قال المستشار الألماني أولاف شولتز، الأحد، إن مسؤولية إنهاء الحرب في أوكرانيا تظل على عاتق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً أن برلين لن تضغط على كييف لـ"تقديم تنازلات غير مواتية بالنسبة لهم".
وأضاف شولتز، خلال حوار مع شبكة "CNN" الأميركية، أن "من الضروري أن يفهم الرئيس بوتين أنه لن ينجح في هجومه، ويجب عليه سحب القوات.. وهذا هو أساس المحادثات".
وأشار شولتز إلى أنه "لن تكون هناك قرارات دون موافقة الأوكرانيين"، مضيفاً أن "بوتين أخطأ بشكل واضح في تقدير قوة أوكرانيا، وكذلك وحدة جميع حلفائها في تحدي غزو روسيا الذي بدأ في 24 فبراير 2022".
وأضاف شولتز: "من الصعب للغاية الحكم على الأشياء التي ستحدث في أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، لكن هناك أمراً واضحاً تماماً، وهو مواصلة ألمانيا لدعم أوكرانيا بالمساعدات المالية والإنسانية، وأيضاً بالأسلحة".
وخلال الفترة الماضية، هدد تصاعد التوتر بين ألمانيا وبولندا بتقويض مساعي حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة، بعد وصول الخلافات بين البلدين بشأن الصواريخ والدبابات وقطع الغيار إلى مستوى جديد، بحسب "بلومبرغ".
خلاف أم حملة انتخابية
وقال مسؤول ألماني لـ"بلومبرغ"، في وقت سابق الأحد، إن ما يحدث من تجاذبات "مجرد حملة سياسية تصاحب الانتخابات"، مشيراً إلى أن حكومة شولتز "تعتقد أن التوترات ستتراجع بعد انتهاء الحملة الانتخابية".
وتأتي هذه الخلافات قبل أشهر من الانتخابات البولندية المقررة في أكتوبر، والتي يمكن أن تكلف "حزب القانون والعدالة" القومي الحاكم، الخسارة.
وبدأ زعيم الحزب، ياروسلاف كاتشينسكي، أكثر السياسيين نفوذاً في بولندا، في رفع مستوى الانتقادات ضد ألمانيا، والتي تعد هدفاً رئيسياً في الحملات الانتخابية داخل البلاد، بما في ذلك مطالبة برلين بتعويضات بقيمة 1.3 تريليون دولار عن غزوها خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال مسؤول بولندي لـ"بلومبرغ" إن وارسو "ترى أن ألمانيا تركز أكثر على المنافسة مع بولندا بدلاً من إعطاء كييف ما تحتاجه فعلاً".
تطويق "باخموت".. وقصف "آزوف"
وعلى الصعيد الميداني، قال الجيش الأوكراني، الأحد، إنه تمكن من صدَّ هجمات روسية في باخموت، بينما تُواصل القوات الروسية جهودها لتطويق المدينة، فيما أعلنت موسكو قصف مركز قيادة "كتيبة آزوف" في إقليم زابوروجيا.
وأضافت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أنه تم صد "أكثر من 130 هجوماً معادياً" خلال الساعات الـ24 الماضية، في عدد من قطاعات الجبهة، لا سيما في كوبيانسك وليمان وباخموت وأفديوفكا، مشيرةً إلى أن "الروس يواصلون محاولاتهم لتطويق باخموت".
ومنذ أكثر من 6 أشهر، تحاول مجموعة "فاجنر" والجيش الروسي السيطرة على باخموت وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية محدودة، لكنها اكتسبت أهمية رمزية كبيرة بسبب طول مدة المعارك حولها.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف إن القوات قصفت مركز قيادة كتيبة "آزوف" (المحظورة من قبل الاتحاد الروسي) في إقليم زابوروجيا.
وأضاف كوناشينكوف أنه تم قصف منطقة خيرسون على مدار اليوم، مشيراً إلى تدمير مركبات ومدافع من طراز "هاوتزر".
بدوره، أكد معهد دراسات الحرب، وهو مجموعة من الخبراء الأميركيين، السبت، أن القوات الروسية استولت على مواقع في باخموت قد تسمح لها بتجاوز بعض الدفاعات الأوكرانية.
وأضاف أن "الروس قد يحاولون محاصرة القوات الأوكرانية في باخموت لكن القيادة الأوكرانية أعطت إشارة بأنها تفضل الانسحاب بدلاً من المجازفة بتطويقها".
وفي دونيتسك، نشر جيش الانفصاليين الموالين لروسيا الذي يساعد القوات الروسية، الأحد، تسجيل فيديو يظهر فيه، كما يفترض، مقاتلو "فاجنر" في الضاحية الشمالية لباخموت، مؤكداً أنه استولى على محطة قطارات ستوبكي الصغيرة بشمال المدينة.
اقرأ أيضاً: