، بشأن حقوق الإنسان وسياساتها الصارمة في التبت وشينجيانج.

وكان بارعاً في السجال مع الصحافيين، ويردّ أحياناً على الأسئلة بسخرية تهكمية. وشبّه استيلاء الحزب الشيوعي الصيني على التبت، بتحرير الرئيس الأميركي السابق أبراهام لنكولن للأفارقة في الولايات المتحدة.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن الدبلوماسي الأميركي السابق دانيال راسل، قوله إن تعيين تشين قد يشي بأن "النظام الصيني يبدو أنه في مرحلة تفضيل الولاء الثابت للحزب، على الإنجازات الدبلوماسية".