قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، إن على موسكو "الأخذ في الاعتبار القدرات النووية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)"، معتبراً أن الغرب "يريد تصفية روسيا، وأنه شريك غير مباشر في جرائم كييف".
وأعلن بوتين في تصريحات خلال مقابلة مع قناة "روسيا-1" التلفزيونية، بُثت الأحد، أن بلاده لا تعارض مشاركة دول الناتو في مناقشة وبحث معاهدة "نيو ستارت" النووية، مشيراً إلى أن بلاده "مضطرة لإعادة مناقشة موضوع إمكانات بريطانيا وفرنسا النووية".
واعتبر الرئيس الروسي أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يشارك في النزاع في أوكرانيا من خلال إمداد هذا البلد بالأسلحة، متهماً الغرب بالتخطيط لتدمير روسيا.
وقال بوتين إن دول حلف شمال الأطلسي "ترسل عشرات مليارات الدولارات من الأسلحة إلى أوكرانيا، وهذه مشاركة فعلية" في النزاع.
"نووي الناتو" يؤرّق بوتين
نقلت وكالة تاس الروسية عن بوتين قوله "ما من خيار أمام بلاده سوى الأخذ في الاعتبار القدرات النووية لحلف شمال الأطلسي لأن الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة يسعى إلى هزيمة روسيا".
وأضاف: "في الظروف الحالية، عندما تعلن جميع الدول الكبيرة في حلف شمال الأطلسي أن هدفها الرئيسي هو تكبيدنا هزيمة استراتيجية حتى يعاني شعبنا كما يقولون. كيف يمكننا أن نتجاهل قدراتهم النووية في مثل هذه الظروف؟".
وتابع الرئيس الروسي: "نحن بحاجة إلى ضمان أمن روسيا واستقرارها الاستراتيجي"، مضيفاً: "العالم يجب أن يتغير ولكن ليس لصالح دول بعينها. إن روسيا لن تعامل الدول الأخرى بالطريقة التي تعتمدها الولايات المتحدة"، بحسب ما ذكرت "روسيا اليوم".
اتهامات روسية لمجلس الأمن
واتهمت روسيا، الجمعة، مجلس الأمن الدولي بالتحيز للجانب الأوكراني، عبر منح الكلمة لممثل كييف قبل الأعضاء، فيما قالت أوكرانيا إنها ستنتصر في وقت أقرب مما يعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وعقد مجلس الأمن جلسة استثنائية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، شجب خلالها مندوب موسكو لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا ما وصفه بـ"انحياز" مالطا، التي تتولى رئاسة المجلس الآن، إلى الجانب الأوكراني.
وقال نيبينزيا موجهاً كلمته إلى ممثلي مالطا: "أحذركم من إضفاء طابع رسمي على قراراتكم (منح الكلمة لأوكرانيا)، والتي تُحدث سابقة في منح وفد أوكرانيا امتيازات تُحرم منها وفود أخرى".
واستشهد ممثل روسيا باجتماعات سابقة لمجلس الأمن لم تمنح فيها الكلمة لدول كانت محوراً للجلسة، كما في حالة جمهورية إفريقيا الوسطى في 21 فبراير، خلال اجتماع آخر بشأن مالي، واجتماع يخص كولومبيا في 11 يناير، وآخر حول هايتي في 24 يناير.
وأضاف مخاطباً ممثلي الدول الغربية: "هذا الموقف يعكس مصالحكم الجيوسياسية، وكأن بقية العالم لا تعنيكم بشيء".
كييف: سنهزم بوتين قريباً
بدوره، قال وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا في كلمته: "اعتمدت الجمعية العامة قراراً بشأن مبادئ السلام العادل والشامل في أوكرانيا، ووقفت 141 دولة عضواً بجانب ميثاق الأمم المتحدة، في حين وقفت 7 دول إلى جانب روسيا"، معتبراً أن هذا الأمر يعكس عدالة القضية الأوكرانية.
وأوضح أن القرار يعكس المغزى الذي اعتمده الرئيس فولوديمير زيلينسكي في صيغة السلام، فالهدف هو وضع خطة من 10 نقاط تضمن استعادة احترام سيادة أوكرانيا وفقاً لحدودها المعترف بها دولياً، بحيث يكون الهدف النهائي للخطة هو إخراج روسيا، داعياً الدول كافة إلى تيسير تنفيذ القرار وصيغة السلام.
وقال وزير الخارجية الأوكراني إن "روسيا تنفّذ الآن ما يعتبر أكبر عملية لاختطاف الأطفال برعاية الدولة في تاريخنا الحديث"، مؤكداً أن "أوكرانيا ستقاوم وستنتصر وسيخسر بوتين في فرصة أقرب مما يعتقد".
وطلب كوليبا في نهاية كلمته الوقوف دقيقة صمت في ذكرى "ضحايا العدوان الروسي" على بلاده، بحسب قوله. وكان من اللافت أن ممثل روسيا شارك الحاضرين الوقوف، ولكنه علّق على ذلك بعد انتهاء دقيقة الصمت، قائلاً: "وقفنا لنحيي ذكرى ما جرى في أوكرانيا بدءاً من عام 2014... كل حياة لها قيمة".
اقرأ أيضاً: