"تسمم الفتيات".. طهران تتهم "الأعداء" ومطالب دولية بكشف الأسباب

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتحدث في طهران خلال الذكرى الرابعة والأربعين للثورة. 11 فبراير 2023 - REUTERS
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتحدث في طهران خلال الذكرى الرابعة والأربعين للثورة. 11 فبراير 2023 - REUTERS
برلين/ واشنطن/ دبي -وكالاتالشرق

طالبت الأمم المتحدة وألمانيا، الجمعة، بإجراء تحقيقات لكشف ملابسات حالات تسمم الفتيات في عدة مدارس ببعض محافظات إيران، فيما حملت طهران مسؤولية تلك الحوادث لما سمتهم "الأعداء".

ودعا فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى "تحقيق شفاف" تُنشر استنتاجاته.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا رافينا شامداساني للصحافيين في جنيف "نشعر بقلق بالغ إزاء ما نُشر عن استهداف فتيات عمداً في ظروف غامضة".

كان جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي أعرب عن قلق بلاده "العميق" بشأن التقارير الواردة عن تسمم فتيات مدارس في إيران. 

وقال كيربي، الخميس، إن "التقارير تثير قلقاً عميقاً"، وأضاف أن أسباب تسمم تلك الفتيات "لا تزال غير واضحة.. العالم يحتاج إلى معرفة التفاصيل". 

وسجلت إيران العشرات من حالات تسمم الفتيات في محافظة طهران، بعد سلسلة هجمات مماثلة في مناطق أخرى نسبت إلى أفراد يعارضون تعليم الفتيات.

وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على تويتر "المعلومات الواردة بشأن تسميم فتيات في إيران صادمة"، مضيفة "يجب إلقاء الضوء على جميع الحالات".

وشددت بيربوك على أنه "يجب تمكين الفتيات من الذهاب إلى المدرسة دون خوف سواء في طهران أو أردبيل (شمال غرب). هذا حقهن بكل بساطة".

وظهرت قضية التسمم الجماعي التي أثارت ضجة كبيرة في نهاية نوفمبر عندما أبلغت وسائل الإعلام عن تسمم مئات الفتيات اللواتي يبلغن من العمر 10 سنوات عبر الجهاز التنفسي في مدارس مدينة قم بوسط إيران. ولم يتم حتى الآن تفسير ما حدث. 

كما سُجلت حالات هذا الأسبوع في طهران بعد سلسلة هجمات نُسبت إلى معارضي تعليم الفتيات.

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارجريت هاريس، إن الوكالة على اتصال مع السلطات الصحية الوطنية في إيران والأخصائيين في المجال الطبي بشأن هذه الحوادث.

وأثارت القضية موجة غضب في البلاد، إذ استنكر البعض صمت السلطات حيال تزايد عدد المدارس المعرضة لتلك الهجمات.

وتمر إيران وألمانيا أيضاً بفترة توتر شديد بعد صدور حكم إعدام على ألماني إيراني، ورداً على ذلك طردت برلين دبلوماسيين إيرانيين، بينما طردت طهران دبلوماسيين ألمان، الأربعاء.

اتهامات إيرانية

وألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الجمعة، بمسؤولية تعرض مئات الفتيات في أنحاء البلاد لما وصفه بـ"التسميم"، على من وصفهم بـ"أعداء بلاده".

وفي كلمة أمام حشد في جنوب إيران بثها التلفزيون الرسمي على الهواء، اتهم رئيسي "أعداء بلاده" بالوقوف وراء "هجمات التسميم"، مضيفاً "هذا مخطط أمني لإحداث الفوضى في البلاد مع سعى الأعداء إلى بث الخوف وانعدام الأمن بين أولياء الأمور والتلميذات".

ولم يحدد الرئيس الإيراني هوية هؤلاء الأعداء.

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، الجمعة، إن ما وصفه بتدخل مسؤولين غربيين في قضية حالات التسمم التي ظهرت في بعض المدارس هو استمرار لحرب من سماهم "الأعداء". 

وأضاف عبداللهيان في تصريحات نشرها تلفزيون "العالم" الإيراني الرسمي أن الأجهزة المعنية بدأت متابعة القضية بجدية والتحقق من أبعادها. 

تحقيقات حكومية

وفي وقت سابق، أفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية شبه الرسمية،  بأن رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، كلف 4 لجان برلمانية للتحقيق في قضية تسمم الطالبات.

ونسبت الوكالة لرئيس البرلمان قوله في رسالة لرؤساء اللجان الأربع "من الضروري وبصورة فورية تشكيل فريق عمل للتحقيق بعناية في القضية.. واكتشاف أسباب الحوادث".

ودعا قاليباف فريق العمل إلى "عرض نتائج تحقيقاته على البرلمان بأسرع وقت ممكن من أجل اتخاذ القرارات المناسبة".

وكانت وكالة "فارس"، أفادت، الأربعاء، بإلقاء القبض على 3 أشخاص للاشتباه بتورطهم في هذه القضية، لافتة إلى أن أجهزة الأمن تجري تحقيقاً معهم. غير أن وزير الداخلية أحمد وحيدي أكد أن الأجهزة المعنية "لم تكشف بعد عن وجود مادة سامة يمكن أن تكون السبب في تسمم الفتيات".

وقال مسؤول إيراني بارز إن ناقلة وقود عثر عليها بجوار مدرسة في إحدى ضواحي طهران رصدت أيضاً في مدينتين أخريين، ومن المحتمل أن تكون متورطة في حوادث "التسميم".

وأفاد رضا كريمي صالح نائب حاكم ضاحية برديس لوكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية، بأن السلطات صادرت الناقلة وألقت القبض على سائقها.

وأوضح أن الناقلة نفسها كانت أيضاً في قم وبروجرد في إقليم لورستان بغرب إيران، حيث عانت تلميذات أيضاً من التسميم. ولم يدل بمزيد من التفاصيل.

وقال صالح، في إشارة إلى منطقة برديس "الحراس في موقف للسيارات حيث كانت ناقلة الوقود متوقفة، أصيبوا أيضاً بالتسمم".

والخميس، عبر مجلس الأمن القومي الأميركي عن قلقه مما وصفها بالتقارير الواردة عن حالات تسمم واسعة النطاق بين الطالبات في مدارس إيران، والتي ربما تكون مرتبطة بالمشاركة في الاحتجاجات.

ودعت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون إلى ضرورة المساءلة وإجراء تحقيق "مستقل ونزيه"، مؤكدة على حق جميع الفتيات في التعليم "دون خوف على سلامتهن".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات