وصف قائد القيادة الوسطى المركزية للجيش الأميركي "سنتكوم" مايكل كوريلا، في بيان، السبت، عناصر تنظيم "داعش" المحتجزين في سوريا والعراق، بأنهم "جيش حقيقي قيد الاعتقال".
وأضافت قيادة "سنتكوم" في بيانها، أن كوريلا زار في 8 مارس الجاري، شمال شرقي سوريا حيث تفقد القوات الأميركية الموجودة هناك، وعقد محادثات مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والتي تدعمها واشنطن. كما زار سجناً يُحتجز فيه عناصر التنظيم، ومخيمين يأويان أفراد عائلاتهم، وبينهم أجانب.
وبعد تفقده سجن "غويران" في مدينة الحسكة، والذي استهدفه التنظيم بهجوم من الداخل والخارج مطلع عام 2022، أوقع مئات الضحايا، قال كوريلا: "بين المحتجزين في سوريا والعراق ثمة جيش حقيقي للتنظيم قيد الاعتقال".
وفي الخامس من مارس الجاري، أجرى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي زيارة مفاجئة للقوات الأميركية في شمال سوريا.
وجاءت الزيارة لتقييم مهمة عمرها 8 أعوام تقريباً لمحاربة تنظيم "داعش" ومراجعة إجراءات حماية القوات الأميركية من أي هجوم.
"تهديد كبير"
وحذّر كوريلا من أنه "في حال تحريرهم، ستشكل المجموعة تهديداً كبيراً"، موضحاً أنّه "ما من حلّ عسكري لمعتقلي" التنظيم.
وكرر المسؤول الأميركي، الذي تقود بلاده التحالف الدولي ضد "داعش"، الإشارة إلى أن القتال ضد المتطرفيين هو "قتال من أجل الأمن والاستقرار ليس في سوريا والعراق فحسب، بل في المنطقة بأكملها"، مشدداً على أنه "لا يمكننا على الإطلاق السماح بعودة ظهور" التنظيم.
ومنذ إعلان القضاء على "داعش" في عام 2019، وتحرير كافة المناطق الخاضعة لسيطرته، انكفأ التنظيم إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق حيث يتحصن عناصره في مناطق جبلية.
وبينما أصدرت المحاكم العراقية المئات من الأحكام بالإعدام أو السجن مدى الحياة بحق المتهمين بالانتماء إلى التنظيم، تحذّر الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا من أنها لا تتمتع بالقدرات الكافية من أجل مواصلة احتجازهم، ناهيك عن محاكمتهم.
وتطالب الدول المعنية كذلك باستعادة أفراد عائلات التنظيم المحتجزين لديها خصوصاً في "مخيم الهول" الذي يشهد عمليات قتل وفوضى وحوادث أمنية.
لكن رغم النداءات، لم تستعد غالبية الدول مواطنيها. وقد تسلمت دول قليلة عدداً من مواطنيها، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو. واكتفت أخرى، خصوصاً الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال.
واعتبر كوريلا، بحسب البيان، أن الأطفال في مخيم الهول "هم في خطر يومي" لناحية "تلقينهم العنف".
وحضّ على ضرورة "ترحيل سكان المخيمات وإعادة تأهيلهم ودمجهم في بلدانهم ومجتمعاتهم الأصلية".
اقرأ أيضاً: