تفقد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، قوات بلاده في شمال سوريا، السبت، في زيارة مفاجئة، اعتبرها "تستحق المخاطرة".
واعتبر رئيس الأركان الأميركي أن تواجد قواته في شمال سوريا "لا يزال يستحق المخاطرة".
وتأتي الزيارة لتقييم مهمة عمرها 8 أعوام تقريباً لمحاربة تنظيم "داعش" ومراجعة إجراءات حماية القوات الأمريكية من أي هجوم.
وقال الجنرال مارك ميلي للصحافيين الذين سافروا معه، قادماً من إسرائيل، إنه يعتقد أن القوات الأميركية وشركائها السوريين الذين تقودهم فصائل كردية، يُحرزون تقدماً في ضمان هزيمة دائمة لتنظيم "داعش".
ولدى سؤاله عما إذا كان يعتقد أن المهمة التي تنفذها القوات الأميركية في سوريا تستحق المخاطرة، ربط ميلي ذلك بأمن الولايات المتحدة وحلفائها، موضحاً "إذا كنت تعتقد أن هذا مهم، فإن الإجابة هي: نعم".
وأضاف "لذلك أعتقد أن إلحاق هزيمة دائمة بتنظيم الدولة الإسلامية، والاستمرار في دعم أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، مهام ضرورية يمكن القيام بها".
هجمات ضد قواعد أميركية
وتعرضت قاعدة التحالف الدولي في التنف جنوبي شرق سوريا، في يناير الماضي، لهجوم بطائرات مسيرة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان آنذاك إن 3 طائرات مُسيرة استهدفت القاعدة، وإن قوات التحالف أسقطت اثنتين منها، مشيرةً إلى أن الطائرة المسيرة الثالثة اصطدمت بالقاعدة، ما أسفر عن إصابة اثنين من عناصر "الجيش السوري الحر". وأكدت، حسبما ورد في بيان، أن الهجوم لم يسفر عن إصابة أي من أفراد القوات الأميركية.
ونقل البيان عن المتحدث باسم القيادة جو بوتشينو، قوله، إن مثل هذه الهجمات تعرّض الحرب ضد تنظيم "داعش" للخطر.
وفي نوفمبر، أعلن التحالف أن صواريخ استهدفت قاعدة التنف دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.
ولم تتهم القيادة الأميركية أي جهة بإطلاق الصواريخ التي لم تسفر عن "أي إصابات أو أضرار"، لكنها أوضحت أن القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة "تحقق في الحادثة".
وقال المتحدث باسم القيادة إن هجمات مماثلة "تضع قوات التحالف والسكان المدنيين في خطر، وتقوّض الاستقرار الذي كان مناله صعباً، وأمن سوريا والمنطقة".
ووصف الميجور جنرال بالجيش الأميركي ماثيو مكفارلين، وهو قائد التحالف الذي تقوده واشنطن ضد "داعش" في العراق وسوريا، الهجمات على القوات الأمريكية بأنها "صرف للانتباه عن مهمتنا الرئيسية".
وأشار مكفارلين إلى إحراز تقدم ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بما يشمل خفض أعداد النازحين داخلياً في مخيمات اللاجئين، الذين يمثلون فئة ضعيفة ويمكن أن يجندهم التنظيم.
ويأوي مخيم الهول أكثر من 50 ألف شخص، بينهم سوريون وعراقيون ومواطنون من جنسيات أخرى فروا من الصراع. ويقدر مكفارلين أن حوالي 600 طفل يولدون هناك كل عام.
وتعد هذه المنطقة (شمال شرق سوريا) طريقاً مهماً للكتائب العراقية ولـ"حزب الله" اللبناني كما المجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين. كما تستخدم أيضاً لنقل البضائع على أنواعها بين العراق وسوريا، وفق وكالة "فرانس برس".
وفي 9 يناير، تعرّضت قافلة تضم صهاريج محروقات وأسلحة لمقاتلين موالين لإيران لقصف جوي، بعد عبورها من العراق إلى شرق سوريا، ما أودى بحياة 14 شخصاً.
ونفى التحالف أن يكون مسؤولاً عن تنفيذ الغارة، فيما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر قولها إن إسرائيل نفذت الغارات.
وكان الوجود العسكري الأميركي بدأ في سوريا خلال أكتوبر 2014، في أعقاب تشكيل التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، حيث أرسلت الولايات المتحدة دعماً لوجستياً للقوات الكردية التي تحارب التنظيم، ولاسيما في معركة كوباني الشهيرة والتي انتهت بسيطرة الأكراد وطرد عناصر التنظيم.
ويتركز انتشار القوات الأميركية في سوريا في عدد من القواعد المتوزعة في مناطق شمال شرق وجنوب شرق البلاد.
اقرأ أيضاً: